الشيخ الجليل الحسيب النسيب الأستاذ المربي صلاح الدين الأزهري

 

وجه منير بنور العلم والإيمان من اللاذقية 

 رحمه الله (1918-1997)

 

 سليل أسرة علمية عريقة، تلقى علومه الشرعية متربعا في حلقات العلم التي كان يديرها والده العلامه الشيخ نقيب الاشراف محمد محاسن وعمه العلامه الشيخ نقيب الاشراف محمد مواهب رحمهما الله كما تربع في حلقات العلم المختلفة لعلماء البلدة آنذاك، وتتلمذ وإخوته على ثلة من علماء بلاد الشام أهمهم العلامة الكبير العارف بالله الشيخ إبراهيم الغلاييني مفتي قطنا واحد الاعلام في بلاد الشام. 

أكمل دراسته في الأزهر الشريف وتربع بحلقات العلم عند أكابر علماء مصر كالعلامة يوسف الدجوي والعلامة محمد زاهد الكوثري، والعلامة محمد أبو زهرة وغيرهم من أكابر علماء ذاك العصر. 

كان من أقرانه في الرواق الشامي علماء أعلام كالشيخ العلامة القاضي الشرعي محمد سيادي المراد رحمه الله الذي قطن معه في بيت واحد خلال الدراسة الأزهرية وأصبح صهره فيما بعد حيث تزوج من أخته السيدة عزة الأزهري رحمها الله. وشاركهما بالسكن فيما بعد العلامة مفتي حماة الشيخ بشير المراد رحمه الله وكلاهما شغلا وظيفة القضاء الشرعي في اللاذقية. وكما رافق نخبة رفيعة من طلبة العلم الشرعي من بلاد الشام انذاك في الازهر الشريف نذكر منهم العلامة الكبير المحدث عبد الفتاح أبو غدة، والعلامة الكبير الفقيه الحنفي البارز محمد علي المراد رحمهما الله.

شغل وظائف عدة أهمها الخطابة والتدريس بجامع الجديد خلفا لوالده، وكانت دروسه مميزة جدا ومحبَّبة لقلوب طلابه ويشهد على ذلك أحد تلامذته آنذاك الا وهو الاستاذ ياسر صاري حفظه الله حيث يقول: [كان الشيخ صلاح الازهري - رحمة الله - مدرسا في جامع الجديد السلماني , وكنت أحضر هذه الدروس , وأجد فيها شيئا جديدا من حوار و نقاش , وربما الذي شجعنا على ذلك انه كان يدرسنا في ثانوية التجهيز ( ثانوية جول جمال )].

 كما درس في مدارس اللاذقية مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية وخصوصا في مدرسة التجهيز (جول جمال) ثم انتقل فيما بعد الى المملكة العربية السعودية ليعمل هناك في سلك التدريس والتعليم الشرعي في جامعات ومدارس ومعاهد المملكة كما كانت له دروس في الاذاعة. 

 

مثل اللاذقية مع والده الشيخ محمد محاسن في مؤتمر علماء بلاد الشام الأول الذي انعقد في دمشق برئاسة العلامة الكبير مفتي حمص الشيخ طاهر الاتاسي رحمه الله ، وحضره أكابر علماء الشام في 6 ايلول 1938 الذي كان هدفه محاربة آثار الاستعمار السلبية.

 

تزوج الشيخ الجليل من أسرة هارون العريقة وأعقب ولدا وبنتا.

 توفي رحمه الله في الرياض عام ١٩٩٧ ودفن فيها.

 رحم الله هذا العالم الجليل رحمة واسعة وادخله فسيح جناته.