الشيخ أحمد مهدي حداد في ذمة الله

بقلم: الشيخ مجد مكي


توفي في مدينة الرياض صباح هذا اليوم الجمعة 18 شعبان 1431هـ، الموافق 30 تموز 2010م العالم الفاضل الشيخ أحمد مَهْدي بن محمد بشير حداد الحلبي الحنفي عن ثمانين سنة أمضى أكثرها في الإمامة والخطابة والعلم والتعليم والاحتفاء بالعلم والعلماء.
 والشيخ أحمد مهدي رحمه الله تعالى  من مواليد مدينة حلب (1351هـ=1933م)، حفظ القرآن الكريم على والده الصالح المقرئ الشيخ محمد بشير المتوفَّى مهاجراً مجاوراً بالمدينة المنورة (1413هـ=1992م)، وتخرج في معهد العلوم الشرعية (الشعبانية) بحلب، وتفقَّه على العلامة الفقيه الشيخ محمد السلقيني، ودرس في الأزهر، وتخرَّج في  كلية الشريعة بالقاهرة إضافة إلى دراسته على العلاّمة المحدث الحافظ السيد أحمد بن الصدِّيق الغُماري في مصطلح الحديث وغيرها من العلوم، وأُجيز منه، وعمل بعد تخرُّجه في الإمامة والخطابة والتدريس في مدينة حلب، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية مدرِّساً في المعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عدة مدن من المملكة، ثم انتقل إلى معهد القرآن الكريم بالحرس الوطني في الرياض، ثم أُحيل إلى التقاعد.
 أجيز برواية الحديث من السيد أبي الحَسَن النَّدْوي من علماء الهند، والشيخ إسماعيل الأنصاري، والشيخ أحمد نَصيب المحاميد من علماء دمشق، والسيد أحمد زُبارة من علماء اليمن، والشيخ محمد عبد الرشيد النُّعماني من علماء باكستان، وغيرهم الكثير.
وكان الشيخ رحمه الله يتمتع بمزايا فريدة من أهمها: سلامة قلبه، وشدة تواضعه ، وخفّة روحه، وحضور نكتته ، ومعرفته الواسعة بتراجم علماء حلب ونوادر أخبارهم، وحرصه الشديد على اقتناء الكتب وفهرستها، وبذل وقته وجهده في خدمة إخوانه، وحبه للعلماء العاملين وفرحه بطلبة العلم الصالحين المجدّين. كما اشتُهر بشدّة ولائه  لله سبحانه  ولرسوله وللمؤمنين ولمنهج أهل السنة والجماعة وبراءته الشديدة من المناهج المنحرفة المبتدعة وأصحابها.
صُلّي عليه بعد صلاة الجمعة في مسجد الراجحي في الرياض في جنازة حاشدة قُدِّرَت بحوالي عشرين ألف مصلٍّ ثم دُفن في مقبرة النسيم فرحمة الله عليه وأناله الزُّلفى لديه.