الشيح عارف الصوفي

 

وجه منير بنور العلم والايمان من اللاذقية

 

الشيخ العلامة الحسيب النسيب عارف مصطفى الصوفي أحد كبار أعيان اللاذقية ووجهائها ، وأحد كبار العلماء والفقهاء بالبلدة ، سليل أسرة علمية عريقة .

 

سكن حي الصباغين العريق، وداره كانت معروفة ملاصقة لجامع الجديد ، وبها حديقة كبيرة،  كان يعتني بها بنفسه رحمه الله لشدة حبه للأزهار.

 

 تلقى علومه الشرعية متربعا في حلقات العلم عند أكابر علماء اللاذقية من آل الصوفي والطويل والمحمودي والأزهري والمفتي.

 

 كان عضوا في المجلس الإداري والمجلس العلمي لما سمي آنذاك المجلس الطائفي الإسلامي،  وكان عضوا في مجلس الأوقاف،  ولجنة التدريس الشرعي.

 

وكان مدرسا في الجامع الكبير،  وفي المدارس الشرعية بالبلدة،  وخطيبا بالجامع الصغير،  أو ما يسمى اليوم بجامع البازار،  وتخرج في حلقاته العلمية علماء كثر،  وربى الأجيال في حلقات المساجد وفي والمدارس.

 

 كان رحمه الله ممن حارب الاستعمار الفرنسي بخطبه وكلماته ، وانخرط مع الحركة الوطنية، وكان من أعضاء الوفد الوطني الذي طالب الحكومة الفرنسية بالاستقلال.

كما استلم الميقات في جامع الجديد ،فكان يحدد الأوقات الخمس للصلاة، وكانت مئذنة جامع الجديد أعلى مئذنه بالبلدة وترى من كل مكان،  ولذا فكان الأذان بهذا المسجد الذي يتوسط البلدة.

 

 والميقاتي كان عالما بالدين وعالما بالتوقيت ، ولقد جمع العلامة الشيخ عارف شتى أنواع العلوم وبرع بها، وخلفه ابنه المرحوم وجيه بالتوقيت بعد وفاته.

 

وله مؤلفات وتحقيقات غير مطبوعة، وترك مكتبة عظيمة تحوي أمهات الكتب ، وحقق ونقح كتبا كثيرة ما زالت مخطوطة.....

 

اعتنى كثيرا بتدريس أولاده فمنهم من درس الحقوق، ومنهم من درس الطب واستلموا مناصب إدارية في البلدة ولكن لم يخلفه من درس العلوم الشرعية ليكمل طريقه ويهتم بمكتبته الكبيرة ومؤلفاته التي لم تطبع..............................

مناقبه رحمه الله:

قصة من تاريخنا وتراثنا في اللاذقية...من مناقب الشيخ العلامة محمد عارف مصطفى الصوفي رحمه الله

 

ننقل لكم قصة جميلة تدل على سماحة دين الإسلام وحكمة العلماء العاملين كالشيخ العلامة عارف الصوفي رحمه الله.

 

 تروي القصة حفيدته السيدة سهى هشام وجيه الصوفي ، وننقلها كما كتبتها :

( في ليلة من ليالي الصيف، دق باب بيت جدي الشيخ عارف الصوفي شاب من عيلة مرقص من اللادئية وقالو: 

يا شيخنا بدي أسلم على أيدك.

الشيخ الحكيم طلب منو يتمهل في طلبو بس الشاب المندفع أصر مع كتير من الإلحاح ، فما كان من الشيخ الا طلب منو يجي يسكن ببيتو مع عيلتو لمدة شهر منشان يعرف شو يعني " البيت المسلم"، وبعدين بيقرر يبقى مسيحي ولا يصير مسلم.

 

شهر كامل مر والضيف عم يشوف هالبيت كيف عايش، تفاصيل الحياة اليومية بحذافيرها لحد ما أجى بعد شهر لعند الشيخ وطلب منو يشهر إسلامه، ومن يومها صار  باللاديئة في عيلة مرقص مسلمين ومسيحيين).

 

وأعلق قائلا: هكذا فهم علماؤنا الأفاضل الفقهاء الراسخون بالعلم،  هكذا فهموا الإسلام الصحيح...

 

رحم الله الشيخ عارف رحمة واسعة وأدخلة الجنة بلا حساب.

 

ومن مناقبه أيضا :

 

سمعت من أحد أحفاد الشيخ الجليل محمد عارف صوفي رحمه الله أنه عندما رجع البيت في ليلة القدر بعد أن أحياها بالعبادة سألوه اذا كان شهدها ؟ قال: نعم . فسألوه بلهفة: وماذا طلبت؟  قال: طلبت المغفرة والعفو....

 

 اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا... رحمه الله واحسن مثواه

قالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله، أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي ((اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)) رواه الترمذي.

 

توفاه الله عام ١٣٦٨ هـ الموافق عام ١٩٤٩ م .

 

وكتب على ضريحه: 

في جنة المأوى بتاريخه    ...   سليل بني الصوفي محمد عارف

ولقد دفن أيضا حفيده المرحوم هشام وجيه الصوفي معه فيما بعد رحمهما الله وآنسهما ، وجعل قبرهما روضة من رياض الجنة