الشهيد محمد بن طارق الأتاسي رحمه الله  تعالى

 

بسم الله الرحمن الرحيم
( مِنَ المؤمنينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عليهِ فَمِنْهُم مَن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنهُم مَن يَنْتَظِرُ ومَا بدَّلُوا تبديلاً )
الشيخ الشاب الشهيد محمد بن طارق الأتاسي
بقلم شقيقه المجاهد الشيخ عبد المالك الأتاسي
- علَمٌ من أعلام الثورة والدعوة إلى الله في حمص وريفها .
- دعا إلى الله تعالى بعلمه وسلوكه .
- عُرِفَ الشهيد الشيخ بتواضعه وورعه ومثابرته على الدعوة ، وأن يقول الحق لا تأخذه في الله لومة لائم .
- كان مثالاً وقدوة لشباب عصره , حرص على وعظ الناس وتذكيرهم بخالقهم جلَّ في عُلاه , فما مِن مجلسِ فرحٍ إلا وكان خطيبه , وما مِن مجلس عزاءٍ إلا وكان واعظه .
- ولد الشيخ الشهيد عام 1991 م في مدينة ابن الوليد حيّ الخالدية لأب وأم حمصيّين , فرشف طيب أهل حمص وبساطتهم وفطرتهم في حبّهم لله وللدِّين .
- تربَّى من نعومة أظفاره متنقلاً بين بيوت الله طالباً للعلم ومجالساً للعلماء .
- كان الأدب بحضرة العلماء سَمْته والبسمة التي لا تفارق شفتيه علامته , توسَّم العلماء فيه خيراً للأمة من فطنةٍ وذكاءٍ بصيرةٍ ؛ فأولاه بعضهم عناية خاصة . وسلك طريق التصوف النقي ، ولازم الأذكار والأوراد النبويّة.
- انتسب إلى المعهد العلمي الشرعي التابع لجمعية العلماء بحمص ، وتدرَّج ناهلاً من علوم الشرع الحنيف ، حتى تخرَّج فيه عام 2009, وما أن تخرج حتى قصد دمشق لمتابعة مسيرته العلمية , وفي معهد الفتح الإسلامي جالس العلماء , علماء دمشق, ونهل من علومهم ومعارفهم ، وحفظ من كتاب ربِّه جلَّ في عُلاه .
- دخل سجون الظلم والمعتقلات في دمشق، وعُذِّب حيناً من الدّهر حتى مَنّ الله عليه بالفرج ، وعلى جسده الطاهر آثار التعذيب , وذكر لخواصِّه نوائب الدّهر عليه داخل المعتقلات , أُطلِق سراحه بتاريخ 25/8/2011 .
- وما إن تَنَسَّم نسائم الحرية حتى شارك في المظاهرات السلمية , وحوصر  - رحمه الله - في ليلة اعتصام الساعة الشهير في مدينة حمص , وأُطلِقَ عليه النار لكنَّ الله سلَّم .
- تابع جهاده ليذود عن شرفه وعِرضه وبلده ودينه , وكان أول مَن قاد عملية تحرير مستوصف باب الدريب , وفي اليوم التالي من عملية تحرير المستوصف أُصيب بطلقٍ ناريٍّ في فخِذه الأيسر ، وبقي بضعة أيام من غير علاج .
- أُجرِيَ له فيما بعد عملٌ جراحيٌّ غاب على أثرها نحو من الشهر عمَّا يحدث لأبناء أُمَّتِه ودينه , وقبل أن يأذن الله بتمام الشفاء، عاد إلى مدينة حمص قائداً ميدانياً ، وحُوصِر مع أقرانه المجاهدين قرابة أربعة أشهر ، عُرِفَ خلالها بثباته وشجاعته وصبره ومصابرته .
- خطب وأَمَّ في العديد من مساجد حمص , كما أنَّه درّس القرآن الكريم والعلوم الشرعيَّة في عددٍ آخر من مساجد حمص وريفها ، نذكر منها مسجد الإمام الشافعي ، ومسجد جمال الدين وغيرها الكثير , فهو طالب العلم الداعية المجاهد بعلمه قبل سيفه ، وبحاله قبل مقاله .
- تأثَّر بهديه وأخلاقه وثباته كثيرٌ من شباب حمص .
- وعلى سنَّة الأنبياء والشهداء والصِّدِّيقين ارتقى إلى بارئه شهيداً عصر يوم الاثنين ، الأول من شهر الله الحرام ذي القعدة 1433 هجرية ، والموافق 17/9/2012 ميلادية عن عُمْرٍ يناهز الثاني والعشرين ربيعاً وتسعة أشهر .
- رحمك الله عالماً وداعياً إلى الله ، ومجاهداً ، وأسيراً ، وجريحاً ، ومحاصراً ، وشهيداً, فحُقَّ لكلّ قلبٍ أن ينفطر حزناً وكمداً ، وحُقَّ لأهل حمص الشرفاء أن تذرف عيونهم دموع الفراق لعالِمها المجاهد .
- رحمك الله يا حفيد سيف الله وسيف رسوله ، وعوّض الله أُمَّتَنا خيراً .