الشهيد المجاهد البطل محمد الرفاعي

الشهيد المجاهد البطل محمد الرفاعي (أبو أيمن)
 حفيد العلامة الشيخ محمد سليم الرفاعي شيخ قارة في القلمون .

 


ولد الشهيد البطل في حي القيمرية في العاصمة دمشق سنة (1989م) ، وكان أبوه الشيخ (أبو محمد) يأخذه الى مجالس الذكر منذ سنته الرابعة فحضر الكثير من مجالس الذكر منذ صغره في حمص وفي دمشق وفي ريف دمشق، وبدأ بحفظ كتاب الله في السنة الخامسة من عمره على يد الشيخ سعيد الحمَوي رحمه الله ، وأكمل ما يقارب نصف القرآن في السنة الثالثة عشر من عمره ،ودرس الابتدائي في حي العمارة والإعدادي في حي السادات، ومن ثم انتقلت عائلته للسكن في مدينة حرستا حيث كان في الرابعة عشرة من عمره، ومن ثم أكمل دراسته الثانوية في ثانوية ابن الأثير في العدوي، وتتلمذ على يد الشيخ محمد باسم دهمان في زملكا، وكان من الذاكرين والحاضرين لمجالس الذكر .
حاز على شهادة في المعهد الصناعي للغزل والنسيج اختصاص نسج .
عرف عنه ذكاؤه الحاد وسرعة بديهته ودقة ملاحظته وأخلاقه الحميدة ،وكان ممن يتركون أثراً طيباً في نفوس من يلقاهم ..
ولما بدأت الثورة السورية كان من أوائل من نادوا بالحرية وإسقاط النظام، ومن رواد الحراك السلمي في مدينة حرستا من أول الثورة وقد خرج  في مئات المظاهرات في حرستا، وكان من أوائل من خرج في دمشق جامع السادات في الشهر الرابع بعد أيام من بداية الثورة في درعا , وخرج في مظاهرة في مجمع أبو النور، وفي مسجد القصور وعدة مظاهرات جريئة في مدينة دمشق ودوما .
ثم انتقل للحراك المسلح، وشارك بمعارك عديدة في جنوب دمشق وعقربا ,طريق المطار والغوطة، ثم استقر في الغوطة الشرقية وعمل قائداً لكتيبة الحرستانيين مع لواء سعد بن عبادة الخزرجي، وكان من قادة الكتائب المرابطة والمجاهدة في غوطة دمشق(فسطاط المسلمين).

 عرف  - رحمه الله تعالى- بشجاعته البالغة وبأسه على الأعداء ,قاد تحت إمرته عدة ألوية أثناء الرباط على جبهة العتيبة ضد حزب اللات، لما عرف عنه من فطنة وحنكة وذكاء وخبرة بأرض المعركة وكرامات ( تشابه أوصاف جده ( ،وكان هو من هرّب جبهة كاملة من مرتزقة حزب اللات حيث قد سلمه اللواء مدفع ( (RBRمضاد للدروع،  ومن ثم استلم رشاش ((BKC من أحد العناصر وخرج من الخندق وواجههم جميعاً، وأطلق عليهم ما يقارب 400 طلقة كانت كفيلة بهربهم وفزعهم كالجرذان هم ودباباتهم. وقد سمعهم على اللاسلكي يقولون: كمييين اهربوا واعتقل آنذاك مراسل قناة سما المدعو (أيمن الحلاق) ومن ثم لقب بالحجي أبو أيمن رغم أنه لم يتجاوز الـ ( 25 ) من عمره المبارك.
كانت إصابته ثاني أيام عيد الفطر عام 1434بعد خروجه من صلاة الجمعة في الجامع الكبير حين  هرعه  إلى إسعاف بعض الجرحى أثناء القصف، فسقطت قذيفة فوزديكا غادرة تحته، كانت كفيلة بتشظيه وكسر ساقه وقطع شريان يده اليمنى، وأجريت له ست عمليات جراحية في القدم اليسرى وفي البطن وفي الصدر وفي الكتف الأيمن واستمر وضعه الصحي تحت حالة الخطر، وبقي في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام، وظل يصبر على الألم، ويناجي ربه لمدة شهر ونصف ، ويداوم على النطق بالشهادتين إلى أن انتقل الى الرفيق الأعلى أثناء إجراء عملية جراحية سابعة له، ليلة الأربعاء 19 9 2013،ودفن في مقبرة شهداء الغوطة الشرقية، ويشهد شقيقه ووالدته ومن حوله على ابتسامته ورائحة المسك الفوَّاحة منه ودفء جسمه وتشهده بيده المشلولة تماماً والمربوط شريانها الرئيسي (اليمنى) فهنيئاً له بما صبر، وما نال من مقام الشهادة في سبيل الله عز وجل.

 وآخر ما كتبه أبيات من شعر صافية :


((الهي أتيتك مقصوص الجناح ذليلا" خويضعا"
بلا عذر ألا فأقبلن عذري
إلهي تدارك بنصر مثلما النصر في بدر
وصلي على روح الوجودات كلها
حبيبك طه
خير الخلَّص الطهر
((


 لله درك يا أبا أيمن كم كنت صادقاً حتى استجيبت دعوتك
رحمك الله ورحم جدك و جعلكما مع النبيين والشهداء والصالحين في الفردوس الأعلى بإذن أكرم الأكرمين
.