ذكرت في المنشور السابق فضل زيارة الأخ لأخيه في الله عز وجل واليوم أقول مؤكدا: إن الزيارة في الله ينبغي أن لا تكون لسبب من الأسباب البتة إلا سبب الحب في الله
فلا شك ان إجابتك لدعوة عرس ليست هي الزيارة التي نبحث فيها حتى عيادتك لأخيك المريض اسمها عيادة وليست هي الزيارة التي طلبتها بعض الأحاديث الشريفة
والخلاصة لا تسمى الزيارة للأخ زيارة محضة إذا رافقها أي سبب دنيوي تهنئة كانت او تعزية أو عيادة أو لخطبة أو لقضاء حاجة وإن كانت كل هذه الزيارات مسنونة ومطلوبة شرعا
اعود للحديث الشريف الذي كان محور منشوري السابق رقم 1
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله تعالى على مَدْرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال: هل له عليك من نعمة تربها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: - يعني الملك- فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه[1].
فثواب ( إن الله أحبك كما أحببته ) مخصوص بالزيارة التي لا سبب لها إلا (الحب في الله )
ولن اطيل.
أذكر لكم جملة لسيدي الوالد رحمه في هذا الموضوع:
مرة مرض والدي رحمه الله وبعد شفائه رحمه الله علم بمرضه أحد محبيه فقال له: لقد علمت بمرضك متأخرا فالحمد لله على العافية ولو علمت مبكرا لزرتك فنظر إليه والدي رحمه الله، وكان والدي قليل الكلام والتعليقات سكوته أكثر من كلامه بكثير لا يعتب ولا يحمل في قلبه على أحد. قال له: غريب الا يزور الاخ اخاه إلا إذا كان مريضا ؟
ففي هذه الكلمة وضح - رحمه الله - فكرة وهي أن الزيارة في الله تكون بدون سبب يعني زيارة بقصد الزيارة فقط، ولذلك
جرب ان تطلب زيارة أخ لغير سبب ترى أن أخاك يذهب شرقا وغربا حتى ساعة وصولك إليه !! يبحث ويفكر ما ذا يريد فلان من زيارتي ؟ يا ترى خطبة ابنتي؟ أو طلب جاه ؟أم طلب قرض ؟أم شكاية يشكوها ؟
وما ذلك إلا لأننا تعودنا وعودنا إخواننا ألا نأتيهم إلا لسبب مما ذكرته قريبا. اللهم اجعلنا محلا وأهلا لقولك في الحديث القدسي الطويل ومنه: ( طوبى للمتزاورين فيّ٠٠٠٠٠٠٠٠)
الحلقة الأولى هنا
يتبع الزيارة في الله تعالى رقم 3.
بمشيئة الله تعالى
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول