الردود النورانية على المسائل اليمانية

 

 

إنه لحق على المسلم أن يعنى بالحديث الشريف وفهمه، والتفقه فيه، وكيفية العمل به، وإن دراسة « أحاديث الأحكام هي دراسة بالغة الدقة، لما تحتاج إليه من العمق في دراسة الحديث سند ا ومتنا ، من حيث القبول أو الرد، بتطبيق قواعد المصطلح وأصول منهج النقد، للتحقق من صحة الحديث أو حسنه أو ضعفه، ثم الاعتناء بدراية متن الحديث، مفردات وجملا ، لغة وإعراب ا وأسلوبا ، ثم استنباط دلالاته على الأحكام، وهو الغاية الأسمى من كل تلك الدراسات، التي هي وسيلة للعمل بسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وذلك أشرف مقام.

وإن كتاب (بلوغ المرام من أدلة الأحكام) للإمام لحافظ شيخ الإسلام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، من أوجز ما جمع في هذا الباب حجما ، وأعظمها نفعا ، حرره هذا الإمام تحريرا بالغا، ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغا، ويستعين به الطالب المبتدي، ولا يستغني عنه الراغب المنتهي

وقد اشتهر بين الطلبة كتاب سبل السلام شرح بلوغ المرام، تأليف العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، المتوفى سنة 1182 هـ رحمه الله تعالى، .. لكن الناظر المتأمل في كتاب (سبل السلام) يتحقق أنه غير كاف لتحقيق الغرض منه على التمام.

من هذه العبارة نعرف السبب الباعث لتأليف كتاب (إعلام الأنام)، وبخاصة أن الدكتور نور الدين عتر قد ذكر مآخذ خمسة على كتاب (سبل السلام) وجب معها كتابة شرح يتمم النقص ويسد الخلل ويحرر المذاهب.

فجاء كتاب الدكتور نور الدين عتر (إعلام الأنام شرح بلوغ المرام من أحاديث الحكام) موفيا بالمطلوب، سالكا في الإنصاف كل الدروب، فامتاز بمزايا عددها الدكتور في مقدمته 3 بلغت عشرة كاملة.

وقد قام الباحث (أ. د. ماجد الدرويش) مشكورا مأجورا بتدريس هذا الكتاب في جامعة الجنان لطلبة مرحلة الإجازة، وكانت أثناء الشرح تعر ض مسائل كان للصنعاني فيها رأي يستوجب من شيخنا الاستدراك عليه، لأن هذه الآراء كانت ناتجة في الغالب إما عن وهم، أو مذهب، أو توجيه غير سديد.

فارتأى تتبع هذه المسائل وجمعها في مؤلف مستقل ليقف الطالب على العقل الكبير، والعلم الغزير، والإنصاف الذي قل فيه النظير، الذي تمتع به الدكتور نور الدين عتر نوَّر الله تعالى أيامه.. فإلى البحث..