الراسبون في امتحان الأقصى - الأقصى والامتحان الصعب

الراسبون في امتحان الأقصى

د.صلاح الخالدي

الأقصى امتحان، والقدس امتحان، وفلسطين امتحان!! امتحان هام من أهم الامتحانات التي يقدمها العرب والمسلمون في هذا الزمان، حكاماً ومحكومين، وعلماء وشعوباً.. والعجيب أن الناجحين في امتحان «الأقصى» قليلون في العالم الإسلامي، أما الراسبون في هذا الامتحان الهام فهم كثيرون في العدد!!
أخبرنا الله تعالى في القرآن أنه جعل رؤيا الإسراء فتنة للناس، فقال تعالى: وما جعلنا الرؤيا [وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ] {الإسراء:60}.
الفتنة هي الابتلاء والامتحان، ونتيجتها إما نجاح وفلاح وفوز، وإما رسوب وخسارة وحسرة..
لقد كانت حادثة الإسراء فتنة وامتحاناً زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فُتن وامتُحن بها الكافرون فكذبوا وأنكروا، لأن عقولهم الصغيرة لم تستوعب الحادثة.. أما الصحابة فقد نجحوا في الامتحان، لأن عقولهم الكبيرة استوعبت الحادثة، وأحالتها على قدرة الله المطلقة، وكان يمثل الناجحين أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي أطلق شعاره الإيماني العظيم: «إن كان قالها فقد صدق»، وسمّي من يومها: الصديق!
وإننا نعتقد أن الفتنة والابتلاء والامتحان في هذا الزمان إنما هو بأرض الإسراء، وليس حادثة الإسراء، وهذا معنى كلامنا: الأقصى امتحان، والقدس امتحان، وفلسطين امتحان.. وكثيرون هم الراسبون في هذا الامتحان!
كلنا يتابع ما يجري في ساحات المسجد الأقصى في هذه الأيام، وكلنا رأى الابطال الرجال المرابطين المجاهدين، السادة القادة، الذين واجهوا «قطعان» اليهود المتوحشة في الأيام الماضية، وتصدروا لهم بالصدور والسواعد والحجارة والكراسي والطرابيزات، فصدوهم عن اقتحام الأقصى!.
هؤلاء هم الناجحون في امتحان الأقصى! هؤلاء هم الذين قاموا بواجبهم الشرعي في الرباط والجهاد، والمواجهة والتحدي، والثبات والصبر، هم سادة الأمة الحقيقيون، وهم القادة والقدوات، وهم الذين يرفعون راس الأمة عالياً، ويصدق فيهم قول القائل:
هم الرجال وعيبٌ أن يقال لغيرهم رجالُ
هؤلاء هم أبناء الأقصى البارُّون الأوفياء، والثابتون الصادقون، وهم المفلحون الفائزون!
أما الراسبون في امتحان الأقصى فهم الحكام والزعماء الذين لم يقطعوا صلاتهم مع اليهود الأعداء، ولم يُلغوا المعاهدات معهم، ولم يغلقوا سفاراتهم في عواصمهم، ولم يسمعوا نداءات استغاثات القائد رائد صلاح، والعلامة يوسف القرضاوي، والمرابطين المستنجدين..
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصمِ
الراسبون في امتحان الأقصى هم الذين يتآمرون على الأبطال المجاهدين، وينسّقون مع اليهود في حربهم! وهم الذين لم يفكّروا في الأقصى ورجاله لحظة، وما زالوا مشغولين في التفكير في بطونهم وفروجهم وجيوبهم، قد أهمّتهم أنفسهم!
اللهم اجعلنا من جنود الأقصى، وارزقنا النجاح في امتحانه الصعب الكبير!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين