الذكرى الثلاثون لرحيل الشيخ عبدالله ناصح علوان رحمه الله

 

الوفاة 5 محرم عام 1408 هجرية 

 

كم من عالم دين لم يُسمع به.. فلا يرفع العالم إلا إخلاصه ولا يتم الإخلاص إلا بأن ينذر نفسه لله، ولا يصدق النذر إلا إن تجرد من حب الدنيا ومن خوفه من البشر وجعل مخافة الله وحده في نفسه وبين جنباته ..

 

 

رحم الله الشيخ عبدالله علوان .. فقد كان من العلماء الذين تعلقـت قلـوبهم بالرحمن، وصافحت وجـوههم السمـاء، فأصبحوا لا يخشون أحداً من البشـر، يرون تلك الدنيـا على حقيقتها، فلا يتعبون لأجلها .رحمك الله  لم تخش إلا الله رب العباد. كعلماء الأمة  العظام عزيمة وشجاعة وثباتاً .

 

ربيت أجيالاً وأخرجت أئمة وأعلاما. فمسجدك العمري (مسجد عمر بن عبدالعزيز ) ما زال صوتك فيه صداحا ومنبره على فقدك يرثيك. وكتبك ما زالت منارة للأجيال تضيء ..

 

ثلاثون عاماً رحلت ومازال علمك يضيء , لم تبغ بعلمك حظوة حاكم ولا منصب فريد .. فبارك ربي علمك ووضع لك القبول وخصك الله باسم لا نعلم له من قبل شبيه ألهمه الله لوالدك الولي الحاج سعيد رحمه الله فسماك عبدالله ناصح فكنت عبداً لله الذي لا يخشى في الله لومة لائم، لا يحابي أحداً ولا يداهن أحداً ؛ لأنك آمنت بالله، وآمنت بالحق . وكنت أيضاً ناصحاً مخلصاً للأمة فلم تدع أمراً يهمهم إلا بينت ونصحت لهم  .

 

قال عنه فضيلة الشيخ وهبي الألباني رحمه الله في مقالة يبين فيها أهمية مؤلفات الشيخ عبدالله في إصلاح الفرد والمجتمع فيقول : ولو سئلت أن أقول في الشيخ عبد اللّه علوان قولًا وجيزًا لقلت : الرجل مؤمن عالم يعيش وبين عينيه وفي جوانحه ، وفي قلبه ودمه قوله صلى اللّه تعالى عليه وسلم : (  من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منه) .

 

وقال عنه الشيخ الشهيد عبدالله عزام رحمه الله في رثائه لصديق دربه : وغاب الصرح الشامخ  عرفتك من خلال كتبك أبًا حانيًا ومربيًا مرموقًا ، وعالمًا فذًا وداعيةً يُشار إليه بالبنان، وقائد جيل متعطش لفهم القرآن. ورأيتك في الأردن فارًّا بدينك شامخًا بعزتك، مستعليًا بإيمانك متوقدًا بحماسك وضرام غيرتك مع إخوانك . وعايشتك في جامعة الملك عبد العزيز أخًا كبيرًا وصديقًا حبيبًا ورفيقًا رَؤُومًا كريمًا .

 

وقال عنه الإستاذ زهير سالم في مقالة يذكر بها مآثره فيقول في افتتاحيتها: (( أبو سعد صوت الحق الهادر، والفارس الملازم لساحته لا يريم ))  و يقول: (( من أبي سعد تتعلم الجرأة في الحق، والإيثار على النفس، ومنازلة الهيعات، رجل آخذ بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار إليها. كان أبو سعد على الحقيقة أكبر من التنظيم ولكنه ظل حتى آخر يوم في حياته وفيا للجماعة التي حمل رايتها ودافع عنها على الرغم مما لقي في جنب الله )) . و يقول فيه الأستاذ الأديب الشيخ الطنطاوي:(( إنه - ولا أزكّيه على الله ولا أريد أن أقْصُمَ له ظهره أو عنقه - مثالُ المكافح في النصف الثاني من هذا القرن العشرين الذي شهد ويشهد أعتى الحملات على الإسلام ورجاله... أقول: ورجاله... الرجال الذين صدعوا بالحق، ولم يبالوا بظالم، أو داعر، أو ديّوث خان دينَه وباع أمّته بدنيا سواه وكان حذاءً يحتذيه الملعونون الطغاةُ البُغاة، ثم لا يلبثون أن يخلعوه بعد أن يُفتَضَح أمرُه وتكون شتيمتُه على كل لسان)) .                      

 هذا بعض قدرك يا من زهدنا فيك .. فالله هو من يعلم قدرك وقدر كل مجدد للدين .

 

رحم الله تعالى الشيخ عبد الله ناصح علوان العالم العامل وهيأ للأمة الإسلامية أمثاله وأثابه على كل ما قام به من خدمة لهذا الدين إنه سميع مجيب، ونسأله تعالى أن يصلح حال الكثير من علماء اليوم ، وندعوهم أن يكونوا بحق ورثة الأنبياء فيبادروا ببيان الحق الذي أوجبه الله عليهم وهذا أضعف الإيمان فلا نطالبهم بالمستحيل ولا نطالبهم بالنقد الجارح إنما ما نطالبهم به هو بيان الحق فهذه أمانة في أعناقكم أنتم صمام الأمان للأمة لذلك قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله:

 

يا معشر العلماء يا ملح البلد ما يصلح الملح إذا الملح فسد

 

وفي الختام أقول مذكراً علماء اليوم بأن ما يصيبهم من مكروه فأجره عند الله عظيم كما أخبرنا بذلك  حبيبنا وقائدنا  سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حيث قال : ((  أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )) . 

 

للراغبين بقراءة مؤلفات الشيخ أو التعرف أكثر على سيرته تجدون ذلك من خلال زيارة الموقع التالي :

http://abdullahelwan.net