الدكتور سعيد عبدان

(الشيخ، الشاعر، الطبيب)

(1348ـ1420 هـ/1930ـ2004 م)

نسبه ومولده:هو الشيخ الشاعر الطبيب أبو إبراهيم سعيد طه عبدان التادفي الحلبي .

ولد في مدينة تادف ، التابعة لمحافظة حلب ، عام ( 1930 م ) ، ونشأ يتيماً ، 

حيث توفي والده وعمره ثلاث سنوات ، فتولت أمه تربيته .

دراسته:درس المرحلة الابتدائية في حلب ، ونالها في عام ( 1945 م ) ثم دخل المدرسة الخسروية بحلب ، وأمضى فيها ست سنوات، وتخرج منها في عام 

( 1952 /1953 م ) 

وبعد عام من أدائه لخدمة العلم ، في مدرسة الضباط في حمص بسورية ، وذلك في عام ( 1957 م ) ذهب إلى استانبول بتركية لمتابعة تحصيله العلمي ، فدرس هناك الطب البشري، لمدة سبع سنوات ، وتخرج في عام ( 1964 م ) ، وفي تركية ، أتقن اللغة التركية ، وزار المتحف الإسلامي ، كما زار بديع الزمان ودلال القرآن العالم الرباني الشيخ المجاهد سعيد النورسي ، رحمه الله تعالى ، صاحب رسائل النور ، زاره في بيته ، الكائن في سبارطة ، ثم عاد إلى حلب .

شيوخه:وكان من شيوخه في الخسروية:

الشيخ المحدث محمد راغب الطباخ ، مؤرخ حلب ، والشيخ محمد نجيب خياطة ، فرضي حلب وشيخ القراء فيها ، والشيخ الفقيه محمد جبريني ، والشيخ العلامة الفقيه محمد السلقيني ، ومفتي حلب الشيخ الفقيه محمد أسعد العبجي ، والشيخ القاضي محمد الحكيم مفتي حلب ، والشيخ عبد الوهاب سكر البابي الحلبي ، والشيخ الفقيه محمد سعيد الإدلبي والطبيب محمد الريحاوي ، وغيرهم .

صلته بالسيد النبهان ، رحمه الله:

كما لازم العالم الرباني الشيخ المربي الكبير محمد النبهان الحلبي ، رحمه الله ، واستفاد من علمه وإرشاده ، وكان الشيخ يحبه ، ويصفه بولي الأطباء ، ودرس الطب في تركية على نفقة الشيخ الجليل ، وكان يعالج مرضى طلاب الكلتاوية مجاناً ، وحينما توفي السيد النبهان ، رحمه الله ، حزن لوفاته حزناً شديداً ، ورثى الشيخ المربي ، بقصيدة عصماء ، رحمه الله تعالى .

أقرانه:من أقرانه: محمد رناش الحلبي ، ومحمد فحام .. وغيرهما .

عمله:بعد تخرجه من كلية الطب ، في تركية ، وعودته إلى حلب ، خطب خطبة الجمعة، في مسجد بدير حافر بحلب ، لمدة سنتين ، حسبة ، ثم مارس مهنة الطب البشري ، في عيادته ، الكائنة في جب القبة ، بحلب ، حتى آخر حياته ، رحمه الله تعالى .

صفاته وعبادته:كان الشيخ عابداً ، زاهداً ، متواضعاً ، ذاكراً لله ، شاكراً لأنعمه ، مكثراً من الصلاة والسلام على رسول صلى الله عليه وسلم ، يغلب عليه البساطة وطيبة القلب ، غزير الدمعة ، وكان أبيض البشرة ، ذو لحية بيضاء وسط و دون القبضة ، ممتلىء البدن ، معتدل القامة ، إلى الطول أقرب ، وكان شافعي المذهب ، وسلك على يد الشيخ عبدو عجان الحديد ، رحمه الله تعالى .

حج الشيخ مرة واحدة ، وتزوج زوجة واحدة ، ورزقه الله تعالى ، أحد عشر ولداً ، سبعة ذكور وأربع بنات .

شعره:كان يشارك في المناسبات ، ويكتب الشعر ، وغيره ، في بعض الصحف والمجلات، ومن عجيب ما حدثني به ، أنه كتب قصيدة بعنوان ، قالت الروح للجسد ، عندما كان في استانبول ، وأرسلها إلى حلب لتنشر في إحدى الصحف ، وكان ثمن الجريدة ، ( 10) قروش سورية ، فارتفع ثمنها ، إلى ليرة سورية ، بسبب جودة القصيدة ، وبيع منها أعداد كثيرة ، كما نشر بعض قصائده في لبنان .. ورثى الشيخ الجليل محمد بشير حداد الحلبي ، رحمه الله ، بقصيدة شعرية ..

وهذا نموذج من شعره:

 

مـحاجر الكون غرقى في مآسيها وزفـرفـة الألـم الدامي تفشيها

مـا لـلأنـيـن طغى تياره وربا يجـيش من مقلة الدنيا فيذكيها

ولـلـزمـان جـئير من كوارثه ولـلـيـالـي زئير من دواميها

والـلات ما لجباه القوم قد سجدت لـهـا وعـب دماء القوم باغيها

وطـفـلة ضرعت تهمي مدامعها لـمـا وؤود أهال الترب يرديها

طـلـع يـا كوكب الدنيا وزينتها فـانـجاب مظلمها وانفك عانيها

وأشـرق الـكون بساما تضاحكه شقائق الروض سكرى في روابيها

لـمـا تبديت خر الظلم منصدعا ودولة الجور دكت من صياصيها

دعـوت مكة للرحمن فانصرفت عـن هدي ربك لما كنت داعيها

وجـاوبتك شموس الهدي ساطعة مـن نـور يثرب وضاحا معانيها

شـم صناديد من بطائحها اعتنقوا روح الـعـقيدة واستلوا مواضيها

وقـال مـقدادهم في وقعة سلفت غـراء كـالفجر والتاريخ يرويها

إنـا أشـداء يـا طه إذا اشتعلت نـار الـمـعارك أو نادى مناديها

دعـوتـنـا بـسنا مجد ومكرمة ودعـوة الـحق بالأرواح نفديها

أشـكـو إلـيك رسول الله داهية شـديـدة مـثـلـت فينا مآسيها

أصـابت الأمة الشماء فانصدعت أركـانـها وطحت تهوي مغانيها

 

المصادر: 

هذه المعلومات مستفادة مباشرة من الشيخ الشاعر الطبيب ، وذلك عندما زرته في عيادته بحلب ، في يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1419 هـ / الموافق للثاني والعشرين من شهر تموز 1998 م .