الدكتور بكار الحاج جاسم رحمه الله تعالى كما عرفته

 

 

الدكتور بكار الحاج جاسم رحمه الله:

ولد الدكتور بكار الحاج جاسم في مدينة منبج والتي تقع شرقي مدينة حلب في قرية حسن آغا عام 1971م

درس المرحلة الإعدادية والثانوية في ثانوية منبج للبنين وتخرج فيها سنة 1989م

ثم درس المرحلة الجامعية في كلية الشريعة جامعة دمشق فيها سنة 1993.

ثم عين معيداً في كلية الشريعة سنة 1995م، وحصل على الماجستير في التفسير وعلوم القرآن من كلية دار العلوم- القاهرة سنة 1999م. وعنوان رسالته: (من سنن الطبيعة والمجتمع في ضوء القرآن الكريم) وهي مطبوعة.

ثم حصل على الدكتوراة في التفسير وعلوم القرآن-من نفس الجامعة عام (2003)م وعنوان رسالته: (الأثر الفلسفي في التفسير) وهي مطبوعة أيضاً.

ثم عمل أستاذاً للتفسير وعلوم القرآن في جامعة دمشق في الفترة من عام 2004 إلى 2011 م وهي الفترة التي دخلت فيها الكلية، ودرسني في مرحلتي السنوات الأربع، والدراسات العليا.

وعمل كذلك رحمه الله مدرساً في كلية العلوم الإسلامية-جامعة يلوا تركيا من عام 2014م إلى 2021.

أهم مؤلفاته:

1- فلسفة الأخلاق وأسسها في الإسلام

2- الرسالة اللدنية دراسة قرآنية

3- الجهاد والإرهاب دراسة قرآنية في المصطلح والمفهوم

4- معالم في تاريخ الفلسفة

5- مدخل إلى فلسفة الدين

وغيرها كثير، ووصلت مؤلفاته رحمه الله إلى 14 مؤلفاً وكتاباً.

شيوخه:

تتلمذ الدكتور بكار حاج جاسم على العديد من العلماء في دمشق والقاهرة، منهم:

1-الدكتور وهبه الزحيلي الفقيه الأصولي: صاحب كتاب الفقه الإسلامي وأدلته

2-الدكتور نور الدين عتر المحدث والمفسر.

3-الأستاذ الدكتور محمد عبد الله الشرقاوي وقد أشرف على رسالته في الماجستير

4-الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور وقد أشرف على رسالته في الدكتوراه

تلامذته:

كان للدكتور بكار رحمه الله تلامذة كثر، وخاصة أنه كان يدرس الطلاب في جامعة دمشق مادة التفسير وعلوم القرآن، وكذلك كان يدرس في برنامج الدراسات العليا في قسم التفسير وعلوم القرآن، وسأذكر الآن بعضاً من تتلمذوا على يديه في الدراسات العليا:

1-الأخ الفاضل الأستاذ محمد دعدوش

2-الأخ الفاضل الأستاذ عبد الرحمن مأمون المغربي

3- الأخ الفاضل الأستاذ أحمد جمال

3-صاحب الترجمة عبد الكريم علي الخلف وغيرهم كثير

صفاته:

كان رحمه الله ودوداً لطيفاً صاحب دعابة، وكان خفيف الظل، طارحاً للتكبر، وكان يمشي مع طلابه كواحد منهم، وهذا من أخلاق النبوة، واذكر أنه كان يدرسنا مادة (التفسير الموضوعي) في برنامج الدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 2009، وكان رحمه الله يدرب طلابه على البحث والنقد، فكان يكلف أسبوعياً طالباً من طلاب الدراسات بكتابه بحث حول مصطلح قرآني، ويقوم الطلاب بعرضه، ثم يطلب الدكتور رحمه الله من الطلاب ذكر ملاحظاتهم على البحث، واذكر أني كنت في بداية طلبي للعلم متحمساً فكان الطلاب كلما جاء دوري في النقد يتوجسون مني خيفة، ولما جاء دور بحثي وكان حول مصطلح (الروح) في القرآن الكريم، جمع الطلاب ما لديهم من ملاحظات وأوكلوا لطالب أن ينقد بحثي، فقام بالمهمة خير قيام! ولما جاء دوري في الرد قال الدكتور بكار رحمه الله تعالى (انتهى الوقت)! وهذا موقف لا أنساه أبداً رحمه الله.

ومن الأبحاث التي كلفني بها رحمه الله دراسة (العلاقة بين أسماء السور وموضوعاتها) دراسة تطبيقية من الفاتحة إلى الكهف، وكم أتمنى أن يتم هذا البحث ليشمل كل سور القرآن لأنه فريد في بابه، فجزى الله تعالى الدكتور بكار عنا خير الجزاء.

في مصر:

رحل الدكتور بكار رحمه الله إلى مصر وبقي فيها قرابة 8 سنوات، وكان من زملائه في الدراسة هناك: الدكتور إبراهيم الديبو، والدكتور أحمد الطعان، والدكتور عبد القادر الحسين، والدكتور حسن الخطاف، والدكتور محمود نفيسة، والدكتور عبد الإله الحوري، وغيرهم كثير، وقد تكلم لنا رحمه الله تعالى عن معاناته من الغربة في مصر، وذكر لنا أنه كان من عادتهم في سورية أن الأهل والأصدقاء يجتمعون بعد صلاة العيد للسلام وتبادل التهاني بالعيد السعيد، ولكن هذا الشيء لم يكن موجوداً في مصر، فذكر لنا أنه التفت من حوله في مصر بعد صلاة العيد فلم يجد أحداً يسلم عليه، فذهب لبيته والدموع تملأ عينيه، ولكن كيف سيقابل زوجته وأولاده وكيف سيكون حالهم إذا رأوه بهذا الحال، فحاول أن يخفي حزنه ما استطاع....وهذا لا يعني الانتقاص من أهل مصر الكرام، فهم يكرمون الضيف، ولكن من الطبيعي أن لا يكون العيد في الغربة كالعيد مع الأهل والأحبة...

وكان لهذا الموقف ومثله أثرٌ كبيرٌ في نفسه، فآثر العزلة وأصابه نوع من الاكتئاب فنصحه أصدقاؤه أن يذهب للطبيب، فوصف له الطبيب بعض الأدوية، فوجد أنها لا تفيده سوى في طرحه في الفراش والنوم لساعات طويلة، وهو صاحب الهِمّة والمشروع الذي جاء من أجله، يقول لنا بالحرف: "قلت في نفسي ما فائدة هذا الدواء أمام الدواء النبوي، فطرحت الدواء وواظبت على الأذكار النبوية في الصباح والمساء فوجدت لها أثراً عجيباً ووجدت تحسناً ملحوظاً...".

وفاته:

توفي رحمه الله تعالى بعد صراع مع المرض في صباح يوم الأربعاء 26 ربيع الثاني 1443هـ ، الموافق: 1 - 12 - 2021 م عن عمر يناهز 50 عاماً.

مصادر الترجمة:

1-الدكتور بكار الحاج جاسم، بقلم: الدكتور إبراهيم الديبو، مقال منشور في موقع رابطة العلماء السوريين.

2-سماعاً من محاضرات الدراسات العليا، جامعة دمشق، 2009.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين