الحق أحق أن يتبع

 

 

كل يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم

وا?صل في الطريق إلى الله عدم التعلق با?شخاص مهما كانوا (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين).

والمحن والشدائد والمواقف تفرز الرجال ومعادنهم ومبادئهم.

وكل من تجاوز الحق تجاوزه التاريخ سواء كان إسلامي التوجه أو غير ذلك.

سواء كان من حزب النور أو من ا?خوان أو من النخبة والمثقفين أو المستقلين وغيرهم.

سواء كان برهامي وبكار ومخيون وغيرهم أو كان محمد حبيب وكمال الهلباوي وغيرهم أو الطيب وعلي جمعه وغيرهم.

وكل من يتساقط على الطريق هو حائد عن الحق في وجه نظرنا ونحن حائدون عن الحق في وجه نظره.

 وستفرز ا?يام القادمة مواقف جديدة ومبادرات ومبررات وآراء يختلف فيها الناس اختلافا جوهريا.

وما كان الحق والباطل أوضح منهما في يوم من ا?يام مثلما هما ا?ن..

 ومع هذا الوضوح يذل فيهما خلق كثير، وأخشى ما أخشاه إذا نزل المسيح الدجال غدا أن نختلف فيه ولم نفرق بينه وبين المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.

 وتذكروا أنه يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال فلا تستوحشوا طريق الحق لضعف سالكيه وافتراء معارضيه..

وستتوالى المواقف الفاصلة الكاشفة الفاضحة الفارقة..

لتسقط التعلق بالبشر والدول والنظم والمؤسسات وغيرها من ا?سباب لتتعلق القلوب بالله وحده رب ا?سباب لتتأكد وتطمئن القلوب إنما النصر من عند الله وحده...

فلا ترجو غيره ،ولا تدعو سواه ،ولا تطلب إلا منه ،ولا تعتمد ولا تتوكل إلا عليه.

فنفرده جل وعلا بالعبادة والدعاء، والخوف والرجاء، والركوع والسجود، والخشوع والذل والخضوع والافتقار والتضرع والاستغاثة والتوكل والإنابة.

فمنه وحده العون والمدد والغوث والظفر ومنا الجهد وعليه التكلان.

واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك.

واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك.

والنصر لا موعد له ، ولا مكان له ، ولا طريقة ثابته له ، ولا أدوات له.

إنما النصر من عند الله يسبب له الأسباب ويأذن له بـ "كن فيكون".

ولابد أن نوقن أن الله يمهد ?مر عظيم ولابد له من تضحيات عظام، فيد الله تعمل في الخفاء تمهد لدينه وتغرس لدعوته ، وتحفظ أولياءه، وتنصر جنوده ليصنع الله أمرا لدينه على أيدينا.

وا?مر كله لله الملك ملكه، والكون كونه، ولا يكون في كونه وملكه إلا ما يريده سبحانه وتعالى، وكل شئ بقدر وليس لها من دون الله كاشفة.

وهذه العقيــدة قوة عظمــى لا يعدلهـا قوة ،لا إلى سلمى ولا إلى أجا ولكن إلى الله الملتجا.

وأن صاحب هذه العقيدة لن يضيعة الله.

وما أحوجنا اليوم إلى يقظة ضمير قبل ا?فكار والعلوم والعقول وا?حزاب والاتجاهات السياسية والمبادرات والمقالات والفتاوى.

يقظة ضمير تقدم المصالح العامة على الخاصة والشخصية والفئوية.

يقظة ضمير تدفع الظلم والطغيان، وتحارب الفساد بكل صوره وكل أفراده وكل مؤسساته، وتصدع بكلمة الحق عالية خفاقة في وجوه الظالمين.

يقظة ضمير تعلي شأن الوطن والمواطن، تحفظ كرامته وحريته ومستقبله ودمه وعرضه وماله من كل تطاول ونهب واستنزاف وإهدار وإفساد وسرقة.

يقظة ضمير تعلي مبادئ السماء وقيم الحق والعدل والحرية وحقوق ا?نسان.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين