الجابرية... والطفل

 

الأستاذ عبد الله زنجير
 
جدتي الطيبة ( نانا صباح ) مرآة عذوبة و مرح مذبوح ، ذهبت معها أياما لمنزل شقيقها محمد في ( الجابرية ) و تعرفت على آفاق جديدة رحيبة .. دوما أنجرف لتلك الليالي ولا أتجلد ، القطة الحجرية التي أخافتني في العتمة و ابنة خالي إيمان التي صنعت معها بيوت البراءة و اللعب و ناديا و ليلى و الحديقة القريبة و الفرن المزدحم ، تتبدل الصور و تبقى الجابرية شهيرة صغيرة كبيرة
 
هو حي تم تخطيطه سنة 1325 ه و ينسب للحاج ضياء الجابري - أمين الفتوى - الذي كان متصرفا بعقاراته هناك ، يقع إلى الشمال من قلعة حلب ، شرقي السليمانية و الحميدية .. من بين سطوره و سطوعه يبزغ اسم جامع ثوبان - رضي الله عنه - و منبع التظاهرات السلمية ، كان الشبيحة فيه لا يرقبون في الأحرار شأوا ولا شفقة ، اعتدوا عليهم بالسواطير و الحراب في 23 / 6 و 2 / 8 / 2011 م يوم نصرة حماة الفداء ، و كذلك في 14 / 8 و 15 / 8 / 2011 م بعد التراويح يوم نصرة الصاخور و اللاذقية
 
يقول الإعلامي أحمد موفق زيدان ( قناة الجزيرة 15 - 8 - 2012 م ) أن النظام المستهتر جند 170 ألف شبيح لخنق مدينة حلب ، عدا الأمنيين و الحزبيين و زبانية لبنان و إيران ! هؤلاء لم يجدوا حائلا دون نهب البيوت و الدكاكين في 15 / 9 / 2012 م ، أو دك مدرسة عبد المطلب بالمدفعية الثقيلة ، أو قصف الشقيقة ( أقيول ) من تحت الجسر في 17 / 9 / 2012 م
 
في الجابرية أيضا اختطف شبيحة الماردل الشاب محمد قطان يوم الثلاثاء 28 / 8 / 2012 م ، ثم رموه جثة هامدة أمام الكبار و الصغار . الشهيد الطفل أنس ريشي و أحمد المصري و أحمد الخلف و وحيد مامو و غسان الصيرفي ، كلهم أحياء من الحي ، عند ربهم يرزقون
 
الشاب عبد القادر دهني ، التبست عليه الحقيقة و آثر جانب السلطة السوء ، لاقى حتفه صريعا في ريف إدلب .. ليته كان مع قومه و هويته
 
أقاصيص لا تنته و مداد من مدد الثورة العظمى ، لا تسبيح بعد اليوم بحمد الأسد - سيد الوطن - المزعوم ، و لا مكان لتماثيله و أوثانه و أوباشه


 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين