التفكير الفعّال

يقسّم المفكّر الجزائريّ المعروف مالك بن نبي مسيرة تطوّر المجتمعات إلى ثلاث مراحل:

1- عالم الأشياء. 2-عالم الأشخاص. 3-عالم الأفكار.

ويرى أنّ الإصلاح يبدأ من عالم الأفكار، والأفكار ما هي إلا بنات التفكير وحصيلته، وبالتالي فكلّما كان منهج التفكير لدينا فعّالاً كانت الأفكار حيّة وبنّاءة، وكلّما كان منهج التفكير لدينا قاصراً وسطحيّاً كانت الأفكار أبعد عن الصواب والدقّة، بل ربّما تكون الأفكار قاتلة ومميتة في بعض الأحيان.

فما هو التفكير؟ وما هي الأخطاء التي تصيب التفكير لدينا وتعيقه عن عمله؟

وكيف نحسّن تفكيرنا؟.

التفكير هو إعمال العقل أو استعمال العقل.

التفكير هو إعمال العقل في الأمور المعلومة للوصول إلى أمر مجهول.

لماذا نفكّر؟

من طبيعية التفكير أنّه مجهد وصعب، ولذلك معظم الناس لا تلجأ إلى التفكير إلا عند الضرورة، أو عند وجود المشكلات (وطبعاً لا يعني وجود المشكلات وجود تفكير).

بل إنّ الشعور بالمشكلة هي أوّل طريق الحلّ، وهنا تبرز خطورة من يقومون بتخدير الناس، وتضليل أحاسيسهم حتّى لا يشعروا بالمشكلات.

عصرنا اليوم هو عصر ثورة المعلومات بامتياز

فلم تعد المشكلة هي: كيفيّة الوصول إلى المعلومات، بل المشكلة اليوم في كيفيّة التعامل مع هذا الكمّ الهائل من المعلومات؟!

وهذه الطريقة أو المنهجيّة التي نتحدّث عنها هي التفكير.

وقبل أيّ شيء فإنّ القرآن الكريم يطالبنا بالتفكير

قال الله تعالى: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الأعراف

وقال الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۝ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) سورة آل عمران.

وقال في سورة: ص: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).

بل إنّ هنالك الكثير من الأيات الكريمة التي تحضّ الإنسان على التفكير والنظر في الكون المنظور ومعرفة سنن الله في الكون والإنسان معاً.

منهج التفكير:

المنهج: هو مجموعة من الأفكار والمفاهيم والقواعد المترابطة التي نستخدمها في فهم الوجود والحكم عليه.

المنهج: هو كيان ينمو ويتجدّد مع نموّ المعارف.

مع العلم أنّ هناك ثوابت ومتغيرات في المنهج، تشكّل صلب المنهج.

الهدف من امتلاك منهج التفكير هو أن نرى الأشياء على ماهي عليه، وأن نرى العلاقات التي تربطها بمحيطها، بالإضافة إلى تمكيننا من التعامل بطريقة تجلب لنا أكبر قدر من النفع وتدفع أكبر قدر من الضرر.

فبمقدار ما نعتني بقوّة المنهج وتجديد أدواته وأطره، بقدر ما ننتج أفكاراً حيّة وموضوعيّة وصحيحة.

من أبرز أخطاء التفكير:

وحتّى يكون منهج التفكير لدينا بعيداً عن الزلل والخطأ، ينبغي علينا أن نتعرّف على أبرز الأخطاء التي يقع فيها معظم الناس في أثناء عمليّة التفكير.

1- سيطرة العواطف على التفكير:

من أكثر الأخطاء التي تصيب التفكير شيوعاً، هي تحكّم العواطف في طريقة التفكير، وبالتالي إصدار الحكم على الأشياء من وجهة نظر عاطفيّة.

طبعاً من المصعب على الإنسان ألا يلتفت إلى عاطفته وشعوره، لأنّه بالنهايّة هو مزيج من العقل والعاطفة، والجسد والروح، لكنّ المطلوب هو عدم إطلاق الأحكام بناء على العاطفة المجرّدة، ومحاولة محاكمة الأمور من عدّة جوانب وليس من جانب العاطفة فقط.

والسبب في ذلك أنّ طبيعة العواطف تتميّز بعدّة أمور منها:

- أنّها متطرّفة: تحبّ بشدّة، وتكره بشدّة.

- غير مستقرّة: تقوى وتضعف، ولا تستقرّ على حال.

- غير موضوعيّة: تحبّ لأسباب ربّما تكون غير معروفة، وتكره أحياناً لأسباب غير معروفة أيضاً.

- غير منضبطة: إذا لم يحكمها العقل ولم ينظّمها، فإنّها تكون متجاوزة للمنطق والمعقول.

2- التعميم:

نستطيع القول إنّ من أعظم الأخطاء التي يقع فيها المفكّرون في أثناء عمليّة التفكير هي: التعميم المتسرّع العجول.

فحتّى يستطيع الإنسان أن يعمّم حكماً ما، على شيء ما، يحتاج إلى عدّة عوامل وأسباب وأدوات.

فلربما درس عالم من العلماء شهوراً طوالاً، وربّما سنين حتّى يستطيع تعميم الحكم الذي توصل إليه.

فحتّى نستطيع الحكم على أمر ما، نحتاج إلى الإحاطة به أو استقراء تام لجميع عناصره؛

وهذا أمر لا يقدر عليه معظم الناس، ومع ذلك نتعرّض في اليوم الواحد إلى الكثير من التعميمات، التي تكون مفتقرة إلى الموضوعيّة العلميّة، وإلى التوفيق في اختيار العيّنة المراد تعميم الحكم عليها:

وأبرز شروط العيّنة المراد تعميم الحكم عليها:

1- أن تكون العيّنة عشوائيّة.

2- أن تكون العيّنة كبيرة نسبيّاً.

3- أن تكون العيّنة واسعة، تتضمّن عدّة شرائح.

وعندما تكون هذه الشروط غائبة عن المشهد تماماً يكون في الحكم الذي نطلقه عليه من الهشاشة والهزال الشيء الكثير، وقد يكون مخالفاً للواقع والحقيقة أحياناً أخرى.

وقد يكون هذا التعميم ظنّيّاً أو قريباً من الواقع، لكن أن نقول: هو تعميم وحكم قطعيّ ويقينيّ، ونسوّق له على هذا الأساس، هنا تكون المصيبة الكبرى التي تجعل هناك خطأ آخر، بالإضافة إلى التعيميم، وهو سوق الظنّيّات على أنّها أحكام قطعيّة.

3- سوق الظنّيّات كأنّها قطعيّات:

ممّا عُرف عن أكابر علمائنا رحمهم الله تعالى الدقّة في العلم والحكم على الأشياء.

ومن هذه الدقّة تقسيهم الأحكام إلى: (الفرض أو الواجب، والمكروه تنزيهاً أو تحريماً، والمستحبّ، والمباح...) ومن أبرز أسباب هذا التقسيم هي: ظنّيّة الدليل، أو ظنيّة دلالته.

عندما نتأمّل في هذه الدقّة والعناية والنزاهة،

نفهم قول الإمام مالك رحمه الله تعالى:(إن نظنّ إلا ظنّاً وما نحن بمستيقنين) عندما تحدّث عن أحكامه واجتهاداته،

بل نستطيع فهم سبب قول الإمام الشافعيّ، رضي الله عنه: رأيي صحيح يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وهذا كلّه لما يعرفونه من ظنيّة اجتهاداتهم، ومستوى اليقين في آرائهم.

وبالحقيقة هذا شأن المسلم العاقل تجاه آرائه الاجتهاديّة، وأحكامه الظنيّة التي يطلقها.

فهل يمكن أن نستنتج أحكاماً قطعيّة يقينيّة من مقدّمات ظنيّة؟:

أو هل يمكن أن نسوق هذه الاجتهادات والأحكام بين الناس على أنّها الحقّ الذي لا يقبل النقد أو الزيادة أو التعديل؟!

مع الأسف هذا ما نشاهده ونسمعه أحياناً كثيرة عند قسم كبير من مدّعي الثقافة وأنصاف العلماء.

4- المبالغة:

يعتقد بعضهم أنّه كلّما بالغ في تصوير أمر ما، أو الحكم عليه، جعل الاهتمام والعناية تكون حليف هذا الأمر.

فتجد بعضهم يخبرك عن أشياء فيها من التهويل والتكبير والانتفاخ ما لا يمكن تصوّره.

بينما الحقيقة التي عليها الأمر هي أبسط بكثير ممّا يتحدّث.

ومن أسباب المبالغة في ظنّي هي رغبة هؤلاء المبالغين في اهتمام الناس بما يقولون، أو عدم الاطلاع الكافي على حقائق الأمور، أو ربّما ضيق الأفق في بعض الأحيان.

المسلم العاقل يتّصف بالدقّة والموضوعيّة وعدم المبالغة، بل يمكن القول: إنّ المبالغة المتعمدّة هي نوع من أنواع الكذب.

والمبالغة تؤثّر بشكل مباشر على صحّة تفكيرنا وصحّة أحكامه، فالحكم المبنيّ على معطيات مبالغ فيها لا يمكن الوثوق به، أو الاعتماد عليه.

فكلّما كان الإنسان دقيقاً في ملاحظاته، دقيقاً في معلوماته، كان دقيقاً في أحكامه، والعكس صحيح.

5- التعصّب:

حبُّك الشيءَ يعمي ويصمّ.

هذا شعار بعض الناس في أثناء عمليّة التفكير، فهو لا يرى ولا يسمع غير الذي يريد، وليس سبب ذلك إلا تعصّبه للأمر الذي يعرف أو يحبّ أو يريد!

عندما أرى بعض الناس شديدي التعصّب لأمر من الأمور، يغلب على ظنّي سيطرة الجهل عليهم، إذ إنّ الإنسان كلّما علم أكثر، قلّ تعصبّه أكثر.

ولا بدّ من بيان الفرق بين الثبات على الحقّ وبين التعصّب.

الثبات على الحقّ هو: الالتزام الدائم بالقطعيّات والثوابت التي لا تتغيّر بتغيّر الزمان والمكان، مثل: العقائد.

بينما التّعصّب هو: الثبات على الأمور الظنيّة التي يسوغ الاختلاف فيها، بل حتّى ربّما يكون الأصل فيها الاختلاف.

عقليّة المتعصب وطريقة تفكيره تقوم على النظرة من زاوية واحدة للأشياء، وتقوم أيضاً على التقليد من وجه آخر.

فلو أنّ المتعصّب راجع مستندات ومعطيات الأمور التي يتعصّب لها، بنظرة موضوعيّة ومنصفة لقلّ تعصّبه كثيراً.

إنّ نظرة المتعصّب للأشياء تبتعد عن الحقيقة أحياناً، إذ يصاب بالإدراك الانتقائيّ للأمور، فلا يسمع ولا يرى إلا ما يوافقه ويؤيّده، فكيف يمكن الوثوق بتفكير وأحكام من كانت هذه حاله؟!

أنماط التفكير:

للتفكير أنماط عديدة متنوّعة، منها:

1- التفكير الموضوعيّ:

وهو التفكير الذي يقوم على المعلومات الصحيحة، والدقّة والإنصاف، فهو يقوم على جمع المعلومات وتحليلها، وبيان العلاقات بينها، محاولاً تحرّي الحياديّة قدر المستطاع، متجرّداً من الأهواء والرغبات والميول.

2- التفكير الناقد:

الذي يقوم على بيان إيجابيات الأشياء وسلبيّاتها، وبيان نقاط القوّة والضعف فيها، ويحاول ألّا يمرّر المغالطات المنطقيّة أو التحيّزات الذهنيّة التي يقوم محترفو الغزو الثقافيّ بدسّها في أحكامهم وأطروحاتهم.

3- التفكير الإبداعيّ:

هذا النمط من التفكير نستطيع القول عنه إنّه شيفرة التقدّم، والحضارة والتطوّر.

إنّه يبحث عن الطرق والأساليب والوسائل الجديدة المبتكرة لحلّ المشكلات والعقبات التي تعترض البشر في حياتهم، أو تساهم في ارتقاء الحاضر وتطوّره.

4- التفكير الاستراتيجيّ:

الذي يقوم على النظرة الشاملة البعيدة التي تنظر في مآلات الأمور وعواقبها، وينظر التفكير الاستراتيجيّ للمستقبل، ويحاول أن يستشرف القادم، مستعيناً بالمعطيات المتوفّرة والأحداث الراهنة، كما يأخذ بعين الاعتبار الفرص والتحدّيات.

خصائص التفكير:

التفكير الذي نقوم به له طبائع وخصائص متعدّدة، لعلّ من أبرزها:

• أنّه سلوك متطوّر ونمائيّ (يختلف من مرحلة عمريّة إلى مرحلة عمريّة أخرى، ومن إنسان إلى أخر، بحسب تجاربه وخبراته).

• يأخذ أشكالاً وأنماطاً عديدة (الموضوعيّ – الناقد –الاستراتيجيّ - الإبداعيّ)

• ذو فعاليّة (التفكير الفعّال هو الذي يوصل إلى أفضل الحلول والمعاني والمعلومات).

• التفكير مفهوم نسبيّ (لا يمكن للفرد أن يصل إلى درجة الكمال فيه، ولا يمكن أن يحقّق جميع أنماطه.

أهمّ مهارات التفكير:

1- الملاحظة: الملاحظة أساس المنهجيّة العلميّة، والخطوة الأولى نحو إدراك ماهيّة الأشياء.

2- المقارنة: وتكون بإبراز أوجه الاتفاق أوالافتراق، أو العلاقة بين الأشياء أو الأفكار.

3- التفسير: وهي تحليل الأحداث والظواهر، من خلال البيانات والمعلومات.

4- التصنيف: وهي القدرة على تجميع المتشابهات والمتقاربات في مجموعة واحدة.

5- النقد الموضوعيّ: النقد هنا يظهر نقاط الضعف والقوّة، والسلبيّات والإيجابيّات للأفكار والأشياء.

ويبقى السؤال القديم المتجدّد: كيف نحسّن تفكيرَنا؟

وكيف نطوّر منهج التفكير لدينا؟

ويمكن أن نستعين بما يلي على تحسين عمليّة التفكير لدينا:

1- القراءة المثمرة التي تقوم على محاكمة المعلومات محاكمة عقليّة:

المعلومات التي نقرؤها غالباً ما تكون إحدى معلومات ثلاث:

- معلومات متوافقة مع ما لدينا من معرفة، فتعزّزها وتقوّيها، ونحاول أن نضرب لها أمثلة أخرى، وأدلّة أخرى بعد فهمها و محاولة نقدها.

- معلومات مخالفة لما لدينا من معرفة، فهي تستفزّ قدارتنا العقليّة في فهمها واستيعابها ونقدها، ثمّ الحكم عليها بالصحّة أو البطلان، فإمّا أن تزول، أو تتحول إلى معرفة، ونزيل من عقولنا المعرفة القديمة.

- معلومات جديدة علينا، غير مطروقة في أذهاننا،

فواجبنا نحوها أن نفهمها، ثمّ نحاول نقدها والحكم عليها.

فإمّا أن نضيفها إلى رصيدنا المعرفيّ، أو نلغيها من أذهاننا.

2- الحوار المثمر:

الحوار الهادئ الرصين الذي يقوم على الحجّة والبرهان والاحترام، يساعد في إنضاج الأفكار وصقلها.

3- الكتابة:

كتابة الأفكار وعرضها بشكل مكتوب، يساهم في تنظيمها، لأنّ الكاتب يحاول أن يسلسل الأفكار بشكل منطقيّ، كما يمكن للكتابة أن تبلور الأفكار والأراء التي نريد أن نعرضها، لأنّ الكتابة هي تعبير عن المراد بأفضل الألفاظ وأكثرها دقّة.

4- المرونة والانفتاح:

لعلّ من أهمّ الأمور التي تعين على تحسين عمليّة التفكير هي المرونة والانفتاح على الأراء الأخرى، لأنّها تساعد على فهم الأمور من منظور آخر، وهذا طبعاً مع الحفاظ على الثوابت التي تشكّل صلب المنهج والمرونة بالمتغيّرات التي تجدّد الأطر والنظم.

5- الأسئلة هي لبّ التفكير وقلبه:

السؤال مفتاح التفكير، والقدرة على صياغة الأسئلة المستمرّة هي المساعد الأوّل على عمليّة التفكير.

وجود الأسئلة دليل قويّ على وجود نوع من التفكير الذي يقوم به العقل، لأنّ الأسئلة تأتي محاولةً لفهم الظواهر والأمور التي تَشْكُل علينا.

6- ممارسة التفكير بشكل مستمرّ.

التفكير هو مهارة (ويمكن إتقانها ككلّ المهارات)، وبالتالي يحتاج إلى تمرين بشكل مستمرّ وتدريب دائم.

7- التفكير بعدّة أنماط:

التفكير بطرق وأنماط مختلفة يحسّن بشكل كبير عمليّات التفكير لدينا.

والمقصود بهذا الأمر هو أن نفكر تارة تفكيراً موضوعيّاً، وأخرى إبداعيّاً، وثالثة ناقداً.. وهكذا، ومن الجيد هنا الاطلاع على نموذج التفكير بالقبّعات الستّ للعالم الكبير د. إدورد دي بونو.

8- معرفة العلاقات بين الأشياء، ومحاولة فهم طبائعها:

معرفة سنن الله في الأشياء، وطبائع الأمور، تساعد بشكل كبير على فهمها، وبالتالي تساعد على تحليلها والحكم عليها بشكل صحيح.

وفي الختام

لا نستطيع القول إنّه يمكننا الوصول إلى التفكير الكامل الذي لا خطأ فيه ولا زلل، فالتفكير من الأمور التي لا يمكن ادعاء الكمال فيها.

ولكن بالتدريب والممارسة وتجديد الوسائل والنظم، والقراءة المستمرّة لكبار المفكّرين والعلماء يمكن للإنسان أن يحسّن من تفكيره،

وهذا ما يجدر بالعاقل أن يسارع إليه بشكل حثيث، بغية الوصول إلى السعادة في الدنيا والآخرة.

لأنّه بالتفكير الصحيح يعرف الحقّ من الباطل، والخطأ من الصواب، وهذه بداية الطريق نحو العمل.

وأخيراً يمكن القول: التفكير له بداية ولا نهاية له.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين