التقديم للبحث:
لقد كان ولا يزال القرآن الكريم منذ أوّل تنزّله معجزًا
بألفاظه ومبانيه، جاذبًا إليه قلوب البلغاء وعقول العلماء، فعكفوا عليه دراسةً
وتحليلًا، حتى وصل الزَّمان إلى جار الله الزمخشريّ فأتى بتفسير لغويٍّ بديعٍ في
أسلوبه ونظمه جديدًا في طرحه وتحليله، وكان عمدةً لمن بعده في فهم ألفاظ الذّكر
الحكيم، وسار على نهجه علماء الأمّة على مرّ العصور حتّى وصل الزمان إلى القرن
العشرين ليأتي محمّد الطّاهر بن عاشور مجددًا لما بدأه الزمخشريّ بأسلوب يليق
بعصره، ويفهمه ابن بيئته، فأبدع وزاد ورصّع، وحريٌّ بالمهتمِّين بالتَّفسير اللغويّ
لكتاب الله عزّ وجلّ أن يقفوا على هذين
التفسيرين وما فيهما من نفائس وجواهر وقفة تحليل ومقارنة؛ لاستجلاء خطى العلماء
القدماء والمعاصرين في فهمهم لكتاب رب العالمين.
وفي هذا البحث سيعمد الباحثان إلى إبراز أسلوب التحليل
اللغوي في كلا التفسيرين وفق ما يأتي:
مدخل: أهمية التفسيرين بين نظائرهما لغويًا.
المبحث الأول: التحليل الصرفي لكتاب الله في تفسيري
الكشاف والتحرير.
المبحث الثاني: التحليل النحوي.
المبحث الثالث: التحليل البلاغي.
خاتمة: تتضمن أهم النتائج والتوصيات.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول