التحذير من زلة العالم

روى الدارمي في السنن عن زياد بن حدير أنه قال: قال لي عمر بن الخطاب: «هل تعرف ما يهدم الإسلام؟!». قلت: لا. قال: «يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين».

 

وروى ابن أبي شيبة في المصنف عن الحارث بن عمير عن معاذ بن جبل أنه قال: «إياك وزلة العالم». قال: فقلت: وكيف لي أصلحك الله أن أعرفها؟. قال: «إن للحق نورا يُعرف به».

 

وروى ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق وأبو داود في كتاب الزهد والحاكم في المستدرك واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة وأبو نعيم في الحلية وابن عبد البر في جامع بيان العلم، روَوا التحذيرَ من زلة العالم عن عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وتميم الداري وأبي الدرداء وسلمان رضي الله عنهم. 

 

علق ابن عبد البر رحمه الله على هذا بقوله: شبَّه العلماءُ زلة العالم بانكسار السفينة، لأنها إذا غرقت غرق معها خلق كثير، وإذا ثبتَ وصحَّ أن العالم يخطئ ويزلُّ لم يجز لأحد أن يفتي بقول لا يعرف وجهه. 

 

قلت: هذا في جانب، وكثيرٌ من أهل الدعاوى الفارغة لا يقبلون بحال من الأحوال أن يقال عن أحد من أهل العلم إنه أخطأ في بعض المسائل ولو كان القول مدعَّما بالدليل الواضح!، ويضعون العالم في مرتبة تشبه مرتبة العصمة!، ويظنون أنهم يدافعون بذلك عن الدين وعن مقام العلماء!. 

 

في الواقع هم لا يدافعون بذلك عن الدين، ولا عن مقام أهل العلم، لو كانوا يعقلون.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين