الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام (9)

المفتون في القرن الثامن الهجري

15 ـ ابن البرهان الحلبي

674-738هـ

1275-1337م

القاضي محيي الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن داود التركي الحلبي، شيخ الحنفية بحلب.

ولد في القاهرة وتفقه على والده إبراهيم.

قدم حلب، ودرّس في عدة مدارس بها، وأذن له والده في الفتوى، وولي مشيخة الخانقاه المقدمية، وانتهت إليه رئاسة الحنفية بحلب، وكان فقيهاً فاضلاً، له مشاركة في علوم عديدة، ومصنفات مفيدة، منها: (شرح الجامع الكبير) ([1]).

ولي قضاء إعزاز، ثم نيابة القضاء بحلب، ثم انقطع للعلم والعبادة.

توفي بحلب في رجب من سنة: ثمان وثلاثين وسبعمائة ([2]) للهجرة النبوية الشريفة.

16- محمد بن يعقوب المعروف بابن الصاحب

703 – 763 هـ

1303-1361م.

ناصر الدين محمد بن يعقوب بن عبد الكريم بن أبي المعالي الحلبي، ثم الدمشقي، ابن الصاحب شرف الدين.

ولد بحلب، واشتغل على علمائها كابن إمام المشهد، وابن خطيب جبرين، والأثير الأبهري، وابن العجمي، وابن الزملكاني، وغيرهم.

فقيه عالم، ذو حزم وعزم، وسياسة ودراية ونباهة، وممارسة للعلم مع أخلاق حسنة، وكثرة إحسان إلى الفقراء.

كان يكتب الكتابة الحسنة، وينظم، وينثر سريعاً، ويستحضر قواعد الفقه فروعاً وأصولاً، وقواعد أصول الدين وقواعد الإعراب، وله إلمام تام بعلم البيان والمعاني، وعلم الهيئة والطب، وغيرها من العلوم.

تولى قضاء حلب، وأذن له شيخه ابن الزملكاني بالإفتاء، كما ولي كتابة السر في حلب ودمشق، ودرّس في المدرسة النورية [3] والأسدية [4] وأفتى وكان يقول: "أنا أوقع عن الله وعن رسوله وعن النائب وعن قاضي القضاة"، وذلك لأنه كان يفتي فهو يوقع عن الله ورسوله، وكاتب سر فهو يوقع عن السلطان والنائب، كما كان بيده توقيع القاضي [5].

وفي سنة 748 هـ، دعي إلى دمشق ليكون كاتب سرّ فيها، وبقي فيها إلى أن أدركته المنية، في السادس من ذي القعدة سنة: ثلاث وستين وسبعمائة للهجرة النبوية الشريفة [6].

17- حسن بن محمد البشتاكي

772 هـ 1370م

أبو محمد، بدر الدين، حسن بن محمد البشتاكي، الحنفي، مفتي دار العدل ذكره ابن حبيب في تاريخه وقال: أقام بالقاهرة مدة ثم تحول إلى حلب، وباشر وظيفة الإفتاء والتدريس، ومات سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة [7].

18- علي بن حسن البابي [8]

774 هـ 1372م

الإمام علاء الدين، أبو الحسن، علي بن حسن بن خميس البابي الحلبي الشافعي.

قدم إلى حلب في شبابه، وتفقه على علمائها، ولزم القاضي فخر الدين علي بن خطيب جبرين، ودأب على طلب العلم حتى نبغ، ودرّس، وأفتى، وانتفع به كثير من طلاب العلم، تولى في أواخر حياته التدريس في المدرسة السيفية[9] وكان عالماً حسن الطريقة متمسكاً بالتقوى والورع والصلاح.

توفي بحلب سنة: 774هـ، ودفن خارج باب المقام [10].

19- علي بن صالح القرمي

774هـ 1372م.

الإمام علاء الدين، أبو الحسن علي بن صالح بن أبي بكر بن محمد علي السخومي القرمي، الشافعي، نزيل حلب.

عالم، جليل القدر، وعامل كثير العبادة، وفقيه، مفسر، ماهر في الأصول والعربية والمعاني والبيان.

ورد إلى حلب متصدراً للإفادة والإفتاء، مشتغلاً بما يفيد صنف كتاباً في (تفسير القرآن الكريم)، وآخر في (الأصول) [11].

وتوفي بحلب سنة: أربع وسبعين وسبعمائة للهجرة النبوية الشريفة، عن بضع وستين سنة [12].

 

([1]) ذكره القرشي في طبقات الحنفية، رقم الترجمة (118).

([2]) الجواهر المضية 1/122 ترجمة رقم 65 والطبقات السنية رقم 118 والدرر الكامنة 1/88، 89 ترجمة رقم 231 وفيها توفي سنة 728هـ، وإعلام النبلاء 4/524.

[3] وهي المعروفة بالمدرسة النفرية أنشأها الملك نور الدين محمود بن زنكي سنة: 544 هـ وهي دائرة الآن، وكانت بالقرب من جامع الموازيني في محلة السفاحية.

[4] المدرسة الأسدية الجوانية، أنشأها أسد الدين شيركوه المتوفى سنة: 546هـ، وتقع داخل باب قنسرين، تجاه زقاق جامع الرومي، وكانت آيلة إلى الخراب فأعادت بلدية حلب ترميمها على الصورة التي كانت عليه ضمن مشروعها لأحياء حلب القديمة عام 1996 وجعلتها نقطة طيبة.

[5] الوافي بالوفيات، 1/333

[6] الدرر الكامنة 5/59 ترجمة رقم 4670، والوافي في الوفيات 1/333، وإعلام النبلاء 5/35.

[7] الدرر الكامنة 2/154 ترجمة رقم 1567، وإعلام النبلاء 5/55.

[8] نسبة إلى بلدة الباب: بلدة صغيرة جميلة تقع إلى شمال شرق حلب.

[9] أنشأها الأمير سيف الدين، علي بن علم الدين بن جندر سنة 617 هـ، بجانب المسجد الذي أنشأه، وقد دُرسَت المدرسة، وبقي المسجد، ويعرف اليوم بجامع حسان، وهو في محلة الكلاسة جنوب غرب مقبرة الكليباتي، وقد قام أهل المحلة هذا العام (1421هـ، 2000م) بتجديد المسجد وتوسعته فغدا مسجداً حسناً.

[10] الدرر الكامنة 2/107 ترجمة رقم 2714 إعلام النبلاء 5/56.

[11] ذكرهما ابن حبيب في تاريخه وعنه نقل ابن حجر في الدرر الكامنة.

[12] الدرر الكامنة 3/126 وفيه اسمه علي بن صلاح السخومي الترجمة رقم 2755 وإعلام النبلاء 5/57، أقول: لعل هذا المفتي هو علي بن صالح السحوجي نفسه الذي ورد ذكره في الترجمة رقم (13)، والله أعلم.