الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام(8)

المفتون في القرن الثامن الهجري

12- القاضي محمد الكوراني [1]

625 – 705 هـ

1227 – 1305 م

شمس الدين محمد بن محمد بن بهرم بن حسين المدني، ثم الدمشقي الشافعي قاضي حلب.

أخذ بمصر عن ابن عبد السلام، وغيره من العلماء وبرع في المذهب الشافعي، ودرّس، وأفتى ثم ولي قضاء حلب، فأقام بها دهراً طويلاً، وكان محمود الأحكام على ضيق خُلُقه، إلى أن عزل بسبب كثرة مخالفته لـ (قراسنقر) [2]، وبقيت معه الخطابة.

قال ابن حجر [3]: "واستمر شيخ الجماعة ومفتي البلد إلى أن مات في جمادى الأول سنة خمس وسبعمائة"[4].

قال الطباخ [5]: (والعبارة صريحة في أنه قطن حلب إلى أن توفي) [6].

13- علي بن صالح السحوجي

ـ714 هــ 1314م

علاء الدين علي بن صالح بن أبي بكر بن محمد بن علي السحوجي الغزي نزيل حلب.

عالم جليل القدر، عارف بالفقه والتفسير والأصول والعربية.

أقام بحلب مدة يشتغل وينفع الناس، ويفتي ويدرس إلى أن مات بها سنة: أربع وعشرة وسبعمائة.

ذكره ابن حبيب [7] وقال في حقه: "عالم جليل القدر، يسر القلب ويشرح الصدر وكان كثير الانجماع [8] مقبلاً على شأنه" [9].

له كتاب في تفسير القرآن، وكتاب في الأصول، ذكرهما الشيخ الطباخ في إعلامه [10].

14- علي بن الحسن الهروي

ـ722 هـ ـ1322م

علاء الدين أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الهروي الحنفي، إمام تقدم على الأقران، وأنعم النظر في مذهب أبي حنيفة النعمان، أكثر البحث والتطلع في كتب العلم، حتى نبغ وبرع، وكان ذا همة وشجاعة، وكان كثير التطواف في البلاد، ثم حط رحاله في حلب، فتصدّر للتدريس والإفتاء، وشغل طلاب العلم، وسلك طريق التصوف، وباشر مشيخة الخانقاه المقدمية [11]،واستمر بها إلى أن أدركته المنية سنة: اثنتين وعشرين وسبعمائة ومن شعره:

كم حسرات في الحشا=كنا نشاء رشده

من ولد لنا قد نشا=فمن نشا كما نشا [12]

[1] آل الكوراني عائلة قديمة في حلب يرجع عهدها إلى ما قبل سبعمائة سنة، وربما كانت أقدم عائلة لها ذرية باقية إلى الآن. إعلام النبلاء 6/237. قال القيسي الدمشقي في توضيح المشتبه:7/344: ( الكوراني جماعة ينسبون إلى كُوران بضم الكاف وسكون الواو وفتح الراء تليها ألف ثم نون من قرى أسفراين ، في ايران

[2] قراسنقر: الأمير شمس الدين قراسنقر المنصور، نائب (والي، محافظ) حلب من قِبَلِ الملك المنصور قلاوون أكثر من عشرين سنة على فترات منذ سنة (681هـ)، كان شجاعاً حازماً، ذا معرفة ودهاء، توفي سنة 728. إعلام النبلاء، ص296، 297.

[3] أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني: عالم محدِّث مؤرخ، مولده ووفاته بالقاهرة، له كثير من المؤلفات في شتى فروع العلم، منها: (الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة)، و(لسان الميزان)، و(الإصابة في تمييز أسماء الصحابة)، و(فتح الباري شرح صحيح البخاري)، وغيرها، توفي سنة (852هـ/ 1449م). يُنْظَر: الأعلام، الزركلي، 1/178.

[4] الدرر الكامنة 4/289 ترجمة رقم 4323، وإعلام النبلاء، 4/502.

[5] الشيخ العلّامة محمد راغب بن محمود الطباخ الحلبي: عالم محدّث مؤرخ، له العديد من المؤلفات في الحديث والتاريخ والأدب، أهمها: تاريخه (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء)، و(الأنوار الجلية في مختصر الأثبات الحلبية)، مولده ووفاته بحلب، وكانت وفاته سنة (1370هـ/1951م). يُنْظَر: الاعلام، الزركلي، 6/123. وكتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر الجزء الأول للمؤلف محمد عدنان كاتبي

[6] إعلام النبلاء 6/238.

[7] الشيخ طاهر بن حسن بن عمر بن حبيب: أديب فاضل، ولد ونشأ في حلب، له عدد من المؤلفات، أهمها: (تاريخ منتزع من كتاب زبدة الحلب) لكمال الدين ابن العديم، سماه (حضرة النديم من تاريخ ابن العديم)، ومنهم من ينسب هذا الكتاب لوالده، وينسب له ذيلاً عليه، توفي في القاهرة سنة (808 هـ). يُنْظَر: الأعلام، الزركلي، 3/221.

[8] الانجماع: تعني هنا الانكماش على النفس والابتعاد عن الناس.

[9] ينظر: حضرة النديم لابن حبيب الحلبي ت808، والمنهل الصافي.

[10] إعلام النبلاء 4/502.

[11] الخانكاه المقدمية: أنشأها عبد الملك بن المقدم، سنة 544هـ في زقاق خان التبن في محلة الجلوم، وقد خربت الآن تماماً ولم يبق سوى واجهة المدرسة المقدمية التي كانت بجانبها، وقد كتب فوق الباب "بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما وقفه تقرباً إلى الله تعالى في أيام الملك العادل محمود بن زنكي ابن آقسنقر عز نصره، الفقير إلى رحمة الله عبد الملك بن محمد سنة أربع وستين وخمسمائة، فرحم الله من قراه ودعا بالمغفرة" أ.هـ إعلام النبلاء 4/47 أقول: يظهر من تاريخ الكتابة أن الخاتقاه بنيت قبلها بعشرين سنة.

[12] الدرر 3/109 إعلام النبلاء 4/509.