الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام (4)

المفتون في القرن السادس الهجري

1- الحسين بن محمد "النجم"

بعد 560 هـ. بعد 1165 م.

الحسين بن محمد بن أسعد الفقيه المعروف بالنجم، تفقّه على أبيه محمد بن أسعد وسمع منه الحديث وولي التدريس بالحلاوية [1]، قَالَ ابْن العديم ولي التدريس بالحلاوية وَله تصانيف فى الْفِقْه مِنْهَا: (شرح الْجَامِع الصَّغِير) لمُحَمد بن الْحسن، فرغ من تصنيفه بِمَكَّة، وَله (الفتاوي والواقعات)، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا عَالما متدينا، وَحكى حِكَايَة طَوِيلَة عَنهُ من حُضُوره عِنْد نور الدّين مَحْمُود بن زنكي، وكان نور الدين بن زنكي يستفتيه، ويأخذ برأيه وَقد سَأَلَهُ عَن لبس خَاتم في يَده كَانَ فِيهِ لوزات من ذهب، فَقَالَ لَهُ تتحرز من هَذَا[2].

2- محمد بن أحمد السمرقندي [3]

بعد 570 هـ. بعد 1176 م.

علاء الدِّين، شمس النَّظر، محمَّد بن أحمد بن أبي أحمد السَّمَرْقَنْدِيُّ، يكنَّى بأبي بكر، وبأبي منصور، فقيه من كبار فقهاء الحنيفة، أقام في حلب يدرس ويفتي. وهو شيخٌ، كبيرٌ، فاضلٌ، جليلُ القدر، فقيهٌ، أصوليٌّ، تفقَّه على أبي المعين، ميمون المَكْحُوليِّ، وعلى الصَّدرين الْبَزْدَوِيَّين، أبي اليُسْر، وأبي العُسْر. وتفقَّهت عليه ابنته فاطمة زوجة (صاحب البدائع)، الَّتي حفظت (تحفته)، وهو أستاذ (صاحب البدائع)، علاء الدِّين، أبي بكر بن مسعودٍ الكَاسَانيِّ، وكانت الفتوى تخرج بتوقيع الثلاثة، من مصنَّفاته: (تحفة الفقهاء)، وهو أحد الكتب المراجع في الفقه الحنفي، و(مختلف الرِّواية)، و(ميزان الأصول في نتائج العقول) المطوَّل، والمختصر. [4]

[1] مدرسة عظيمة تقع قبالة الباب الغربي للجامع الأموي الكبير، وقد اختلف في أصل تسميتها، ولعل الأصح أنها سميت بالحلاوية؛ لما كان يُقدّم فيها للفقراء وطلاب العلم من الحلوى، وكانت تُعرف بمسجد (السراجين)، ولما ملك نور الدين محمود بن زنكي حلب جدّدها سنة 544هـ، وبنى فيها غرفاً لطلاب العلم، وبيوتاً للتدريس، وجعلها مدرسة للحنفية، ووقف عليها الأوقاف العظيمة، وفيها الآن محراب خشبي عظيم يعدّ آية في الجمال والإبداع والإتقان، أقامه الملك الصالح المجاهد صلاح الدين الأيوبي. يُنْظر: نهر الذهب، 2/67، وإعلام النبلاء، 1/89، و2/63-70، و4/461. والتعليم الشرعي ومدارسه في حلب في القرن الرابع عشر للمؤلف ص. 102

[2] الجواهر المضية، 1/217 ترجمة 541، وتاج التراجم، ترجمة رقم 97 ص.161، وكشف الظنون 1/562 و2/1203، وإعلام النبلاء 4/250.

[3] نسبة إلى سمرقند، وهي بلد مشهور في جمهورية أوزبكستان، شرقي بخاري. يُنْظر: فتوح البلدان، البلاذري، تحقيق صلاح الدين المنجد، 3/734، ومعجم البلدان، 3/279.

[4] الجواهر المضية 3/188 ترجمة رقم 1151، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاد ص 85، ومفتاح السعادة 2/273، وهدية العارفين 2/90، وطبقات الحنفيَّة: 212، 233، والفوائد البهيَّة 260، وإيضاح المكنون 2/ 613، وتاج التَّراحم 206، 211، وإعلام النبلاء 4/250، والأعلام 5/317.