المفتون في القرن الثاني عشر الهجري
68- زين الدين بن عبد اللطيف الجلومي
1031-1130هـ
1621-1717م
الشيخ الكامل، وجامع أشتات الفضائل، وبقية السلف الصالح، العالم، المحدث، الفقيه: زين الدين بن عبد اللطيف الجلومي الحلبي الحنفي، أمين الفتوى بحلب.
ولد بحلب، وأخذ عن علمائها الأجلاء؛ كالشيخ الكمال الكوراني، ومحمد أمين الصديقي البصير والشيخ شمس الدين محمد بن حسن الكواكبي وغيرهم.
وتقدم في العلم والاشتغال به وإشغال الطلاب، حتى تصدر للتدريس ورواية الحديث وكثر طلابه، ومن أشهرهم: تلميذه الشيخ يوسف الحسيني الحنفي الدمشقي ثم الحلبي صاحب ثبت "كفاية الراوي والسامع وهداية الرائي والسامع" وقد ترجمه ترجمة عظيمة في ثبته ثم قال: "ومن مشايخ شيخنا الزين الحلبي.. شمس الدين محمد بن الحسن الكواكبي، قرأ عليه العقليات وغيرها، وانتفع به، وتشرف بخدمته في فتواه، وصار أمين الفتوى له مدته فيها، ثم من بعده صار في خدمة فرعه العلامة أحمد أفندي الكواكبي، وبقي أمين فتواه مدة إفتائه بعد أبيه إلى أن تنزه عن الفتوى، وأعرض عنها باختياره وتولى مولوية طرابلس.." [10].
وبقي المترجم على إفادة طلابه وأقرائهم رغم شيخوخته وكبر سنه إلى أن وافته المنية، سنة: ثلاثين ومائة وألف للهجرة النبوية الشريفة [11].
69- علي بن أسد الله
1048-1130 هـ
1638-1717م
علي بن أسد الله بن علي.
عالم نحرير وفاضل كبير.
ولد بحلب، وقرأ على جماعة من علمائها؛ كالعلامة الشيخ محمد الكواكبي والعلامة الشيخ أبي الوفا العرضي وغيرهما.
تولى إفتاء الحنفية بحلب مدة خمسة عشر عاماً ومات عليها، وكان متولياً على الجامع الأموي الكبير، وقام بترميمه وتجديده، وظهر له أثناء تجديده صندوق من المرمر مطبق ملحوم بالرصاص، تفوح منه رائحة تفوق المسك والعنبر، مكتوب عليه (هذا عضو من أعضاء نبي الله زكريا عليه الصلاة والسلام) [12]، فحمله وجماعة من كبار العلماء ووضعه في مكان الضريح الآن بجانب المحراب، وجدد الضريح وفرشه بـ (القاشاني) وهو على حاله من سنة تجديده 1120هـ إلى يومنا هذا.
توفي المفتي علي بن أسد الله سنة: ثلاثين ومائة ألف للهجرة النبوية الشريفة [13].
70- عبد اللطيف الزوائدي
1132هـ 1719م
عبد اللطيف بن عبد القادر الزوائدي الشافعي الحلبي.
فقيه عالم، وحافظ متقن، وخطاط حسن الخط، قرأ على الشيخ عامر المصري وتفقه بالشيخ مصطفى الحفسرجاوي، ولازم الشيخ أحمد الكواكبي، وولده الشيخ أبا السعود الكواكبي، فلما صار مفتياً جعله أمين فتوى (شركة) مع الشيخ إبراهيم البخشي.
كان الشيخ المترجم فقيراً، ولما تولى بعض الوظائف؛ كخطابة المدرسة الخسروية والتدريس في الجامع الكبير والوعظ في جامع قسطل حرمي [14] تحسنت أحواله، وكانت وفاته فجأة سنة اثنتين وثلاثين ومائة ألف للهجرة، ودفن بمقبرة [15] جب النور [16].
[10] يظهر من كلام الشيخ يوسف الحسيني أن المفتي أحمد الكواكبي ترك الإفتاء بإرادته ولم يعزل عنه كما مر في ترجمته.
[11] إعلام النبلاء 6/426 وله ترجمة في ثبت الشيخ يوسف الحسيني الحلبي المسمى (كفاية الراوي والسامع وهداية الرأي والسامع)، أثبته الشيخ الطباخ كاملاً في إعلامه.
[12] اختلف المؤرخون بحقيقة المدفون في الجامع الكبير فالمشهور لدى الناس الآن وهو ما رواه المرادي في سلك الدرر والماوردي في تاريخه من أن المدفون في الحفرة هو نبي الله زكريا على أن الشيخ محمد راغب الطباخ أكد أن الدفين هو عضو من أعضاء نبي الله يحيى، والله أعلم. يُنْظَر: إعلام النبلاء، 2/230.
[13] سلك الدرر 3/208، وإعلام النبلاء 6/429.
([14]) جامع قسطل (الحرمي) الحرامي: جامع حسن، بناء بردبك، تاجر المماليك السلطانية، سنة: 896هـ، ويختلف المؤرخون والسكان بالنسبة هل هي إلى الحرمين أو الحرم، أو إلى الحرامي، وذلك أنهم يعتقدون أن هذا القسطل جرّ إليه الماء بغير الوجه الشرعي. يُنْظَر: نهر الذهب 2/335-339، وأحياء حلب وأسواقها، ص307.
([15]) مقبرة جب النور: وهي المقبرة التي كانت تعرف بمقبرة الشيخ نمير، وهو رجل متعبد صالح، يقال: إنه دفع البلاء عن حلب مرتين، وذلك بدعائه وتوسله إلى الله، عندما حاصر الصليبيون حلب، وكان فيها مسجد، يقال: إن الفقهاء رأوا الأنوار تهبط فيه في أكثر الأوقات، وكانت هذه المقبرة تقع تحت قلعة الشريف إلى الجنوب من مقبرة الكليباتي (الكليماني). يُنْظَر: أحياء حلب وأسواقها، ص107.
([16]) سلك الدرر 2/126. وإعلام النبلاء 6/430.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول