المفتون في القرن الحادي عشر الهجري
56- أحمد بن محمد الكواكبي
955-1023هـ
1548-1614م
شهاب الدين، الشيخ أحمد بن محمد بن يحيى بن محمد الكواكبي، البيري الأصل، الحلبي المولد والمقام والوفاة الحنفي.
ولد بحلب، وتفقه على جماعة من علمائها كالشيخ عمر العُرضي والشيخ محمد المغربي وغيرهما، سار في مبدأ حياته على الطريقة الصوفية، ثم انصرف إلى العلم والتدريس في مختلف المدارس الحلبية.
ثم عنّ له أن يأخذ منصب الإفتاء، وشجعه على ذلك مبغضو المفتي الشيخ أبي الجود البتروني، فتوجه إلى القسطنطينية وعاد بفرمان - قرار سلطاني- يقضي بأن تكون فتوى حلب بيده، ثم ضم إليها عدد من الوظائف كالقسمة العسكرية، والنيابة عن القاضي، والنظر على كتخداي[1] الباشا وغيرها.
كان عفيفاً في أقضيته، حسن المعاملة مع أصحابه ومحبيه، يفتي الفتاوى الحسنة، ويتواضع للناس ويقضي حوائجهم، كل هذا مع العفة والمروءة، فكثر محبّوه والمثنون عليه.
وكان مقرباً من الوالي نصوح باشا، فلما عزل وتولى حسين باشا بن جانبولاد، انقلبت به الأحوال، وساءت أموره، وكثر الضغط عليه، حتى هرب من حلب والتجأ إلى (آل سيفا) في طرابلس، ثم غادرها إلى مصر، وأقام بها إلى أن زالت دولة بني جانبولاد، فعاد إلى حلب متصوفاً منصرفاً عن هذه المناصب، وجمع حوله المشايخ والمريدين، واستمر على ذلك إلى أن لقي وجه ربه، في شهر رمضان من سنة ثلاث وعشرين وألف للهجرة النبوية الشريفة، ودفن في مقابر الصالحين خارج باب المقام[2].
57- عمر بن عبد الوهاب العُرضي
950-1024 هـ
1543-1615م
شيخ الإسلام، عمر بن عبد الوهاب بن محمود بن علي بن محمد بن محمد بن حسين العرضي الحلبي الشافعي.
علّامة محدث، وفقيه شافعي متمكن، مفتي حلب وواعظها، ولد بحلب وتلقى العلم عن كبار علمائها، منهم: والده الشيخ عبد الوهاب العرضي، ورضي الدين الحنبلي وابن البيلوني، والمنلا إبراهيم الكردي، والبرهان العمادي وغيرهم.
ونبغ ودرّس، وأفاد وكثر طلابه والآخذون عنه، ولعل أشهرهم ولده أبو الوفاء ونجم الدين الحلفاوي، وابنا الملا وسواهم.
ثم تصدّر للفتوى، يقصده الناس من كل مكان، يأخذون رأيه بما يعرض لهم، ويستمعون إلى مجلس وعظه في الجامع الأموي الكبير، واستمر على ذلك إلى أن وافته المنية، يوم الثلاثاء خامس عشر من شهر شعبان، سنة: أربع وعشرين وألف للهجرة النبوية الشريفة.
ترك المترجم عدداً من المؤلفات والرسائل، أهمها:
1- حاشية على تفسير أبي السعود.
2- فتح الغفار بما أكرم الله نبيه المختار، وهو شرح لكتاب الشفا في حديث المصطفى.
3- ذيل تاريخ ابن الحنبلي.
4- نهج السعادة ومواقف الإفادة، وهو (شرح للاميته الموسومة بلامية الشرف وسراج الغرف) وهي في المواعظ والنصائح، تقع في تسعة وستين بيتاً، افتتحها بقوله:
الحمد لله رب العالمين على ما أتم من نعم جلت من الأزل [3]
وله من الرسائل:
1- رسالة على قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ)– الفرقان:45.
2- الدر الثمين في جواز حبس المتهمين.
3- مناهج أهل الوفا فيما تضمنه من الفوائد اسم المصطفى.
4- رسالة في شرح قصيدة ابن الفارض الدالية وأخرى للتائيه وثالثة لليائيه[4].
وله شعر قليل لا بأس به[5]، منه قوله:
من عاشر الأشراف صار مشرَّفاً=ومُعاشرُ الأرذال غير مشرّف
أوَ ما ترى الجلد الحقير مقبّلاً=بالفم لما صار جلد المصحف
([1]) كنخداي: كلمة فارسية تعني الرئيس واستخدمت في الدولة العثمانية بمعنى (مدير القصر).
([2]) معادن الذهب ص103، وخلاصة الأثر 1/283، وإعلام النبلاء 6/187.
[3] ذكر كتبه هذه البغدادي في هدية العارفين، 1/796، والشيخ الطباخ في إعلامه، 6/191، وكحالة في معجم المؤلفين، 7/297.
[4] ذكر كتبه ورسائله هذه العلامة المحبي في خلاصة الأثر3/315، والشهاب الخفاجي في ريحانة الأولياء 1/279، والغزي في لطف السمر، ونقل عنهم الشيخ راغب الطباخ في إعلام النبلاء 6/192.
[5] ريحانة الألباء 1/279، ومعادن الذهب ص23، وخلاصة الأثر 3/315، وهدية العارفين، 1/796، وإعلام النبلاء 6/191، ومعجم المؤلفين، 7/297.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول