الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام (15)

المفتون في القرن العاشر

44- البدر حسن السيوفي

851-925هـ

1412-1519م

الشيخ بدر الدين حسن بن علي الأربلي [8] الأصل الحصفكي [9] الحلبي الشافعي.

فقيه عالم، ومحدّث، وإمام، انتهت إليه رياسة الشافعية في الشهباء في زمانه، ولد بـ (حصن كيفا)، وقيل في حلب ونشأ فيها، وأخذ العلم على الجم الغفير من علمائها، وارتحل إلى دمشق والقاهرة ومكة، وأخذ عن علمائها، وظل دائباً على طلب العلم والتعلم، حتى تميّز، وأقرأ الطلاب وأفتى، وقد أجازه بالتدريس والإفتاء جماعة من شيوخه: كسليمان الهروي، والشمس السلامي، وعلى الجبرتي، والكمال ابن الشريف، وسواهم.

وقد ذكر الرضي الحنبلي [10] بعض ما جرّت عليه فتاويه من البلاء والخصومات مع أصحابه العلماء أو مع أصحاب السلطة والقضاة.

توفي في ربيع الأول، من سنة: خمس وعشرين وتسعمائة للهجرة النبوية الشريفة بحلب، وكانت له جنازة حافلة ودفن في مقابر الحجاج [11].

45- الشيخ جبريل الكردي

930هـ 1523م

الشيخ أمين الدين، أبو الوحي، جبريل بن أحمد بن إسماعيل الكردي، ثم الحلبي الشافعي.

فقيه شافعي، متدين، متواضع، متقشف، شغل نفسه بإشغال الطلاب، فكثر طلابه بحلب، ولعل أشهر طلابه الشيخ أمين الدين الكمال محمد بن الناسخ.

أثنى عليه الرضي الحنبلي، وقال: كان أحد المدرسين والمفتين بها – حلب - وكانت له القدم الراسخة في الفقه، والكتابة الحسنة المعربة على رقعة الفتوى.

توفي بحلب سنة: ثلاثين وتسعمائة للهجرة النبوية الشريفة، ودفن في مقبرة الخرساني خارج باب الفرج [12].

46 ـ عبد الرحمن ابن فخر النساء

بعد 860 ـ 930هـ

بعد 1455 ـ 1523م

الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عبد الله زين الدين أبو الفرج بن شمس الدين الجمال الكلسي الأصل الحلبي المولد والوفاة، الفقيه الحنفي، سبط الفخر الرومي، المعروف بابن فخر النساء.

ولد في حلب بعد الستين وثمانمئة في أسرة توارثت العلم، فوالده الشيخ محمد كان عالماً مفيداً، وكان جده مقرئاً.

قرأ على كثير من علماء حلب، وأجاد اللغة العربية، وكان له إلمام باللغة الفارسية والتركية، ولازم الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، صاحب (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع)، المتوفى سنة: 902هـ، وأخذ عنه، وحصل على الإجازة منه، كما أجازته زينب الشويكية برواية ما سمع منها.

وفي سنة: 895هـ، أذن له بالإفتاء والتدريس الشمس البازلي بحماة، وأجاز له أن يروي عنه ما صح له من مروياته ومسموعاته.

في سنة: 896هـ، أذن له العلامة محمد بن محمد الطرابلسي في التدريس في سائر العلوم الشرعية، كما أذن له الكمال المقدسي أن يروي عنه، ما أخذه عن عدد من العلماء ممن ذكرنا، وحصل على إجازاتهم، وكان الشيخ المترجم يلقي دروسه بجامع الحدادين[13] بحلب ثمً ولي التدريس في المدرسة (الجاولية)[14].

ولعل أشهر طلابه الشيخ رضي الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي المعروف بابن الحنبلي المتوفى سنة: 971هـ.

وقد مدحه بقصيدة مطلعها:

كلامك أحلى من سواه وأعذب=وتقريرك الشافي ألذّ وأطيب

قصير القامة، نحيف الجسم، لطيف المعشر، سخياً كريماً.

توفي المفتي المترجم في حلب، في ذي الحجة، سنة: 930هـ، ودفن بالقرب من مزار الشيخ يبرق[15].

 

[8] نسبة إلى (أربل): قلعة حصينة ومدينة كبيرة من أعمال الموصل، بينها وبين الموصل مسيرة يومين، وهي اليوم من المدن الكبيرة في شمال العراق. يُنْظَر: معجم البلدان، 1/166.

[9] نسبة إلى (حصن كيفا)، وهي بلدة من ديار بكر، تقع على نهر دجلة بين جزيرة ابن عمر وميافارقين. يُنْظَر: معجم البلدان، 2/305.

[10] ستأتي ترجمته في رقم (51).

[11] الضوء اللامع 3/118 ودرر الحبب الجزء الأول – القسم الثاني ترجمة رقم 139 ص506 وإعلام النبلاء 5/379 وقد ترجمه الزين الشماع في القبس الحاوي لغرر السخاوي، والغزي في الكواكب السائرة.

[12] در الحبب الجزء الأول القسم الثاني الترجمة رقم 130 وإعلام النبلاء 5/410.

[13] جامع الحدادين جامع عظيم واسع الصحن والقبلية له بابان، أحدهما ينفذ إلى سوق الدجاج موجه غرباً إلى ساحة باب الحديد، وقد نسب الجامع إلى الحدادين، لأنهم كانوا يوجدون في السوق الذي على بابه، وهناك روايات أخري في سبب تسميته، ينظر نهر الذهب 2/396.

[14] مدرسة قديمة بناها محمود بن عفيف الدين سنة: 566هـ، تقع في محلة وراء الجامع قرب عقبة الياسمين، ينظر نهر الذهب 2/231.

[15] درّ الحبب في تاريخ حلب لابن الحنبلي 1/754 ترجمة رقم 241 وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 5/414 ونهر الذهب 2/231 و396.