الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام (13)

المفتون في القرن التاسع الهجري

36- علاء الدين ابن خطيب الناصرية

774-843هـ

1372-1439م

الشمس القاضي، علاء الدين، أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد بن محمد الطائي، الجبريني، الحلبي، الشافعي.

إمام علّامة، وفقيه أصولي، ومحدّث ثقة، ومؤرخ ثبت.

ولد بحلب، وتفقه بأبيه وبابن النحريري المالكي، وبالنجم ابن النجار وبمحمد بن عثمان البشناقي، وبابن خطيب المنصورية، - وهو أول من أذن له بالإفتاء- وغيرهم بحلب.

وأخذ بدمشق عن ابن الشرائحي، وعائشة بنت عبد الهادي، وأحمد بن عبد الله بن الفخر البعلي.

وفي القاهرة أخذ عن القطب عبد الكريم الدجوي، وابن كويك، والجلال البلقيني وغيرهم.

كما التقى بشيوخ طرابلس [37] وبعلبك والقدس وأخذ عنهم.

ولي قضاء حلب وإمامة وخطبة الجامع الأموي الكبير فيها، وحدث ودرّس وأفتى فيها، وفي القاهرة، وكانت الفتاوى والأوراق تدخل عليه فيكتب عليها، ثم ينصرف إلى المطالعة والعبادة.

كان محمود السيرة، نزيهاً عفيفاً متديناً، ولم يزل يدرّس ويفتي إلى أن وافته المنية، يوم الخميس منتصف ذي القعدة، سنة: ثلاث وأربعين وثمانمائة للهجرة النبوية الشريفة، ودفن في تربة أعدها لنفسه خارج باب المقام.

له من المؤلفات:

1- الطيبة الرائحة في تفسير سورة الفاتحة [38].

2- ضوء البصيرة في شرح حديث بريرة [39].

3- الدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب [40].

4- سيرة المؤيد وغيرها [41].

37- أبو بكر النصيبي

824-863هـ

1421 ـ 1458م

أبو بكر بن محمد بن عمر بن أبي بكر ابن النصيبي[42] الحلبي الشافعي.

عالم فقيه، ولد بحلب ونشأ بها، وأخذ عن الشيخ عبيد البابي وابن خطيب الناصرية وابن الخرزي وآخرين، وسمع في القاهرة من ابن الهمام والبرهان الحلبي وغيرهم.

تولى التدريس في المدرسة العصرونية، والظاهرية، والسيفية، وناب في القضاء عن ابن خطيب الناصرية، كما ولي وكالة بيت المال وإفتاء دار العدل ثم تركهما.

مات بحلب مطعوناً (بالطاعون) سنة: ثلاث وستين وثمانمائة للهجرة النبوية الشريفة [43].

38- أحمد بن أبي بكر المرعشي

786-872هـ

1366-1467م

الشهاب، أبو الفضائل، شيخ الإسلام أحمد بن أبي بكر بن صالح بن عمر المرعشي ثم الحلبي الحنفي.

عالم فقيه، ولد بمدينة مرعش [44] وانتقل إلى حلب في شبابه، فقرأ على الزين البلخي والبدر بن سلامة وغيرهما، وأذن له غير واحد بالإفتاء، وتصدر للتدريس والإفتاء وانتفع به الطلبة، وأضحى فقيه حلب وعالمها ومفتيها، بل عالم سائر البلاد الحلبية.

وهو أول من تولى التدريس في المدرسة الدلغادارية [45].

وتوفي بحلب، سنة: اثنتين وسبعين وثمانمائة للهجرة النبوية الشريفة [46].

39- محمد بن أمير حاج

825-879هـ

1421-1474م

الشمس، محمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن سليمان بن عمر الحلبي، ويعرف بابن أمير حاج وبابن الموقت.

فقيه فاضل، ديّن متفنن، محب للرياسة والفخر، ولد بحلب، وتفقه بها على ابن خطيب الناصرية، والشهاب بن الرسام، والعلاء الملطي وآخرين، وتفقه بحماة على ابن الأشقر، وانتقل إلى القاهرة وأخذ بها على الشيخ ابن الهمام الذي أذن له بالتدريس والإفتاء، ثم عاد إلى حلب وتصدر للإقراء والتدريس والإفتاء، بعد أن أذن له شيخه ابن الهمام، وألّف في الفقه والتفسير والأصول وغيرها ومن مؤلفاته:

1- ذخيرة القصر في تفسير سورة العصر [47].

2- حلية المحلى وبغية المهتدي في شرح منية المصلى وغنية المبتدي المشهور بشرح الحلبي الكبير- وهو في الفقه [48].

3- داعي منازل البيان لجامع النسكين بالقرآن [49]، أحكام الحج والعمرة.

4- التقرير والتحبير في شرح التحرير في الفروع والتحرير في الأصول [50].

5- أحاسن المحامل في شرح العوامل[51].

6- شرح المختار للموصلي، في الفروع.

7- منية الناسك في خلاصة المناسك [52].

حج غير مرة، وجاور بمكة سنة، وقرأ هناك وأفتى، إلا أنه عاد إلى وطنه، وزار القدس في طريق عودته، وما لبث أن مات بعد وصوله بأشهر قليلة، وكان ذلك في ليلة الجمعة في التاسع والعشرين من رجب، سنة: تسع وسبعين وثمانمائة للهجرة النبوية الشريفة [53].

40 - الشيخ عثمان الكردي

898هـ 1494م

شيخ الإسلام، فخر الدين، عثمان بن سليمان بن إبراهيم بن خليل الجزري، ثم الحلبي، الشافعي، المشهور بالشيخ عثمان الكردي.

فقيه عالم، سليم الفطرة، نير الشيبة، مراعٍ للسنة، عظيم الهمة في إزالة المنكرات، أفتى ودرّس في حلب، وسكن محلة المشارقة ([54])، وكان من العلماء العاملين

ولد سنة: 829هـ، (بأورمة) من أعمال (تبريز)[55]، ورحل إلى جزيرة ابن عثمان فحفظ فيها القران وجوده على شيخه الشيخ علي بن عمر بن يوسف المارونسي، وعنه أخذ علوم الفقه والعربية، ثم اتجه الى حلب، فأخذ عن الشيخ عبد الرزاق الشرواني الفقه الشافعي، وعن الشهاب المرعشي الحديث الشريف، وفضل وذاع صيته في حلب وتصدر للتدريس والإفتاء، ورحل إلى الشام والقدس، وحج غير مرة وأقام في مكة يدرس ويفيد الطلبة، واستجاز الإمام السخاوي صاحب الضوء اللامع فأجازه، ثم عاد إلى وطنه وتوفي فجأة سنة: ثمان وسبعين وتسعمائة للهجرة النبوية الشريفة [56].

[37] طرابلس الشام: مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام (المتوسط) بين طرطوس وبيروت، وهي اليوم تابعة للبنان. يُنْظَر: فتوح البلدان، 3/688، ومعجم البلدان، 4/29 ومصور لبنان الحديث.

[38] ذكره السخاوي في الضوء اللامع 5/203، والباباني في إيضاح المكنون في الزيل على كشف الظنون 4/89 والطباخ في إعلام النبلاء 5/219 والزركلي في أعلامه 5/8.

[39] ذكره السخاوي في الضوء اللامع 5/303، وسبط ابن العجمي في كنوز الذهب 2/154، والطباخ في إعلام النبلاء 5/219 والزركلي في أعلامه 5/8.

[40] ذكره الشيخ محمد راغب الطباخ في إعلام النبلاء، وأتى على وصفه بشكل مفصل 1/40، حققه سعيد بن عوض الحارثي في رسالة لنيل درجة الماجستير في جامعة ام القرى بمكة، سنة: 1432هـ.

[41] الضوء اللامع، 5/33، والضوء الطالع، 1/476، وكشف الظنون، 1/249، وهدية العارفين، 1/731، وإعلام النبلاء، 5/215، والأعلام، 5/8.

[42] نسبة إلى نصيبين: مدينة عامرة من بلاد الجزيرة شمال شرق سورية على جادة القوافل من الموصل إلى الشام، متاخمة لمدينة القامشلي السورية. يُنْظَر: معجم البلدان، 5/233.

[43] الضوء اللامع 8/255 وفيه محمد بن عمر، وذكر أن له كتاب الإبهاج تعليقاً على كتاب المنهاج للنووي في أربعة مجلدات، وإنباء الغمر بأنباء العمر 2/177، وإعلام النبلاء 5/260، والأعلام 6/315.

([44]) مدينة كانت من الثغور الشامية، وهي من المدن التركية اليوم. يُنْظَر: معجم البلدان، 5/126، وفتوح البلدان، 2/225، 226.

([45]) بناها الأمير ناصر الدين باك محمد بن دلغادار في منتصف القرن التاسع، وكان مكانها خارج أسوار البلد من ناحية الشمال وهي الآن دائرة ولا يعرف مكانها بالضبط. يُنْظَر: إعلام النبلاء، 5/267.

([46]) الضوء اللامع 1/254 وإعلام النبلاء 5/266.

[47] ذكره السخاوي في الضوء اللامع 9/72. والبغدادي في هدية العارفين وفيه اسم الكتاب (هدية الفقر في تفسير سورة العصر)، وهناك كتاب بهذا العنوان مطبوع لمحي الدين ابن عبد الله بن سليمان الرومي، نشر مكتبة رفاعة الطهطاوي بمصر والظاهر انه غير كتاب المترجم

[48] ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون والسخاوي من الضوء اللامع 9/72. والبغدادي في هدية العارفين1/234

[49] ذكره السخاوي في الضوء اللامع 9/72. والبغدادي في هدية العارفين1/234

[50] مطبوع في المطبعة الاميرية ببولاق مصر سنة 1317.وطبع بتحقيق ودراسة عبد الله محمود محمد عمر الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان سنة 1419هـ

[51] ذكره البغدادي في هدية العرفين 1/234 طبع بدراسة وتخفيق محمد إبراهيم مصطفى سيف ونشرته جامعة الأزهر

[52] ذكره البغدادي في هدية العارفين، 2/208.

[53] الضوء اللامع 9/72، وهدية العارفين، 2/208، وإعلام النبلاء 5/271.

[54] محلة المشارقة، كانت حياً كبيراً مأهولاً، يقع غربي (كراج) الانطلاق، ويمتد من الكتاب شرقاً وحتى مقبرة الشيخ ثعلب وقبر إبراهيم هنانة غرباً، وقد خربت أكثر المحلة، ودخلت في تنظيم المدينة الحديث. نُظِر: نهر الذهب، 2/239، وأحياء حلب وأسواقه، ص343 وما بعدها.

[55] إحدى أهم وأبرز المدن في إيران وعاصمة مُحافظة أذربيجان الشرقيَّة.

[56] الضوء اللامع 5/128، إعلام النبلاء 5/322.