الإرهابُ الفكريُّ من منظورٍ إسلاميٍّ

التقديم للبحث:

ممَّا يؤسف له ابتداءً، أن هذا الموضوع محلّ البحث، لم يلقَ اهتماماً من قبَل النخبة المثقفة، والمؤسَّسات ذات الصلة، رغم أنه من المواضيع الحيوية، لما له من آثارٍ مدمرةٍ، تصيب البشرية في مقتل! ولا يخفى على المتتبعين للساحة الثقافية، كيف وفدت إلينا في العصر الحديث، ثقافة العنف، والتي تتعارض مع أدبياتنا المحصَّنة بنثارات الضياء، في الوحي الرباني، والتي تفيأنا ظلالها، عبر قرون خلت.

هذه الثقافة النشاز، قد أتتنا من مصادر غريبة على بيئتنا، ومن يستطلع التاريخ، يوقن أن من أوراق القوة الناعمة، التي يمتلكها المسلمون، هي طبيعة منهجهم الذي ينأى بأبنائه عن العنف بعد المشرقين، والإسلام في بعده الحضاري، يتنافى مع هذه الثقافة النكدة. ثم إنَّ مما أشرِبت به قلوبُنُا، من ركائز الثقافة الواعية، والمنهج السديد، الحوار والمشاركة، لا الاستئثار والإقصاء والمغالبة.

وإقامة أبنائنا ردحاً من الزمن في بلاد الغرب، تسبَّب في حمل بعضهم، أفكاراً مهدَّت لتكريس هذا الثقافة المشينة!.

ولا يخفى أن من الأيدلوجيات الوافدة علينا في فترة سابقة، الفكر الماركسيُّ المريض، الذي أنتج التوجه المتمرِّد، على اعتبار أن الماركسية تؤمن بالعنف الثوري، ومن تطبيقاتها تأجيج الصراع الطبقي.

إن إكراه ذوي الألباب على أفكار منتقاة، وتأطيرها ضمن قوالب جامدة لا مرونة فيها، لا ترتضيه النفوس الحرَّة التي تعلي قيمة الاختيار. هذه القيمة التي أعلتِ الشريعة مكانتها، والتي غفل عنها بعضٌ منا؛ فالإيمان اختيار، والالتزام اختيار، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما جعلِت الآخرة جزاءً وفاقاً.

 

تحميل الملف