طبيب ، أديب ، شاعر ، مسلم ، وظفّ أدبه لخدمة دينه ..
خلدّ بقلمه آثارا خالدة تنشد العزة للإسلام وللمسلمين ، وتعالج واقعهم وفق التصور الإسلامي الصحيح ..
فقليل من فطن الغاية التي من أجلها خلق ، وقليل من أدرك حقيقة الوجود !!!
فسار على فهم هذه الحقيقة وكتب فأبدع !!!
هل تسمع بطبيب سجين معتقل ينال التعذيب في سجون الطغاة ؟؟؟
إنه نجيب الكيلاني ...
من مواليد مصر ١٩٣١
رجل كان خلقه القرآن ، ويرى الخالق في كل معاملاته ...
ولأنه من أبناء الدعوة الإسلامية ، من تلاميذ الإمام حسن البنا عرف سجون الطغاة وناله من التعذيب مانال فصبر واحتسب !!!
انضم لدعوة الإخوان في وقت مبكر من حياته ، حين سمع هتافا غريبا في ذلك الوقت ، عندما كان زعماء الأحزاب يهتفون بحياة الزعماء !!!!
سمع الكيلاني هتافا جديدا يقول ( الله أكبر ولله الحمد ، الله غايتنا ، الرسول زعيمنا ، القرآن دستورنا ، الجهاد سبيلنا ، الموت في سبيل الله أسمى أمانينا )
فدخل السجون مع إخوانه الدعاة ، واُستقبل بضرب السياط على الرؤوس والوجوه وهو المريض بالتهاب الكبد الوبائي وحكم عليه بالسجن عشر سنوات ، وتعرض لجميع ألوان التعذيب في سجن طرة ، والسجن الحربي ، وسجن القناطر وأبو زعبل وغيرها !!!!
ماالتهمة !!!
جمع التبرعات لمساعدة أسر المعتقلين ؟؟؟؟
مع زينب الغزالي رحمها المولى .
الله أكبر ، ما أكثر السجون التي أعدت للاسلاميين !!!
لم يدخل اليأس إلى قلب الطبيب المؤمن فنظم القصائد في السجون ، وكتب رواية ( الطريق الطويل )
أفرج عنه عام ١٩٥٩ .
سنة ١٩٦٥ أصدر العبد الخاسر طاغية مصر قراره من موسكو بإعادة اعتقال كل من سبق اعتقاله فدخل السجن من جديد ، وأفرج عنه بعد هزيمة حزيران سنة ٦٧ ، فغادر ديار الظالمين إلى الخليج إلى الكويت ليعمل طبيبا هناك .
اقرأ كتابه ( لمحات من حياتي ) ففيه تفصيل ذلك !!!
الكيلاني أديب مسلم ملتزم ، كافح في سبيل الحق والكلمة الهادفة ، يعد المنظر للأدب الاسلامي الآن
الكيلاني أديب استلهم التاريخ الإسلامي في ( قاتل حمزة ) و ( عمر يظهر في القدس )
كتب في واقع الشعوب الإسلامية ( عذراء جاكرتا ) وتناول في الكتاب الحرب بين الشيوعية والشعب الاندنويسي المسلم
( ليالي تركستان ) عرض فيها مشكلات شعب تركستان المسلم المضطهد
( عمالقة الشمال ) تناولت مأساة المسلمين في نيجيريا
( الظل الأسود ) تناولت مشاكل المسلمين في الحبشة
والكيلاني رحمه المولى شاعر فحل له أكثر من عشرة دواوين منها ( أغاني الغرباء ) و ( مهاجر ) وغيرها
كتب في المسرح العديد من الكتب منها ( على أسوار دمشق ) و ( على أبواب خيبر ) و( عمر يظهر في القدس )
كتب في ميدان الفكر ، من ذلك ( تحت راية الإسلام ) ( أعداء الإسلامية ) ( حول الدين والدولة )
وللطبيب كتب كثيرة في الطب منها ( الدين والصحة ) ( في رحاب الطب النبوي ) و ( حكايات طبيب )
و( نحن والإسلام ) ( النداء الخالد ) ( رحلة إلى الله ) وغيرها الكثير
كانت حياته حافلة بالعطاءت الأدبية فبلغت مؤلفاته أكثر من سبعين كتابا ، وترجمت إلى العديد من اللغات وحصلت أعماله على العديد من الجوائز العالمية منها جائزة مجمع اللغة العربية ١٩٧٢و الميدالية الذهبية من الرئيس الباكستاني ١٩٧٨
هذا الرجل ، عملاق الأدب حُورب لأنه صاحب اتجاه اسلامي !!!!
حاربه العلمانيون والحداثييون ودعاة التغريب تلامذة المستشرقيين !!!
لانه كان يرى في الحركة الإسلامية التي أنشأها الإمام الشهيد حسن البنا هي التجربة التاريخية المهمة في القرن العشرين ، يعني اخونجي ؟؟؟؟
توفي الأديب المسلم نجيب الكيلاني في مصر بعد عودته من مهجره في الإمارات ، وبعد صراع من المرض سنة ١٩٩٥ ودفن في مصر ، رحمه الله وغفر الله له ، وأسكنه فسيح الجنات مع النبيين والصديقيين والشهداء ،
وإنا لله وإنا إليه راجعون
والله أكبر والعاقبة للتقوى
وفرجك ياقدير
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول