إقامة الحجة على أن الإكثار في التعبد ليس ببدعة

إقامة الحجة على أن الإكثار في التعبد ليس ببدعة

 

أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي

تحقيق العلامة: عبد الفتاح أبو غدة

 

التقدم للبحث:

الحمد الله حق حمده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسوله وعبده، ورضي الله عن الصحابة والتابعين وتابعيهم من المتهجدين والمتعبدين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

فهذا الكتاب الثالث الذي وعدت بنشره من مؤلفات الإمام عبد الحي اللكنوي، أقدمه للقراء، وقد أعانني الله على خدمته بما يتمِّم الغاية منه ، وقابلت أحاديثه مصادرها ، ونصوصه بالأصول التي نقلت منها إذا كانت مطبوعة، وعزوت كل حديث ونص إلى موضعه من مصدره، وعلقت عليه بإيجاز ما يقتضيه المقام، ثم صنعت له فهارس تيسر الاستفادة منه بأيسر نظرة، وهذا الكتاب العظيم الذي أخرجه في هذه الطبعة القشيبة الناضرة قد طبع طبعتين في الهند، أولاهما طبعت في حياة المؤلف في المطبع المصطفائي بالهند سنة ١٢٩١، والأخرى طبعت بعد وفاته في المطبع اليوسفي سنة 1337 في لكنو، وعنهما أخرجت هذه الطبعة المشرقة كما تراها، وقد وقع في طبعتيه المذكورتين بعض سقطات وتحريفات تداركتها بالتصحيح دون أن أشير إليها إذ كانت أغلبها من قلم الناسخ ولم أورد هنا ترجمة المؤلف رحمه الله تعالى اكتفاء ما أوردته

من ترجمته في فاتحة كتابه «الرفع والتكميل في الجرح والتعديل، وكتابه الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة. ففيهما المقنع للراغب في الوقوف على ترجمة هذا الإمام الفذ النادر العجيب. الذي أعطى القبول في مؤلفاته في حياته وبعد مماته من كل من قرأ له شيئا من كتبه، أو وقف على نقل من كلامه، ذلك لما استم به رحمه الله من التحقيق الفريد، والاستيفاء البالغ للبحث، مع الأناة والإنصاف والتواضع. ا. هـ. من كلام المحقق العلامة عبد الفتاح أبو غدة.

 

وهذه الرسالة مرتبة على أصلين ومقصـدين وخاتمة:

الأصل الأول: في ذكر أن ما فعله الصحابة أو التابعون أو تبعهم وما فعل في زمانهم من غير نكير منهم: ليس ببدعة .

والأصل الثاني: في ذكر طائفة من المجاهدين وجماعة من العابدين.

والمقصد الأول في إثبات أن الاجتهاد في العبادة حسب الطاقة ليس بدعة.

والمقصد الثاني في ذكر التطابق بين أحاديث المنع وبين رياضات أئمة الشرع.

والخاتمة في حكم ختم القرآن في التراويح في ليلة واحدة، حسبما تعارفوه وحسبوه موجباً للحسنى في الآخرة.


لتحميل الملف .. اضغط هنا