أنموذج من المتطفلين على صحيح البخاري

دجال جديد (ولعله قديم لا أعرف) وما أكثر تكاثرهم لا كثرهم الله... ويبدو أن الريموت في يد واحد يشير بها على هؤلاء...

كلامه من أسخف ما يمكن... مع جهل وعدم معرفة... أضف إلى ذلك عدم الصدق فيما يتحدث به إلى خاصته وبعضهم يطبل ويسحج... ليته عند هنا توقف بل أضاف إلى ذلك قلة أدب وسوء خلق......

ويعد هذا أنموذجا لهؤلاء المتطفلين على الحديث النبوي الشريف وعلى درة الدرر صحيح البخاري.

فكان الرد عليه على النحو الآتي:

الكاتب ينافي الحقيقة وهو يتحدث إلى الناس ويُدلس عليهم... سواء كان قاصدا ذلك أم غير قاصد لكن النتيجة واحدة... وسأقف عند الحقائق الآتية التي تبين عوار ما كتب (وهو أنموذج لغيره):

أولاً: يحاول الكاتب عابثا أن يجعل المسألة متعلقة فقط بالبخاري... وهو بهذا يريد الاختصار على نفسه بعدم بيان العداء الكامل للسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام... ويركب موجة شحرور ورشيد إيلال وغيرهم.... وهو إما جاهل لا يعرف ما يقول... أو عارف يحاول تجهيل من يقرأ ويستمع له...

ودعني أضعك ومن يرغب من المستمعين في حقيقة هذا الحديث الذي يزعم الكاتب أنه حديث من تأليف البخاري أو يوحي كلامه بهذا...

متن الحديث:

((عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا [6/148] أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ، فَقَالَ: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللهِ، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ، قَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعَتْنَا))

ثانيًا: هذا الحديث من رواية ابن مسعود (والتي اعتمدها الكاتب) والحديث ليس في البخاري وحده فلم هذا التنكيل بالبخاري إلا لأن في نفس الكاتب شيء يريد أن يصل إليه...

انظر من أخرج الحديث(ولم أذكرهم كلهم):

أخرجه الطيالسي وعبد الرزاق في "مصنفه" والحميدي في "مسنده" وأحمد في "مسنده" (في مواطن عديدة) والدارمي في "مسنده". وهؤلاء جميعا قبل البخاري، ومنهم من سبقه بعقود.

ووأما البخاري ففي "صحيحه" في مواطن عدة

ومسلم في "صحيحه" في مواطن عدة

وأبو داود في "سننه" والترمذي في "جامعه" والبزار في "مسنده" والنسائي في "المجتبى"(في مواطن كثيرة) والنسائي في "الكبرى" (في مواطن كثيرة) وأبو يعلى في "مسنده"وابن حبان في "صحيحه"والطبراني في "الكبير" في مواطن عدة والطبراني في "الأوسط" والبيهقي في "سننه الكبير".

فهل كل هؤلاء من العلماء والمصنفين ورواة الحديث مدعين على السنة النبوية... وصاحبنا جاء يحررها...

إذا فالمسألة ليست البخاري وحده بل كل أهل الحديث وأهل السنة... ولا أريد التفصيل في رواة الحديث....

ثالثا: هذا الحديث لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فقط بل جاء من أحاديث:

حديث عائشة بنت أبي بكر الصديق،

حديث أبي هريرة الدوسي

حديث أسماء بنت أبي بكر

حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب

حديث جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري،

حديث عبد الله بن عباس،

حديث معقل بن يسار المزني

حديث معاوية بن أبي سفيان

وحديث أبي أمامة الباهلي

وحديث هند بنت أبي أمية زوج رسول الله... وغيرهم وغيرهم

ولم تكن كل هذه الأحاديث عند البخاري وحده بل في كل كتب الحديث...

فمن الذي يفتري على النبي صلى الله عليه وسلم... الكاتب أم الصحابة... ومن بعدهم كل هؤلاء المحدثين..

ولا أريد التفصيل في رواية هؤلاء كلهم، وإلا لطال الرد بلا طائل.

أما هذا كله أريد من الكاتب الفهم أن يكشف لنا من الكاذب في هذا الحديث من هؤلاء جميعا... أم كلهم كذبة وهو الصادق.

رابعا: أما الكلام على متن الحديث واستحقاق من يفعله اللعن، فلا كشف لنا الباحث مستنده في إنكار هذا الحديث، وما ذكره من منع اللعن المطلق، لا يعني عدم تقييده بحالات يُنص عليها يُستثنى من الأصل العام، هذه أبجديات يعرفها طالب سنة أولى أصول فقه، ناهيك عمن يصدر نفسه زورا وبهتانا أنه يريد تنقية الحديث، خاب وخسر.

لو تأمل الكاتب ومن يصفق له في نص الحديث الذي قصه الكاتب ولم يكلمه لعرف السبب في اللعن:

((عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ، فَقَالَ: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللهِ، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ، قَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعَتْنَا))

ربط ذلك بأمرين:

1. الحسن.

2. تغيير خلق الله تعالى..

وهذه مسائل قديمة جديدة طرحها العلماء وفصلوا فيها ووضحوا القول وشرحوه وبينوا ما يكون منه للضرورة وما يكون للخداع والتزين للرجل...

لكن هيهات لمن أشبع قلبه عجل الشبهات.

وفي هذا الحديث صفع من ابن مسعود رضى الله عنه لنفاة السنة... وربط لهم بالقرآن الذي أمر بالآخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم

خامسا: كذب الكاتب، وإحصائيات الدجل، وسوء الأدب والخلق:

يقول الكاتب: ((أحصيت في سنة البخاري النبوية (صحيح البخاري) 55 رواية فيها لعن 55 رواية لعن على الرغم من أن المؤمن ليس لعانا ولا طعانا، كيف لو كان المؤمن لعان؟ احتمال كان لازم نضرب 55 رواية بمائة وبدل تسميته صحيح البخاري نسميه كتاب اللعن والسحر والشعوذة))

قلت (عبدالسلام): أرد على الكتاب في هذا على النحو الآتي:

الأمر الأول: هذا الأسلوب السوقي في الرد، والذي لا أدب فيه ولا احترام لعلماء الإسلام، ولعالم وكتاب أجمعت الأمة على تلقيه بالقبول، هب أنك محق في نقد هذه الأحاديث وأنت غير ذلك، والكتاب فيه 55 كما زعمت وسأبطل كذبك هذا... هب أنها كذلك فالبخاري فيه 7563، تزعم أنت كاذبا أن 55 أحاديث لعن... في حسبة بسيطة 55 تعادل 7% من مجمل أحاديث البخاري، فهل المنطق العلمي لو كنت تطرح علما تجعل 7 % حاكمة على 93%، لكنها قلوبكم التي أشبعت عجل الشبهات.

الأمر الثاني: المفاجأة الخطيرة أن العدد الذي ذكره الكاتب في اللعن غير صحيح، ولا واقعي، ولا شأن للبخاري فيه، ولا أدري من أين هي الإحصائيات التي اعتمد عليها، والأحاديث التي فيها لعن... ليس فيها لعن مسلم ولا شتمه ولا سبه ولا إباحة عرضه، بل لعن أفعال بعينها محددة جاءت الشريعة تحاربها، والظاهر أن الكاتب لم يبذل جهده للنظر فيها.

الأمر الثالث: الأحاديث الواردة في اللعن 5 أحاديث فقط لا غير سوى حديث ابن مسعود السابق ورواية عائشة وأسماء وابن عمر وأبي هريرة لذات المتن وهو متن واحد لهم جميعا...

والأحاديث البقية هي أحاديث في اليهود، وفي التمثيل بالحيوانات، وحديث المخنثين، وإليكم التفصيل:

الحديث الأول: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَاتَلَ اللهُ فُلَانًا أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوهَا تَابَعَهُ جَابِرٌ وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

لم يخرجه البخاري وحده بل معه:

وعبد الرزاق في "مصنفه" وابن أبي شيبة في "مصنفه" وأحمد في "مسنده" والحميدي في "مسنده" والدارمي في "مسنده" (وكلهم قبل البخاري)

ومسلم في "صحيحه" وابن الجارود في "المنتقى" وابن حبان في "صحيحه" والنسائي في "المجتبى" والنسائي في "الكبرى" وابن ماجه في "سننه" (والبيهقي في "سننه الكبير" وأبو يعلى في "مسنده" والبزار في "مسنده" والطبراني في "الأوسط".

فهل صاحب المقال حزين على لعن بني إسرائيل... هذا اللعن لا يخالف القرآن بل يتوافق معه فليعد المحترم للقرآن.

الحديث الثاني: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْلَا ذَلِكَ لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ، خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا.

أخرجه البخاري في "صحيحه" ولم يخرجه وحده بل أخرجه معه:

وعبد الرزاق في "مصنفه" وابن أبي شيبة في "مصنفه" وأحمد في "مسنده" والحميدي في "مسنده" والدارمي في "مسنده" (وكلهم قبل البخاري)

ومسلم في "صحيحه" وابن الجارود في "المنتقى" وابن حبان في "صحيحه" والنسائي في "المجتبى" والنسائي في "الكبرى" والبيهقي في "سننه الكبير" وأبو يعلى في "مسنده" والبزار في "مسنده" و الطحاوي في شرح مشكل الآثار والطبراني في "الأوسط".

ومرة أخرى: هل الكاتب متعاطف مع اليهود في لعنهم.... وقد أشركوا بالله في قبور أنبيائهم.. وهل هذا يخالف القرآن...

الحديث الثالث: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَمَرُّوا بِفِتْيَةٍ أَوْ بِنَفَرٍ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا، فَلَمَّا رَأَوُا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا عَنْهَا، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنْ فَعَلَ هَذَا تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ عَنْ شُعْبَةَ: حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوَانِ، وَقَالَ عَدِيٌّ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أخرجه البخاري في "صحيحه" ولم يخرجه وحده.... بل أخرجه: الطيالسي في "مسنده" وعبد الرزاق في "مصنفه" وابن أبي شيبة في "مصنفه" وأحمد في "مسنده" والحميدي في "مسنده" والدارمي في "مسنده" (وكلهم قبل البخاري)

ومسلم في "صحيحه" وابن الجارود في "المنتقى" وابن حبان في "صحيحه" والحاكم في "مستدركه" والنسائي في "المجتبى" والنسائي في "الكبرى (والبيهقي في "سننه الكبير" وأبو يعلى في "مسنده" والطحاوي في "شرح معاني الآثار" والطبراني في "الكبير" والطبراني في "الأوسط" والطبراني في "الصغير".

وفي هذا الحديث استحقاق لمن مثل بالحيوانات للعن، فانتبه كيف أن اللعن ما جاء لمسلم ولا مؤمن ولا حتى لخصم.

فهل يقبل الكاتب أن يمثل بالحيوانات.. فانظر اللعن إلى أين اتجه...

الحديث الرابع: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ تَابَعَهُ عَمْرٌو أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ.

وفي رواية: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ: أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ، قَالَ: فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلَانًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلَانًا.

أخرجه البخاري في "صحيحه" ولم يخرجه وحده.... بل أخرجه:

الطيالسي في "مسنده" وعبد الرزاق في "مصنفه" وابن أبي شيبة في "مصنفه" وأحمد في "مسنده" والحميدي في "مسنده" والدارمي في "مسنده" (وكلهم قبل البخاري).

وابن حبان في "صحيحه" والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" والنسائي في "الكبرى" وأبو داود في "سننه" والترمذي في "جامعه" وابن ماجه في "سننه" والبيهقي في "سننه الكبير" وأبو يعلى في "مسنده" والطبراني في "الكبير" والطبراني في "الأوسط" والطبراني في "الصغير".

وهنا لا أدري: هل يؤيد الكاتب المخنثين، والمترجلات، ويؤيد الشذوذ، ألا يستحق هؤلاء الشواذ اللعنة على فعلهم، لا سيما أن الأمر مربوط كله بعدم التوبة.

الحديث الخامس: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَعَنَ اللهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ قَالَ الْأَعْمَشُ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ بَيْضُ الْحَدِيدِ، وَالْحَبْلُ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْهَا مَا يَسْوَى دَرَاهِمَ.

أخرجه البخاري في "صحيحه" وأحمد وابن أبي شيبة (قبل البخاري) ومسلم في "صحيحه" وابن حبان في "صحيحه" والحاكم في "مستدركه" والنسائي في "المجتبى" والنسائي في "الكبرى" وابن ماجه في "سننه" والبيهقي في "سننه الكبير والبزار في "مسنده"

فإذا كان السارق في كتاب الله يستحق القطع...أفلا يستحق اللعن على ترويعه الآمنين.

سادسا: والعجيب أن الكاتب ومما يدل على عدم انصافه لم يتحدث عن الأحاديث التي منعت اللعن وبينته في صحيح البخاري،

أخرج البخاري في صحيحه: أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَلَيْسَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَذْرٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ.

وهذا لا يتناقض مع ما سبق كما يتوهم هذا الكاتب... لأن من سبق في لعنهم ليسوا مؤمنين.

وأخرج البخاري: عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا لَعَّانًا وَلَا سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ: مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ.

سابعاً: هلا أكمل الكاتب كتابته النيره ببيان الرحمة ومشتقاتها في صحيح البخاري، أو السلم ومشتقاته في صحيح البخاري، أو المودة ومشتقاتها في صحيح البخاري..

وأخيرا: هذا المقال وصاحبه لا يعد إلا جوقة في جوقة العزف النشاز في فضاء الأمة الذي فتح أمامهم كل المنصات، وأمثاله تعددت أغراضهم ومراميهم...

والريموت في يد واحدة فقط لا غير...

سيذهب هؤلاء حيث ذهب غيرهم... ويواصل صحيح البخاري طريقه التي اخطتها منذ 1200 عام... لو فقط يقرأ هذا الدعي هذا الرقم... لعرف أنه نكرة يريد أن يُعرف بالبخاري فحاله كحال من بال في ماء زمزم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين