أنت وصديقاتك - كيف ولمن تعبيرن عن حبك

أنت وصديقاتك

د. حسان شمسي باشا

أنتِ وصديقاتكِ

لعلك تحبين إحدى صديقاتك محبةً شديدة ، ولكن هل ساءلتِ نفسك : هل هي محبة خالصة لله تعالى أم أنها مبنية على مصالح خاصة أو عواطف وأحاسيس؟ .
هل تتعاونان على الطاعات؟
وهل تتناصحان في الدين؟ .
هل ترين أخطاءك وعيوبك فيها، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ((رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي)) .
أحِبّي في الله .. وأبغضي في الله .. وخذي لله .. ودعي لله ، وعيشي دنياكِ كلَّها لله .
ولا مانع أن تختاري أختاً ترتاحين إليها أكثر من غيرها ، ولكن لا تقصِّري في حق الأخريات .
ولا تعلّقي كل أحاسيسك وآمالك ومشاعرك على صديقة واحدة ، وتذكّري قول القائل :
((إذا أحببتَ ففكِّر بالبغض لعلَّه يكون .. وإذا كرهتَ ففكِّر في الحب لعلَّه يكون)) .
وصدق المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال :
((أحبب حبيبك هوناً ما .. عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ...
وأبغض بغيضك هوناً ما .. عسى أن يكون حبيبك يوماً ما))1 .
ولعلَّ الحبَّ يكون من طرف واحد لا يبادله الطرف الآخر ذات المشاعر الوهاجة ، والعواطف الفيّاضة .
ولعلَّنا ندعو مع من يقول : ((اللهمَّ لا تجعلنا نحبّ من لا يحبونا حتى لا تشقينا بالحب مرتين)) .
 
كيف تعبِّرين عن حبّك لأخواتك من النساء؟ :
•        عبّري لهنَّ عن حبك تعبيراً صريحاً ، فالرسول عليه الصلاة والسلام يعلِّمنا أنه إذا أحبَّ أحدٌ أخاً له في الله فعليه أن يخبره بذلك . فلا تتردّدي في أن تقولي لأختكِ في الله : إني أحبكِ .
•        أثني على أخلاقها الفاضلة أو خصالها الحميدة فتقولين لها : ((أُحبُّ أسلوبكِ في الكتابة ، أو طريقتك في الحديث ..)) .
•        وإذا كنتِ خجولة جداً ، فاكتبي إليها على كرت صغير أو مع هدية بسيطة ما يختلج في قلبك من مشاعر المودة لها .
•        اسألي نفسك هذا السؤال : لماذا تحبين هذه الأخت كل هذا الحب؟ .
•        اجعلي عقلك حارساً على قلبك .. فلا تسمحين لحب أي إنسان كائناً من كان أن يشغلك عن حب الله تعالى .
أليست كل تلك النعم التي حولك هبة من الله .. فلماذا تذكرين أختاً .. وتنسين الربَّ المُنعم؟ .
•        حافظي على صفاء نفسك بالتقرّب إلى الله تعالى .. والجئي إلى الله تعالى يمتلىء قلبك برداً وسلاماً . ولن يتخلّى الله عن عبده المؤمن أبداً .
 
 
الحب بين المتدينات :
يقول فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في ((الحب في الله بين المتدينات)) :
إنَّ لغات البشر قاصرة ـ تعجز عن التعبير عن المشاعر والعواطف ، بل إنها لتعجز أحياناً عن تصوير بعض مشاهد الطبيعة ..
من يستطيع أن يصور بقلمه ألوان السماء عند الغروب على ساحل البحر؟ وأشكال الأزهار البرية كلها بدقائقها ، في الأرض البكر ، بعد المطر؟ .
لذلك أطلقنا هذه الكلمة الواحدة ذات الحرفين : الحاء التي تمثل الحنان ، والباء التي تبدو الشفتان عند النطق بها كانهما متهيئتان لقبلة .
كلمة واحدة نطلقها على ألوان متعددة ، هي إلى الاختلاف أقرب منها إلى الائتلاف ، فنقول : إن المؤمن يحب الله ، والأم تحب ولدها ، وأنا أحب منظر الوادي عند المنحنى ، وأنت تحب أسلوب البحتري ، وهو يحب نغمة السيكا أو الرصد ، وهي تحب زيارة أختها ، واختها تحب الثوب الأحمر .
كل ذلك نسميه حبّاً ، وأين حب من حب؟ .
وقد يختلط الحب في الله ، والحب لغير الله عند بعض الناس ، حتى ليظن صاحبه أنه منه ، وما هو منه ، فما الحب في الله؟ .
الحب في الله أن تحب المرء ، لا طمعاً بماله ، ولا للاستمتاع بجماله ، ولا للستعانة بجاهه ، ولا للأنس بحديثه ، ولا لتجلب به نفعاً ، ولا لتدرأ به عنك ضرراً ...
بل يكون الدافع الأول إلى حبه أنه امرؤ صالح ، يعمل ما يرضي الله ، ويتّبع شرع الله ..
فإن ازداد حبك له لنفع حلال تناله منه ، فلا أحسب أن في ذلك شيئاً ، لأن النفوس فُطِرَت على حب مَن أحسن إليها .
ولقد كان في دارنا لوحة معلقة بالجدار ، كنت أراها كل يوم وأنا صغير ، فكنت أعجب بخطها ، فلما كبرت صرت أعجب بصحتها وضبطها وهي :
((احتج إلى مَن شئت تكن أسيره ، واستغنِ عمن شئت تكن نظيره ، واحسِن إلى من شئت تكن أميره)) .
فإذا كانت الطالبة في الجامعة تحب رفيقتها في الله ، فإنه يسرُّها أن يحبها الطالبات جميعاً معها ، لأن ذلك من باب التعاون على البر والتقوى ، فكلما كثر المتعاونون عليهما زاد الخير ، وعمَّ النفع .
أما إن كانت تكره أن تحبها غيرها معها ، وتريد أن تنفرد هي بحبها وبصحبتها ، وأن تكون مودتها كلها لها ، لا تشاركها فيها غيرها ، فهذا ليس حباً في الله ولا حباً لله .
ومن علامات الحب لله أن لا تؤثر فيه الصلات الشخصية بينك وبينها ، وأن يستوي في نظرك العجوز الشوهاء ، والصبية الحسناء ، والتي تقبل عليك ، والتي تعرض عنك ، ما دمنا قد تساوتا في طاعة الله ، والاستقامة على اتَباع شرعه .
ميزان الحب في الله :
تذكري أنَّ ميزان الحب في الله ولله معناه أن تحبي الآخرين بمقدار حبهم لله ، وطاعتهم لله ، نزولهم عند أمره ..
وتبغيضهم بمقدار بعدهم عن الله واستعلائهم على أمره .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
((من أحبَّ لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنح لله ، فقد استكمل الإيمان))1 .
وقال صلى الله عليه وسلم :
((إنَّ من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى)) .
قالوا : يا رسول الله تخبرنا من هم؟
قال : ((هم قوم تحابّوا بروح الله على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور ، وإنهم لعلى نور ، ولا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس ، ألا إنَّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون))2 .
ولهذا نسأل الله عزَّ وجلّ ألا يجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا .
وعلينا البعد عن كل ما من شأنه أن يسبب بعداً وجفوة فيما بيننا . يقول أحد العارفين : ((ولنتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)) .
هل باعتني صديقتي؟ :
ليس غريباً أن نسمع هذا السؤال في معشر البنات ن فكم من فتيات تصادقن لسنوات ثم خرجن بهذا السؤال : ((هل باعتني صديقتي؟)) ..
وقد تكون الصديقة في البداية مواسية لكِ ، تخفف من آلامك ، وتستمع إلى همومك ، ثم ما تلبث أن تتغيَّر فتجافيك ولا تكترث بشكاويك ولا مشاعرك .. تتصلين بها فلا تردُّ عليك ، وتتحدَّثين إليها فلا تأبه لما تقولين .
وتتألم الفتاة لجفاء صديقتها فلا تنام الليل ، وتصاب بالكآبة والإحباط .. أين تلك الصديقة التي كنت أبوح لها بما يجيش في صدري من أحاسيس؟! أين التي كانت لي ـ من بعد الله ـ خير مواسٍ ومعين؟! .
فما هي أسباب تلك الجفوة بعد المحبة والإخاء؟ .
ربما كانت الصداقة لمصالح دنيوية ، أو أهواء شخصية ..
ولعلَّها لم تقم على أساس المحبة في الله ..
وربما كانت بسبب مبالغتك في حب صديقتك ، وعدم الاعتدال فيه ..
وربما كان بسبب اعتقادك بأن صديقتك هي ملككِ وحدكِ وليس لها من همٍّ سواكِ!! .
ما العلاج؟ :
ويذكر الأستاذ محمد رشيد العويد في كتابه القيم : (لحظات يا بنات) عدداً من طرق العلاج لتلك الحالات :
1-  ينبغي أن تكون المحبة بين الأخوات في الله تعالى ، وعلى الفتيات أن يدركن أن ((الحب نعمة ورزق من الله)) ، وإذا تحقق حقاً فقد نالها الأجر والمثوبة من الله في أن المتحابّين في الله على منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء بمقامهم عند الله .
2- صحيح أن الإسلام يدعونا إلى التحابب في الله ، وأن أفضلهما أشدهما حبّاً لصاحبه ، كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ((ما تحابَّ اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدّهما حبّاً لصاحبه))4 .  
ولكنَّ الإسلام يدعونا دوماً إلى الوسطية والاعتدال ، فلا مبالغة في الحب ولا تعسف ، ولا تعتقدي أنك تملكين صديقتك بهذا الحب ، فلا تحب غيركِ ، ولا تهتم بسواكِ ، ولا تصادق فتاة أخرى!! .
ولعلَّ صديقتك تضيق بك ذرعاً إن أنتِ حاولتِ أن تحتكري كل محبتها وصداقتها لنفسك! ..
فالرسول عليه الصلاة والسلام يوصينا بالاعتدال في هذا الحب فيقول :
((أحبب حبيبتك هوناً ما .. عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ..
وابغض بغيضك هوناً ما .. عسى أن يكون حبيبك يوماً ما))5 .
3-  انتبهي إلى أسلوبك في معاملتك لصديقتك ، فقد يكون هو الذي غيَّر صاحبتك ، أو لعلَّها ملَّت منك ومن شكاويكِ ..
حاولي أن تستمعي إلى شكواها وأحاسيسها مثلما تريدين منها أن تستمع إليك .. وينبغي أن تجد منكِ صدًى لها مثلما تجدين فيها صدًى لك .
ادفعيها للحديث عن نفسها ، واضبطي نفسك فلا تحدّثيها بأي شيء عنك .
أظهري اهتمامك بكل أحوالها وشؤونها ، واعتدلي في اتصالاتك بها ولا تطيلي فيها .
4-  وثِّقي صلتكِ بالله عزَّ وجلّ ، وأحبّي الله تعالى ، فهو إن أحبَّكِ حبَّبكِ إلى ملائكته وجميع خلقه ..
وكثير من مشاكل الإخاء مردّها خلل في الإيمانيات ، وتقهقر في العبادة .. ولو أن كل أخت سارعت بمجرد إحساسها بتغيُّر الإخاء وتبدل الحال إلى محرابها وسجدت لله ، وراجعت نفسها في معاملتها مع الله ومع الناس ، لتحسنت الأحوال ...
يروى أنَّ أحد السلف خرج من بيته فسبَّه أحد العامة سبّاً شنيعاً ، فعاد هذا الرجل الصالح إلى بيته وصلّى وسجد لله عزَّ وجلّ وقال في سجوده : ((اللهمَّ اغفر لي الذنب الذي سلَّطتَ به عليَّ هذا الرجلَ حتى شتمني))!! .
ويقول أحد السلف الصالح : ((إلى لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلُق امرأتي ودابتي)) .
فإذا تغيَّرت أختكِ عليكِ ، وانقلبتْ بعد المودة والحب إلى الجفاء .. فعودي إلى الله تعالى ، ثم إلى نفسك وأصلحيها مراراً وتكراراً .
5- لا تهجري أختك إن هي هجرتك .. ولا تتجاهلينها إن هي تجاهلتك .
تصوَّري عظم المثوبة والمنزلة التي سيغبط بها النبيون والشهداء هاتين الأختين المتحابتين في الله ، أو الرجلين اللذيْن تحابّا في الله .
اصبري على أسلوبها ، وعوّدي نفسك على ذلك ، وقولي في نفسك : ((إنما غيَّرها الله عليَّ لأعود إليه وأصلح نفسي)) .
ولو قال لكِ بعض الناس : لا تصبري ، فللصبر حدود ، فتعزّي أنتِ بذلك الرجل الذي ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه أنه يزور أقرباءه ويصلهم ولكنهم يقطعونه ولا يصلونه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهمُ المَلَّ ـ أي الرماد ـ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك))1 .
فواصلي أختك في الله ولا تعيبي على الإخاء من صنعتْهُ أختُك في الله ، فالإخاء يبقى مفهوماً عذباً جميلاً ، وإن شُوِّهَ من قِبَلِ بعض المسلمات ..
ولا تنسي أنَّ محبتكِ في الله لو كانت صادقة ، فإنها لا تتأثر بالجفاء ، ولا بقلة الزيارات والاتصالات ، ولا بندرة الهدايا والعطايا .. يقول يحيى بن معاذ : ((حقيقة المحبة أنها لا تزيد بالبر ، ولا تنقص بالجفاء)) .
ولعلَّ بعض الأخوات عندما يتحاببن في الله عزَّ وجلّ فلا تجد بعضهن تلك الحلاوة الإيمانية التي بشَّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول :
((ثلاث مَن كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان :
أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما ..
وأن يحب المرء لا يحبّه إلا لله ..
وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار))2 .
وسبب ذلك أن كل اخت يقفز إلى ذهنها مفهوم ((أن يحب المرء ...)) ، وتنسى أن محبة الله ورسوله مقدَّمة على محبة اي إنسان ...
ولو دخل حب الله ورسوله القلوبَ حقاً لهانت بعدها كل محبة .. فإذا رزق العبد بعد محبة الله ورسوله محبة أخ صالح لا شك أنه سيشعر بحلاوة الإيمان ؛ لأن قلبه تشبَّع بمحبة الله ورسوله ، فصار قلبه لا يحمل على أي عبد من عباد الله ، وصار حبه كله (لله) لا من أجل هذا الشخص أو مكانته .
6-  لا تظني أن الأساس في الإخاء هو الإخاء هو الاتصال اليومي والسؤال عن الحال والأحوال .. وكأن هذه الأخت (وقفٌ) على أختها وليس وراءها من مشاغل أخرى في هذا الحياة سواها! .
أين نحن من السلف الصالح يوم ان قال أحد الناس للإمام ميمون بن مهران : إن فلاناً يستبطىء زيارتك .
فقال : إذا ثبتت المودة في القلوب فلا بأس وإن طال المكث .
وكان من كان من السلف يقول لأخيه : والله إني أحب أن أراك وأزورك كل يوم ، ولكن أخشى أن أشقّ عليك .
فيقول له أخوه : إن لي إخواناً بعيدون عنا هم أقرب إلى قلوبنا ممن نراهم كل يوم .
هكذا كان دأبهم ، وأما نحن فما زلنا نتعاتب على قلة الزيارة ، وقلة المودة3 .
يقول الإمام الشافعي رحمه الله :
((من صدق في أخوّة أخيه قَبِلَ علله ، وسدَّ خلله ، وعفا عن زلله)) .
 
طالبة تحب معلّمتها :
من الفتيات من تعجب بمدرِّستها ، وتشغف بحبها ..
وتكثر هذه الحالات في بعض مجتمعاتنا العربية . وقد تجد الفتاة في معلّمتها المَثَل الأعلى فتحبها ، وتفرغ فيها شحناتها العاطفية . ولا بدَّ للمدرِّسة من أن تحاول ضبط تلك العلاقة وفق الأسس الشرعية . وتحاول أن تعلّم طالبتها مبدأ التسامي ، وهو التنفيس عن العواطف والغرائز ، وذلك بالالتجاء إلى الله تعالى والاستغراق في العبادة ، وبالتفرغ للدراسة والمطالعة ، أو بممارسة فن محبب ؛ كرسم المناظر الطبيعية وما هنالك .
صداقة عبر الإنترنت :
لا شكَّ أن هذه الصداقة التي تنشأ عبر الإنترنت يلعب فيها الخيال دوراً كبيراً . فحين تسمعين صوت المتكلّم على الهاتف ولا ترين تعابير وجهه أو لغة جسده ، لا يمكنك الحكم عليه دون أن يكون صوته هو المسيطر على حواسكِ ؛ لأنه يتعامل معك من خلال حاسة واحدة هي السمع . أما باقي الحواس فمعطَّلة .
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نبيٌّ مرسل قد قال :
((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليَّ ، ولعلَّ بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له على نحو ما أسمع ، فمن قضيت له بحق أخيه ، فإنما أقطع له قطعة من النار))1 .
فكيف نستطيع أن نحكم على صدق الأشخاص أو كذبهم خاصة من خلال حديثهم فقط ، والذي يسهل جداً اللحن به؟! . ثم كيف وأنا لا أرى وجه محدِّثي ، ولا أسمع صوته أستطيع بناء علاقات متينة على الإنترنت؟! .
وحتى لو وجدت الكاميرا على الإنترنت ، فكيف تبنى صداقة بين شاب وفتاة خارج الإطار الشرعي؟ .
بالطبع لا أحد يمنعكِ أن تنشئي صداقة مع فتيات ، ولكن الأوْلى أن تكون تلك الصداقة مع من حولك من زميلات أو قريبات . فكيف تثقين بتلك الفتاة التي لا تعرفينها ، تعطينها معلومات عنك وعن أهل بيتك ، بل ربما ترسلين لها بصورتك ، ومن ثم تصل تلك الصورة والمعلومات إلى رجال غرباء عنك؟ فيشهِّرون بها أو يستغلونكِ أشد استغلال . حذارِ يا أختاه من تلك العلاقات على الإنترنت ، فهي مجاهيل عميقة قد تقودك إلى ما لا تحمد عقباه

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين