أقبل الليل

 

أقبل علي الليل ذات مساء، متوشحاً رداء أسود

،سلم علي ، تشاغلت عنه....فتضايق مني

اعتذرت منه...قلت له...إنني أتضايق من الظلام....والظالمين....والظلمة،  ولايعجبني اللون الاسود

ابتسم محدثي....وقال لي...إن أصدقائي في الليل....النجوم....والقمر

فقلت له....هما يأتيان، ليدفعا عن أهل الأرض....الأسى والوحشة

 

قال لي الليل....أنا سعادة الساهرين....ونديم العاشقين...وخلجات الحالمين

قلت له.....هل يبني الحضارة....الساهرون...والعاشقون... أو الحالمون

قال لي الليل......ألم تسمع بالعاشق عنترة...لقد بنى مجد قبيلته

قلت له....عنترة...حمل قلبه.....وحمل سيفه،وكان يرى  وجه محبوبته ،يبرق على صفحة سيفه،وهو يقارع خصوم قومه

أما العشاق....والعشاق الشعراء...كلماتهم....وعواطفهم.....تجري بالسواقي.....في الطرقات....وجلودهم استباحتها الغربان

أيها الليل...نحن أمة منكوبة...نعم منكوبة...نحتاج إلى بناة ..نعم إلى بناة....والبناء يحتاج إلى....فجر....والفجر يحتاج إلى رجال

أعداء امتنا.....لا عدد لهم...ككلاب عبس وذبيان

السهارى مخدرون بالأحلام....وسعادتهم منسوجة بعناكب الظلام

ودعني الليل.....عندما أقبلت.....عصافير الفجر......وهي ترسم بأجنحتها أهداب الشمس.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين