أصل السلاجقة وظهورهم على ساحة الأحداث

الموجز في التاريخ:

أصل السلاجقة وظهورهم على ساحة الأحداث

عبد المعين الطلفاح

 

يرجع أصل السلاجقة إلى قبائل الغز التركية، وينتمون إلى جدهم: سلجوق بن دقاق، كانت قبائلهم تسكن أقصى مناطق (تركستان)، وقد دفعتهم أسباب اقتصادية وسياسية للهجرة من بلادهم، والاتجاه غربًا بحثًا عن أماكنَ أكثر كلأً وأمنًا، فأخذوا يتوسعون غربًا في البلاد المجاورة لهم، حتى صارت لهم قوة في بلاد ما وراء النهر كلها، أثارت حفيظة الدولة الغزنوية، فغزاهم السلطان محمود الغزنوي عام: (415 هـ)، وأنزل بهم هزائم متتالية (1).

ظلَّ السلاجقة بعد هذه الهزائم يتحينون الفرصة للثأر من الغزنويين، حتى كان لهم ذلك في معركة: (دَنَدانقان: 431 هـ) حيث تعتبر هذه المعركة من المعارك الفاصلة في تاريخ العالم الإسلامي، أصبح بعدها السلاجقة أكبر قوة في خراسان، أتاحت لهم قيام سلطنة إسلامية جديدة، حظي سلطانها الأول: طغرل بك باعتراف الخليفة العباسي، فساهمت في توجيه الأحداث السياسية في المشرق الإسلامي بشكل بارز، وفي رسم سياسة توسعية باتجاه العالم النصراني لنشر الإسلام فيه(2).

بعد أن وطَّد طغرل بك أركان دولته، وحظي باعتراف الخليفة العباسي به سلطانًا، اعترافًا أضفى عليه الشرعية أمام المسلمين الخاضعين لدولته؛ أخذ يتوسع أكثر في البلاد المجاورة له، حتى تمت له السيطرة على بلاد فارس كلها، وأصبح السلاجقة بعد هذا التوسع القوة الوحيدة في بلاد فارس، وبلاد ما وراء النهر، تطلعوا بعدها لدخول بغداد، وتخليص الخلافة العباسية من تسلط البويهيين عليها؛ بعد دعوة الخليفة العباسي لهم بدخولها، وقد كان السلاجقة بسيطرتهم على بلاد فارس قد قضوا على نفوذ البويهيين فيها، فانحصر نفوذ البويهيين بعدها في بغداد وما حولها، ولما دخلها السلاجقة؛ طهروها من رجسهم، وأعادوا للخلافة العباسية فيها مكانتها.

 

الهوامش:

(1) ينظر: الصلابي، علي الصلابي، دولة السلاجقة (بيروت: دار المعرفة، ط 4، 1432/2011) ص: (20 -31)، وينظر: طقوش: تاريخ السلاجقة في بلاد الشام، محمد سهيل (بيروت: دار النفائس، ط 3، 1430/2009) ص: (76 – 83).

(2) ينظر الذهبي، تاريخ الإسلام، مصدر سابق، 30/381، وينظر: الصلابي، دولة السلاجقة، مصدر سابق، ص: 31، وينظر: طقوش: تاريخ السلاجقة في بلاد الشام، مصدر سابق، ص: 86، وينظر: فوزي، فاروق عمر، الخلافة العباسية السقوط والانهيار (عمان: دار الشروق، ط 1، 2009) 2/161.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين