أخي المجاهد

د. بلال مصطفى علوان


مقدمة:

الحمد لله معزّ المؤمنين بنصره, الحمد لله الذي جعل العاقبة للمتقين, والصّلاة والسّلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين, وبعد :
يا أهل الثغور ,,, يا من باعوا نفوسهم لله ,,, يا من باعوا الدنيا بالعيش الباقي ,,,
تحية من الأعماق ,,, إلى الشجعان ,,, إلى الأسود ,,, إلى الأبطال
إلى المجاهدين جميعاً أقول : حياكم الله يا ليوث الإسلام, يا أحفاد خالد, وطارق, وصلاح
 اعلموا ثبتكم الله أن الله وعدنا ووعده الحق, وعدنا أن لكل عسر يسرين فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون.
 
 اصبروا على هذا الطريق وصابروا واعلموا أنكم خرجتم لأجل دعوة غالية : هي دين الله وتوحيده , وكفى بهذا وسام فخار على جبينكم .
ومهما كثرت الإبتلاءات والرزايا فإن ذلك من معالم الطريق, لا يضركم كيد الكائدين ولا خذلان المخذّلين, إنهم لم يعلموا أن هذا الدين لم يصل إلينا بالعطور و الأزهار, بل وصل إلينا بالأشلاء والدماء والدمار, فيجب علينا أن نضحي كما ضحّى من قبلنا, وأن نصبر كما صبر سلفنا ولله عاقبة الأمور .  
   
قصدي المؤمّل في جهري وإسراري     ومطلبي من الإله الواحد الباري
شهـادة في سـبيل الله أنشدها         تمحوا ذنوبي وتنجيني من النار
 
أخي المجاهد الحبيب:
أكتب لك هذه الرسائل لأشد من عضدك وأقول لك : اثبت فإنك على الحق ولا يغرنك الذي غرتهم الحياة الدنيا وغرهم بالله الغرور ..
يشهد الله أننا نشعر بالفخار أن أنجبت أمة الإسلام أمثالكم .. ونسأل الله تعالى أن يبلغنا ما بلغتم .. وأن يرفع درجاتكم ودرجاتنا.. لست أنا من أنصحكم فأطلب منكم الصبر والثبات.
.. نسألكم بالله تعالى أن تلهجوا لنا بالدعاء أن يلحقنا الله تعالى بركبكم ، وأن يجمعنا بكم في ساحات الجهاد وفي الفردوس الأعلى.. دعاء المظلوم ليس بينه وبين الله تعالى حجاب ، وأنتم قد ذقتم الظلم والعداء ألوانا.. قامت عليكم جنود الشيطان في أرجاء المعمورة.. تطاردكم وتقلق أمنكم وتروعكم .. لا تخاف حساباً ولا عقابا
هذه رسائل (جمعتها) و عنونتها بــــ (أخي المجاهد), مستقاة من الكتاب والسنة وواقع الحال في الجهاد الشّامي ,,,
إلى كل المجاهدين المرابطين في جميع الجبهات تذكروا قول الله تعالى : ) يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون (.
 
والحمد لله رب العالمين
 

 
الرسالة الأولى:
أخي المجاهد: اشكر الله على نعمة الجهاد:
الشّكر هو الاغتباط بنعمة الهداية إلى طريق الطائفة المنصورة كما في الحديث : "لا تزال طائفةٌ من أمّتي يُقاتلون على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم" البخاري.
الشكر أخي المجاهد أن تعترف لله بالفضل وتنسبه إليه سبحانه, فإنك لم تهتدِ إلى طريق الجهاد بذكاءٍ ولا دهاءٍ ولا حسبٍ ولا نسبٍ، ولكن منّة ونعمة من الله البر الرحيم ..
وهذا يقتضي منك الانطراح بين يدي الله تعالى شكراً واعترافاً بالفضل والمنّة والكرم منه سبحانه ، وسؤال الله المزيد من الهداية والثبات.
ومن شكر نعمة الله عليك بالجهاد ، أن تجاهد في الله حق جهاده ، بهمّة وعزم ، وأن تُري الله من نفسك خيراً
فإذا ما قمت أخي المجاهد بواجب شكر هذه النعمة ، منَّ الله عليك وتكرَّم بالمزيد:
فلربما أنعم عليك بنعمة النكاية في العدو, وأن يكتب على يديك عزاً للإسلام والمسلمين.
وإذا ما قمت بواجب الشكر أن استعملك الله في طاعته لربما زادك الله نعمة على نعمة.
وختم لك حياتك بأعلى مراتب الشهادة في سبيل الله , وحينها تفوز بأغلى المراد : رضى الله والجنّة ..
اعلم أن ثباتك من الله عز وجل، طيلة وجودك في الجهاد من الله وإلى الله عز وجل.
 
تذكر - ثبّتك الله- أنّ من أكبر نعم الله عز وجل عليك بعد لا إله إلا الله محمّد رسول الله، أن منّ عليكّ بالحياة مع الجهاد في الشّام، ما أجد نعمة أنعم الله بها عليك بعد التوحيد من الجهاد، لأن الجهاد كما قال صلى الله عليه وسلم : (ذروة سنام الإسلام)البخاري.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين