أخبار ومواقف عن الشيخ الفقيه المقرئ عبدالوهاب الحافظ‎

حدثني الحافظ (1)

 

الشيخ عبدالوهاب الحافظ (دبس وزيت) من علماء دمشق، وفقهائها، وصلحائها، المتفق على علمِهم وصلاحِهم، وهذه أخبار ومواقف طريفة تلقي الضوء على سيرته ومسيرته، ممّا سمعتُه من ابن أخيه الشيخ المؤرِّخ الأستاذ محمد مطيع الحافظ.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• حدَّثني الشيخُ محمد مطيع الحافظ قال: كان عمِّي الشيخ عبدالوهاب يدْرُسُ عند الشيح عطا الكسم، وقد حضرَ الشيخُ عطا في حفل تلبيسة عمِّي. وفي الصباح لم يذهب العمُّ إلى الدرس، في ذلك اليوم فقط، وجاء في اليومِ الذي بعده، فالتفتَ إليه الشيخ عطا وقال له: أين أنتَ يا عبدالوهاب أمس؟

فقال له: أنتَ تعلم يا سيدي.

فقال له الشيخُ: إنني في صبحية عرسي اغتسلتُ وخرجتُ إلى الدرس - وكان يدْرُس عند الشيخ سليم العطار (ت:1307هـ)-.

(وكان يدرس عند الشيخ سليم العطار: عطا الكسم، وعبد المحسن الأسطواني)، وكان الشيخ ربما قال لهم: لا درسَ غدًا. ومع ذلك فإنهما كانا لا ينقطعان عن الحضور إلى مكان الدرس، يأتيان ويرجعان.

وقد درسا عنده (17) عامًا، لم ينقطعا عن الدرس سوى مرتين: مرة بسبب المرض أو السفر، ومرة بسبب عذرٍ شرعيٍّ، وهو الاحتلام وعدمُ القدرة على الاغتسال بالماء البارد.

ونُقِلَ هذا - أي الحضورُ إلى مكان الدرسِ حتى في حالِ عدمِ وجودِ درسٍ - عن ابن عابدين في دراسته عند الشيخ سعيد الحلبي.

• وحدَّثني الشيخُ مطيع أنَّ الشيخ سليم العطار أنه كان يقول: الأسطواني والكسم، والباقي رسم.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وحدَّثني قال: حدَّثني عمِّي أنه كان يَسهر مع أبيهِ الشيخِ عبدالرحيم ويقرآن ختمًا كاملًا، في ليلةٍ واحدةٍ، يقرأ كلُّ واحد منهما رُبعًا. وكان ذلك يتكرَّر كثيرًا.

وكانا يخرجان أحيانًا إلى "الهامة" مشيًا على الأقدام و يقرآنِ في الطريق. ومرة نامَ عمِّي وهو يمشي ويقرأ. وشعر أبوه فنبَّهه وأيقظه!

وقد حجَّ عمِّي سنة (1324) هـ مع أبيه على الجِمال، ومرة سقطَ مِنْ شدة التعب من الجمل، ولطفَ اللهُ به أنه سقطَ على الرمل قال: ولم يشعرْ بالسقوط لشدةِ تعبه، وأدركوه فحملوه، وكان في الثالثة عشرة من عمره.

وفي هذه الحجة التقى الشيخَ محمد رضوان شيخ "الدلائل" والحديث في المدينة المنورة، وأجازه بـ "الدلائل"، وإجازة عامة.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وقال: كان عمِّي لا يدعُ قيامَ الليل صيفًا ولا شتاءً. وكان لا يدعُ تلاوة القرآن، وأقل ما يقرأ ثلاثة أجزاء في اليوم، وهذا في آخر عمره، وأما في شبابه فكانت تلاوته أكثر. وكان لا يقرأ نظرًا في المصحف، ولا يُمسك مصحفًا أصلًا.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وقال: وكان لعمِّي الشيخ عبدالوهاب مواقفُ تُذكر، وكنتُ شاهدًا عليها، أو سمعتُها منه.

أُسندتْ وزارة الأوقاف مرةً إلى رجلٍ ميدانيٍّ اسمه (غ ع)، فجاء شيخٌ من الشيوخ اسمُه (ب) إلى عمِّي وقال له: ما رأيُك أن نذهبَ ونهنئ الوزير؟ وحسَّنَ له هذا، فوافقَ، وذهبَ، وكنتُ بمعيته، وسُرَّ الوزيرُ بمقدمهِ كثيرًا، وحين خرَجَ ودّعهُ إلى باب المصعد وقال له: سأزورك في أقرب فرصة.

ومرَّ الوقت ولم يأتِ، واستقالت الوزارة، ثم أعيد إسنادُ المنصب إليه، فجاء ذلك الشيخُ نفسُه إليَّ وطلبَ مني أنْ أساعدَه في إقناع عمِّي بالذهاب إلى الوزير، ودخلنا على العم وعرَضَ عليه ذلك، فغضب عمِّي، وظهرت الكراهةُ في وجهه، وأشارَ إليَّ ذلك الشيخُ أنْ أساعده، فحاولتُ الكلام، ولكن عمِّي رفضَ ذلك، وقال لنا: لقد وعدني أنْ يزورني ولم يفعل، وأنا لا أذهبُ إليه مرة أخرى.

وقال لي بعد ذلك: هؤلاء سياسيون يجب التعاملُ معهم بحذر، وأنا أعرفُ كيف أتعامل معهم، وأنتَ ما زلتَ شابًا لا تدركُ مقاصدَهم.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وقال: حصلتْ في أيام الرئيس أمين الحافظ اضطراباتٌ في دمشق، وضُرِبَ الجامع الأموي، واعتقل عددٌ من الناس، منهم ابن الشيخ عبدالوهاب، وأخي محمد، وعدد كبير من طبقات الناس، وصدَرَ على ستةٍ حكمٌ بالإعدام، منهم عبدالرحيم طبّاع سبط الشيخ علي الدقر، والدكتور المصري.

وجاء الشيخ عبدالكريم الرفاعي، والشيخ عبدالغني الدقر، والشيخ سعيد البرهاني، وآخرون إلى عمِّي ليقنعوه بالذهاب إلى أمين الحافظ، ليوقف تنفيذَ الحكم، فقال عمِّي: أنا ما تعودتُ الذهابَ إلى المسؤولين، ولكن إكرامًا ووفاءً للشيخ علي الدقر سأذهب.

وذهبوا واستقبلهم الرئيسُ، وحين جاءت القهوة قال عمِّي: نحن لا نشرب، فقال له الرئيس: لِمَ وهل قهوتي لا تشرب؟!

فقال الشيخ: نحنُ لنا حاجة فإنْ وعدتنا بقضائها شربنا، وإلا فلا.

فقال الرئيس: وما هي؟

قال الشيخ: عِدْنا بقضائها أولًا، فوعدهم، فقال الشيخ: حاجتنا أنْ توقفَ تنفيذ حكم الإعدام في الموقوفين من الجامع الأموي.

فقال الرئيس: ولكن هؤلاء أرادوا قتلنا، والقيام بانقلاب!

فقال له الشيخ: وأين أنت الآن؟ ألستَ في قصرِك وعزِّك؟

ولما رأى الرئيسُ إصرارَ المشايخ وعدهم أن لا ينفذ حكم الإعدام. عند ذلك شربوا قهوته.

وكان الشيخ (أ) قد سمع بذهاب العلماء إلى الرئيس، فأرسلَ أحدَ تلاميذهِ ليكون هناك، فتكلَّم وطلبَ من الرئيس أن يزيد رواتبَ أصحاب الشعائر الدينية، فغضب الشيخُ عبدالوهاب، وتدَّخل قائلًا: نحن لم نأتِ لهذا الأمر، وأصحابُ الشعائر يكفيهم ربُّهم، ولا يطلبون مِنْ أحد.

وخرجَ الشيخُ عبدالوهاب، وخرجَ معه وزيرُ الأوقاف عبدالرحمن الكواكبي، ووزيرُ الداخلية محمد خير بدوي، وفي الطريق إلى السيارة جرى حديثٌ عن الموقوفين أيضًا، وجرى على لسانِ الشيخ عبدالوهاب أنَّ في الموقوفين ابنه، وابنَ أخيه، فقال له وزيرُ الداخلية: ولِمَ لمْ تذكرْ هذا للقائد؟ - وكانوا يطلقون على أمين الحافظ القائد - فقال الشيخُ: هكذا كان، فقال الوزيرُ: لابدَّ مِنْ ذكر هذا للقائد. فعاد إليه، ثم رجعَ إليهم ولم يتكلم بشيء...

وبعد وصول الشيخ إلى البيت حدَّثني بما جرى بالتفصيل، وبعد قليلٍ طُرِقَ الباب وفتحتُ أنا، وإذا بضابطٍ من الشرطة العسكرية، ومعه ابن عمِّي وأخي مُصْفرَّيْن، وقال الضابط: أريدُ الشيخ، فرافقته إلى الطابق العلوي من الدار، فدخل وسلَّم ثم قال: القائد يسلمُ عليك، وقد أُمرتُ أنْ أسلمهما إليك. وتبيَّن أنَّ الرئيس أمرَ أنْ يُطلق سراحُهما حالًا، ويُسلَّما إلى الشيخ.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وحدَّثني قال: كان عند عمِّي تلميذٌ تركيٌّ اسمُه الشيخ إبراهيم وقد عرَضَ عمِّي عليه الخروج إلى نزهة، وقال له عمِّي: نخرجُ، ولا تصنعْ أنت شيئًا من الطعام...

وأعد عمِّي طعامًا، وخرجا إلى "الهامة"، وهناك نزَع عمِّي جبته، ونزَع إبراهيمُ المِعطف (بالطو)، وعلقاهما على شجرة...

وبعد مدة جاءت الشمسُ فتحولا إلى مكانٍ آخر... وأكلا وقرآ...

ثم أرادا العودة، فقام الشيخُ إبراهيم ليأتي بالجبة والمِعطف، فلم يجدهما، فعاد إلى الشيخ وقال له: "جبتي وجبتك مافي"!

فقال له الشيخ: كيف؟

فقال: لم أجدهما...

وقام الشيخ فتفقَّد المكان فلم يجد شيئًا ...

فمشى إلى الشارع العام بدون جبة... ووقفا ينتظران باصًا، فمرَّتْ سيارةٌ وتجاوزتهما، ثم رجعتْ، وإذا هي سيارة الحاج أبي الهدى الطبّاع، ومعه قريبٌ له، وقد رآيا الشيخ فرجعا ليحملاه، واستفسرا عن الأمر، فأخبرَهما..

وفي اليوم الثاني جاء الطبّاعُ للعم بقطعة جوخٍ نفيسٍ ليخيّطها جبة، وبمِعطفٍ جديدٍ للشيخ إبراهيم...

وبعد أيامٍ بينما كان الشيخُ في جامعه: "جامع شَرْكس" في سوق القطن - وكان على مقربةٍ من الجامع مكانٌ لبيع الملابس المستعملة - جاءه أحدُ أصحابِ المحلات ومعه جبةٌ فقال للشيخ: أليستْ هذه جبتك؟ فقال: بلى. وظهر أنَّ السارق جاءَ بها وبمعطفِ الشيخ إبراهيم وباعهما في ذلك السوق... وهكذا عادت الجبةُ والمِعطفُ إلى صاحبيهما...

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وحدَّثني أنَّ عمَّه كان يقولُ: ساعة البسط لا تفوّتْها، وإنْ جاعتْ النفسُ قوّتْها.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وقال: كان درسُ عمِّي الشيخ عبدالوهاب جلاليًا جادًا، ويُلطِّفهُ بذكرِ حكايات العلماء، لاسيما المُتأخرون.

وكان درسُ الشيخ أبي الخير الميداني جلاليًا جادًا، ويُلطِّفهُ بذكرِ حكايات العلماء، لاسيما المُتقدِّمون.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وحدَّثني الشيخ مطيع فقال: بدأتُ أفكرُ بكتابة تراجم علماء دمشق بعد وفاة الشيخ أبي الخير، عندما كتبتُ له ترجمة، ونشرتُها في صحيفة النداء عام (1961م)، وكان لي من العمر (21) سنة.

ثم وقعَ في يدي كتابٌ بعنوان "روض البشر" للشطي، وذيله (في منتصف القرن الرابع عشر)، فاستخلصتُ بعضَ التراجم، وبدأتُ أجمعُ، فأول ما جمعتُ ترجمة جدي الشيخ عبدالرحيم، وأخذتُها عن عمِّي الشيخ عبدالوهاب، وأخذتُ عنه كثيرًا من التراجم كترجمة الشيخ سليم المسوتي، وعبد الحكيم الأفغاني، وعطا الكسم، وغيرهم، ما يزيد على (20) ترجمة، فاجتمعتْ لديَّ سفينة، فكان هذا بداية العمل، ثم بدأتُ أجمعُ الوثائق المتعلقة بهم، واستمرَّ هذا العمل إلى سنة (1984م).

واجتمعَ عندي تراجم ووثائقُ كثيرةٌ جدًا، خاصة بعد تعييني في مجمع اللغة العربية سنة (1972م).

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وقال: كان عمِّي في الدرس إذا مرَّ لفظ (طالق) يقول: طا، لا يتلفظُ به.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وقال: أدركتُ مجالسَ العلماء محفوظة عن أي شائبة تشين، مِنْ كلام العوام وأخبارهم، وقصصهم، ومِنْ آخر هذا الجيل الشيخ حسن حبنكة الميداني.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وأدركتُ عمِّي إذا جاء إليه زائرٌ وأرادَ الحديثَ في ذلك يقولُ له: يا أخي إنْ كنتَ على وضوءٍ فخذ المصحفَ واسمعْ لي، وإنْ لم تكن متوضئًا فهذا الماء.

وهذا حفظٌ منه للوقت، وتعليمٌ للناس.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وحدثني أنَّ الشيخ كان يقولُ: درهمُ علمٍ يحتاجُ إلى قنطارِ عقلٍ.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وحدَّثني عن عزة حصرية عن الشيخ أحمد الحارون أنه كان يقولُ عن الشيخ عبدالوهاب: أبو يوسف الصغير.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وعُيِّنَ الشيخ مطيع عام (1961)م إمامًا لثلاثة أوقات (الفجر والمغرب والعشاء)، براتبٍ قدرُه (65) ليرة، فبدأ يتوسع، ويشتري كتبًا، وكان يرى محمدَ رياض المالح يقتني الكتب فتأثّر به، ورأى الشيخُ عبدُالوهاب الكتبَ تتكاثر فقال له: يا ابني المصروفُ ازداد، -وكان الشيخُ كافلًا لهم - وأريدُ منكَ أنْ تساعدني، فقال له: كما تأمر، فقال: هات (50) ليرة، ودعْ لمصروفِك الشخصي (15) ليرة. وهكذا كان، وكان رُبَّما سكتَ عن بعض الشهور فلم يعطه...والشيخ لا يطالبه.

ثم لما توفي الشيخُ وجدوا في تركتهِ ظرفًا كَتَبَ عليه بخطِّه: "هذا أمانة لمطيع". وإذا بالمبالغ التي أخذها منه قد جمعها له كلَّها، ولم يصرِفْ منها ولا ليرة واحدة... بالإضافة إلى وصيةٍ له ولإخوانهِ، لكلِّ واحدٍ منهم (200) ليرة.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وحدَّثني أنَّ عمه قال له: لا تشترِ كتبًا إلا الكتاب الذي تدرسُه، أو هو مرجعٌ أساسيٌّ لك.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وكان الشيخ مطيع مرة في وزارة الأوقاف في حدود عام (1965م)، فعرَضَ عليه مسؤولٌ يعرفُ الشيخَ عبدَالوهاب ويعرفُهُ أنْ يجعله يحجُّ ضمن البعثة الرسمية، فقال له الشيخُ مطيع: لابدَّ أنْ أستأذن عمِّي. فاتصلَ به حالًا، فقال له الشيخ: اعتذرْ، وحين تعودُ إليَّ أفهمك. فاعتذرَ، ورجعَ إلى الشيخ فقال له: يا ابني إنَّ الحجَ غير واجبٍ عليك، وأنت تحج أول مرة فلا تحجَّ بمالٍ فيه شبهة، وإذا ذهبتَ معهم حُسِبَ ذلك عليك. اصبرْ وسيعوضك اللهُ خيرًا مِنْ ذلك.

وتُوفي الشيخ عام (1969م)، وكان أهله وأصحابه يجتمعون يومًا في الأسبوع، ويقرؤون ختمًا ويهدون ثوابه إليه.

ومرة في عام (1972م) قال أحدُ محبي الشيخ - وهو الحاج إبراهيم شُقير، وهو من التجار الصلحاء، وكان يرافق الشيخ عبدالوهاب في كلِّ أحواله-. قال للشيخ مطيع - وكانت ليلةَ خميس -: سنذهبُ إلى الحج بالسيارة، فهل تحبُّ أن تأتي معنا؟ فقال له: نعم.

فقال: هات صورةً، وتعالَ إليَّ غدًا.

فذهبَ إليه ضحى الخميس في "سوق البزورية"، فأخذهُ وذهبَ إلى وزارة الداخلية فاستخرجَ جوازَ حجٍّ.

ثم ذهبا إلى السفارة السعودية، فأعطيتْ له تأشيرة.

ثم ذهبا إلى المصرف وبدل الليرة بريال - وكان ذلك مِنْ أعمال المصرف حصرًا. كل ذلك في يوم واحد، وقال له التاجرُ: هيئ ملابسَ فحسب، وغدًا بعد صلاة الفجر نمرُّ بك.

وانطلقوا بعد صلاة الفجر، وصلوا صلاة الجمعة في عمّان. وصلوا صلاة الفجر يومَ السبت في المسجد النبوي.

وكانت حجة موفقة، فيها تيسيرٌ وسرورٌ وراحةٌ.

وحين عادوا سأل الشيخُ مطيعٌ الحاجَّ إبراهيم شقير عما ترتَّب عليه، فقال: لا شيء.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وحدَّثني أنَّ الشيخ عبدالوهاب كان إذا رأى ابنًا أو شخصًا غيرَ ملتفتٍ إلى العلم، أو سقطَ في امتحانٍ يقول: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴾ [الرحمن: 1، 2]. يُشيرُ إلى أنَّ حبَّ العلم قسمةٌ من الله.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وحدَّثني قال: قال لنا عمِّي الشيخ عبدالوهاب: لا أريدُ لكم الدخولَ في الأحزاب. وابتعدوا عن التدخين فإنه يجرُّ رفقاءَ السوء.

وكَتَبَ الشيخ مكي الكتاني في وصيته ينهى أولادَه عن الدخول في الأحزاب والسياسة. لأنه عانى هو منها (من السياسة) كثيرًا.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وحدَّثني قال: حدَّثني الحاجُّ إبراهيم شُقير مرافقُ عمِّي الشيخ عبدالوهاب - وكان رجلًا ثقةً - أنَّ عمِّي توضأ وهو في زيارة الشيخ محمد النبهان في حلب، وأرادَ أنْ يلبس جوربيه، فأقسم الشيخُ محمد النبهان إلا أنْ يقوم هو بذلك. وألبسَ الشيخَ جوربيه بنفسهِ.

♦ ♦ ♦ ♦

 

• وقال: جاء الشيخُ محمد النبهان مرةً إلى دمشق، وعُرِضَ على عمِّي زيارتُه. فأجابَ وحضرَ، وتكلَّم الشيخُ النبهان في ذلك المجلسِ عن التوحيد.