أحمد خيري بيك

 

هو الباحث المدقِّق، والمؤرخ المحقِّق، والشاعر المُفْلِق أحمد خيري بك ابن أحمد خيري باشا ابن السيد بن يوسف البُهُوتيّ مَحْتدًا، الحُسَيْنِيّ نسبًا، الحنفيّ مذهبًا، المَاْتُريديّ معتقدًا، الخلوتيّ مشربًا.

ولد في الإسكندرية بحي محرم بك سنة 1324هـ = 1907م، ونشأ بالقاهرة تحت رعاية والده الذي كان ناظر ومدير الأوقاف الخصوصية الخديوية، ولمَّا بلغ الحادية عشرة من عمره ذَاق مرارة اليتم بوفاة أمه. وتلقى تعليمه النظامي في المدارس الرسمية حتى انتهى الصف الثانوي الأخير، ثم توفي والده سنة 1343هـ =1924م فانتقل إلى «روضة خيري باشا» في البحيرة، لإدارة أملاكه.

وفي الريف حظي بكل مسرَّاته من صفاء جوٍّ، وطبيعة خضراء، فانصرف إلى المطالعة والدراسة، وأتمَّ حفظ القرآن الكريم، ومال إلى علوم اللغة والأدب، وقرض الشعر، وألمَّ بشيءٍ من الإنكليزية والفرنسية والتركية والإيطالية والسودانية البربرية.

واجتهد وتفنَّن وبرع في العلوم العقلية والنقلية، واتصل بكثير من مشاهير علماء عصره، كالشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي (1295-1363هـ = 1878-1944م)، والشيخ يوسف الدجوي (1287-1365هـ = 1870-1946م)، والشيخ محمد بخيت المطيعي (1271-1354هـ = 1854-1935م)، والشيخ محمد الخضر حسين (1293-1377هـ = 1876-1958م)، والشيخ محمد زاهد الكوثري (1296-1371هـ = 1879-1952م)، وكان المترجم من تلاميذه المقرَّبين له، وألَّف في سيرته جزءًا لطيفًا، وعاون في جمع مقالاته، وقد أجازه إجازة عامة سنة 1395هـ = 1940م.

وعكف على تنمية مكتبة «روضة خيري»، وجمع لها المطبوعات الشرقية والغربية، والمخطوطات العربية القيمة النادرة، وبلغ عددها سبعة وعشرين ألف مجلد، وبعد وفاته بسنوات آل أكثرها إلى المكتبة المركزية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.

وكانت وفاته في يوم الثلاثاء السادس من رجب الفرد سنة 1387هـ = 10 أكتوبر 1967م، ودفن في مقبرته الخاصَّة التي أعدَّها لنفسه في حديقته الخاصَّة بجوار منزله في «روضة خيري باشا».

من آثاره:

له آثار قلميَّة بين المنظوم والمنثور، منها: «وفيات المشهورين (خ)»، سجَّل به الوفيات من سنة 1366هـ =1947م إلى قرب وفاته، و«قصيدة الأزهر (ط)»، و«إزالة الشبهاتِ عن قول الأستاذ كنَّا حروفًا عالياتٍ (ط)» في شرح بيتين لابن عربي، و«القصائد السبع النبويّة (ط)،» و«المدائح الحسينية (ط)»، و«فوائد قرآنية (ط)»، و«ديوان أحمد خيري (خ)»، و«إكمال معاني الطرب بتذييل جمهرة أشعار العرب (خ)»، و«القول المبين في ذكر من دخل السجن من سراة المصريين (خ)»، و«الدراري الدريَّة في بعض خطط الإسكندريَّة (خ)»، و«الإفادة الجليَّة بالمتشابه من أسماء القرى المصريَّة (خ)».

هذه كلمة تعريفيَّة موجزة بأحمد خيري بك، وقد أنجز الأخ الكريم الباحث المؤرخ الأستاذ جلال حمادة في سيرته كتابًا وافيًا بعنوان: «أَحْمَد خَيْرِي بك ـ حياته وفكره ومآل مكتبته (سيرة شخص ولمحة على جيلٍ عاشَ في الظِّل)» عرَّف عنه من أوراقه ورسائله الخاصَّة، وإفادات من أفراد أسرته، علاوة على تعريف شامل بمكتبته ومآلها. يصدر قريبًا ـ إن شاء الله ـ.

ينظر ترجمته: «الأعلام» (1/ 122-123)، و«الإعلام بتصحيح الأعلام» (ص: 59)، و«الأخبار التاريخية في السيرة الزكية» (ص: 73-76)، و«مع رجال الفكر في القاهرة» (ص: 286)، و«الإمام محمد زاهد الكوثري وإسهاماته في علم الرواية والإسناد» (ص: 149-153)، و«العلماء العرب المعاصرون ومآل مكتباتهم» (ص: 27-28).