أحكام قضاء السيسي بحق شعار (سلميتنا أقوى من الرصاص)  والرئيس الشرعي محمد مرسي وصمة في جبين الإنسانية


 
لن يعني شيئا أن يحتج محتج ، أو أن يستنكر مستنكر هذا الحجم من الأحكام القاسية والباطلة التي عود قضاء السيسي الرأي العام العالمي عليها .
كل ما يتبارى به السياسيون من تصريحات ، وما تسطره من تسمي نفسها المؤسسات الحقوقية العالمية من اعتراضات ، حول أحكام الإعدام تصدر جزافا بحق أبرياء من أبناء وبنات مصر ، ثم تمتد إلى رموز الحياة العامة ، ليس على مستوى مصر وحدها ، وإنما على مستوى الأمة المسلمة على محور طنجة جاكرتا ، ليست وفاء حقيقيا لحجم الجريمة المرتكبة وتداعياتها الكارثية على نفسية شباب أمة استفزهم منذ عقود شعور بالاضطهاد والامتهان ...
فهل خلا العالم حقا ، من عقلاء من أصحاب القرار ، يتدبرون تداعيات حكم الإعدام على فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع صاحب شعار ( سلميتنا أقوى من الرصاص ) ؟! إن أبسط سؤال يرد على ذهن عاقل هو : هل كان الحكم في حقيقته على الرجل في شخصه أو على الشعار ( سلميتنا أقوى من الرصاص ) في تردداته وآفاقه وانعكاساته ..؟!
ثم لماذا يصر هؤلاء القائمون على جريمة الانقلاب العسكري الفئوي في مصر، والمتواطئون الدوليون معهم ؛ على استجرار شباب الأمة إلى ساحة من الصراع الساخن ، حيث يقدرون أنهم بما سبقوا إليه من أدوات القتل الأقدر على الانتقام ؟!
ألا عاقلا في أصحاب القرار الدولي أو الإقليمي يتساءل عن ارتدادات ظهور شيخ وقور ، ورمز من رموز الأمة ، في الزي البرتقالي المخصص أصلا للقتلة والمجرمين من أمثال العسكري الذي كسر إرادة شعب مصر، وسرق قراره وثرواته معا ؟!
ألا راصدا لارتدادات الرأي العام ترصد ، وهم يزعمون أنهم الحريصون على الديمقراطية الداعمون لهم خيارا وصيرورة ، كيف أصبحت عبارة ( سلميتنا أقوى من الرصاص ) موضع شك بل همز ولمز ، مبعثهما ألم ، لدى جيل من الشباب ؛ لم يترك لهم الطغاة الدوليون والمحليون خيارا ..؟!
وبالتوازي فإن صمت المجتمع الدولي العملي ، على جريمة الانقلاب العسكري في مصر يتجاوزه خذلان الرئيس الشرعي المنتخب الذي تجرأ عليه أفراد عصابة آثمة مجرمة ، فاختطفوه ، ثم اعتقلوه ، ولم يكن له من ذنب إلا ثقة شعبه به ، وإيمانه الطيب أن الديمقراطية كنظام عام قد ضربت على أرض مصر بجرانها ...
المجتمع الدولي في موقفه اللامبالي من مصير الرئيس الشرعي المخطوف أو المأسور لا يحدد موقفا من شخص مهما كان شأن هذا الشخص ، وإنما يحدد موقفا فاضحا من الديمقراطية نفسها كخيار توافقت عليه شعوب الأرض .
إن أي مقارنة بسيطة بين سقف الحريات بين عهد الرئيس الشرعي في قفص الانقلابي المجرم ، وعهد هذا الانقلابي الذي يتلجلج في أحاديث الحرب على الإرهاب تكشف لأي عاقل حقيقة ما يجري على أرض مصر، من سيادة للجريمة والمجرمين ..
كم فضائية أغلق الرئيس الشرعي ؟ كم صحيفة أوقف ؟ كم صحفي اعتقل ؟ وكيف تجرأ مواطنون محتجون ، في حميا ثورة غير منضبطة ، على القفز على سور قصر الرئيس ؟ وكيف كان أعضاء مدنيون أبرياء مما يسمون بالعادة أعضاء الحزب الحاكم وقودا لرصاص المجرمين المستأجرين ؟! وكيف كانت مقرات جماعة الإخوان المسلمين أي مقر (الحزب الحاكم ) تحرق من قبل مجموعة من المستأجرين الأوغاد تحت عنوان الحرية المزعوم .
وكما بدأنا نكرر لن يعني شيئا أن نحتج وأن ندين وأن نستنكر هذه المهازل التي ما تزال تنفذ على أبناء امتنا منذ قرن من الزمان ، فلا الاحتجاج ولا الشجب ولا الإدانة باتت تغني من الحق شيئا ..
إن القتل تحت مسمى أحكام القضاء الممسوخ والسجن والسلخ والتعذيب قد أورث كل أولئك هذه الأمة ، وأورث العالم من ورائها من النكبات الشيء الكثير . لنسأل الذين يتواطؤون اليوم على تكرار تجربة قرن مضى في مصر وسورية والعراق وتونس هل أعجبتهم في الماضي مخرجاتها ؟!!!
تحية للأبطال الشامخين الميامين ...
تحية إجلال وإكبار وعرفان وثبات ووفاء للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ محمد بديع وإخوانه الميامين ...
تحية اعتزاز ووفاء للرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية الرئيس محمد محمد مرسي ...
(( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ))

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين