آراء المفسرين في إفسادتي بني إسرائيل

يتناول هذا البحث بالدراسة والتقويم آراء المفسرين في تفسير افسادتي بني اسرائيل اللتين ورد ذكرهما في فاتحة سورة الاسراء بُغية الوصول إلى القول الراجح ، المؤيد بالبراهين والحجج ، والمشفوع بمناقشة الأقوال الأخرى مع تحري العدل والإنصاف

وقد عمد البحث إلى استقراء الأقوال التفسيرية قديمها وحديثها فعرضها ودرس أدلتها دراسة فاحصة متأنية ، ثم بيَّن القول المختار بالأدلة الراجحة ، والمؤيدات الواضحة ودفع الاعتراضات الواردة على هذا القول المختار.

وقد خلص البحث إلى عدة نتائج ، منها : أن القول الراجح في شأن إفسادتي بني إسرائيل أنهما واقعتان في زمن الإسلام ، ومتعلقتان بأمة الإسلام ، وأن أولاهما وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والثانية هي إفسادهم المعاصر الذي نحياه في أيامنا هذه ، ومنها أن كل قول من الأقوال التفسيرية في آيات فاتحة الإسراء قد استند إلى ما يراه مؤيداً له من سياق الآيات وألفاظها ، غير أنَّ القول المختار هو الأوفق في نظرنا بقواعد التفسير ، والأنسب بلغة القرآن ، والأكثر انسجاماً مع سياق الآيات ، ومنها أن اختلاف المفسرين في تفسير هذه الآيات لا يقدح في حتمية زوال إسرائيل ، وانتهاء ظلم اليهود وإفسادهم وإغتصابهم لفلسطين ، بدلالة نهاية الآيات ، {وإن عدتم عدنا} ودلالة الأدلة الأخرى الكثيرة من الكتاب والسنة