كيف نؤدي حق أولادنا

تقديم الكتاب: 

إنها لظاهرة صحيّة طيّبة أن يتكرّر السؤال عن التربية المثلى للأولاد من الآباء والأمّهات، وأن نرى الوعي بهذه المسئوليّة الشرعيّة يزداد يوماً بعد يوم، وينمو الشعور بخطورة ترك الأولاد بغير رعاية دقيقة، ومتابعة واعية، في وقت عمّت فيه الشرور الأخلاقيّة، والمفاسد الفكريّة أمم الأرض كلّها، على نسب متفاوتة، وأخذت البشريّة تئنّ من ويلاتها، وتقطف الثمار المرّة لخروجها عن منهج ربّها سبحانه، ولا تتوضّح نعمة النور وآثارها، إلاّ إذا اقترنت بجوارها صورة الظلمات وتخبّطاتها..

 

لقد تكرّر السؤال على مسمعي في مناسبات عديدة، ثمّ تكرّر في حجّ عام 1419 هـ، ورأيت من الإخوة السائلين والأخوات السائلات صدقاً وحيرة.. صدقاً في الرغبة في السير على منهج واضح رشيد في تربية الأبناء والبنات، وحيرة أمام كثرة المناهج والمفاهيم، واختلاف الطرق والأساليب، التي قد يجد فيها الناظر كثيراً من الاضطراب والتناقض مع مفاهيم ديننا وهدي نبيّنا صلى الله عليه وسلم وسنّته.. وحيرة كذلك أمام الفكر الوافد النابي عن قيم ديننا ومبادئه، وأمام الهجمة الشرسة التي تجتاح شباب المسلمين وديارهم من ركام التقنيات الحديثة، التي سخّرها الغرب لنشر ثقافته وسلوكيّاته..

 

لاشكّ أن الزوج يضطلع بالعبء الأكبر من هذه المسئوليّة بحكم القوامة الشرعيّة التي حمّله الله تعالى إياها، ولكن تقصير بعض الأزواج في مسئوليّتهم لا يعفي الزوجات من التقدّم إلى الميدان، وسدّ الخلل، وتدارك النقص، إذ هما شريكان في بناء الأسرة وتكوينها، والصورة المثلى أن يكون الزوجان متعاونين على البرّ والتقوى في كلّ شأن، حريصين على أداء هذه المسئوليّة الشرعيّة على أحسن وجه، وأن يكونا كمثل الأخوين المتحابيّن في الله تعالى، اللذين مثلُهما كمثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى..

 

ومن ثمّ فقد كان لابدّ من بيان أسس التربية القويمة وتوضيحها، ليكون كلٌّ من الزوجين على بيّنة من مسئوليّته وسلوكه، ويعرف جوانب التقصير أو التفريط في عمله، فيسعى إلى تدارك ذلك وتلافيه، قبل فوات الأوان، ثمّ الندم حيث لا ينفع الندم.

تحميل الملف