دمعة على أبي مصعب ! الأخ محمد صبحي حسن حلاق !!

 

عرفته في مكتبة الأخ عبد الباسط حلي بجسر الشغور ، في أواسط السبعينيات وكان كثير التردد إليها ، يحمل من الكتب والمراجع مايجعلني أشفق عليه حملاً لها ، ودفعاً لثمنها !

 ثم اشتدت أواصر الأخوة بيننا وبينه ، فدعوناه لإلقاء دروس في جامع البكري في الفقه ، وكنا نتناوب على ذلك في ستة أيام خلال شهر رمضان : شيخنا نور الدين الخطيب - رحمه الله - والأخوان عبد الرحيم ومحمد منصور ،. ومن يأتينا زائراً من أهل العلم !

 وتم تحديد يوم الاثنين له بعد صلاة العصر لكثرة الوافدين إلى المدينة من الأرياف والقرى المجاورة ، فنفع الله به وبعلمه أناساً كثيرين !! 

وفي انتفاضة الثمانين لم ينقطع التواصل بيننا ، فحين كنا في الجبال ، كان إخواننا يزورونه كل فترة  ، للاطمئنان عليه ، في الوقت الذي كان فيه مجرمو البعث البائد يحصون خطواته وحركاته !؟ 

 وحين أحسوا باقتراب اعتقاله ؛ إذ لم يبق أحد من معارفه ، أصروا على إخراجه ، ولسان حاله : والله لولا أنهم أخرجوني لما خرجت ، فقلبه معلق بمسجده ورواده ، وبمكتبته العامرة التي تعدل عنده المال والولد ! 

 ثم أخبرنا الإخوةُ ونحن خارج البلاد أن أبا مصعب أصبح عند الشباب في الجبل ، وهو بخير ! فرأى بعض الأخوة أن يأتينا 

 ووصل إلى عمّان فكان لقاؤنا حافلاً امتزجت به دموع الفرح مع دموع الشكر ، وامتد اللقاء بنا إلى صلاة الفجر ، يحدثني وأحدثه ! ثم استقر الرأي أن يذهب إلى اليمن للعلم ، والدعوة ! 

 وأعلمٓ بعضُ الإخوة أستاذنا أبا محمود، محمد الحسناوي بحضوره ، ولم يكن بينهما سابق معرفة إلا بالاسم ، فعاتبني على رحيله ! وأن هناك حاجة لأمثاله ، ثم اقتنع بعد ذلك بأن مقامه بيننا يمكن أن يسده أخ آخر وأن سفره الى اليمن خير للدعوة وله ! 

 وهكذا كان ! فتفرغ - رحمه الله - للعلم والاطلاع والتحقيق ، فأفاد ولله الحمد تأليفاً وتحقيقاً ودعوة وتبليغاً! 

 ولم ينقطع التواصل بيننا بالرسائل والهاتف ، أسأله وأنتفع بأجوبته ، ويرسل لي بعض كتبه مع القادمين للحج ، وأحصل على قسم منها من المكتبات والمعارض !!

وقد بارك الله له في علمه ووقته ! فتجاوز ماألفه واختصره وحققه عشرات المجلدات والكتب النافعة 

رحم الله أخانا أبا مصعب ، وجمعنا به في مستقر رحمته تحت لواء سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم !