علي مطر..مدرس الكيمياء والأجيال بصيغة الحرية

 

اتخذ القرآن دليلاً والكفاح والاستمرار وسيلة والتطور والانفتاح سبيلاً

 

يبدو أن قدر أغلب من يحمل  كلمة مطر في سوريا أن يروي بدمائه تراب أرضها العطشى للحرية.

 

ففي درايا أبى غياث مطر إلا أن يزيد حلاوة العنب الديراني حلاوة وعزة، ولذلك قتلوه شر قتله لكن روحه كانت أقوى من بنادقهم وحقدهم الذي يريد أن يقتل كل جميل في سوريا.. 

 

قصة أخرى تتكرر في عتم ليل خطفوه ليلة يوم ولادة ابنته، فلم يراها، قيدوا يداه .. أوقفوه على الجدار..أطلقوا على رأسه الرصاص، تركوه جسداً مرمياً على الأرض.. 

لكن لم يعرفوا ان روحه في أعلى عليين.

 

الشهيد الأستاذ المربي "علي مطر" قدم للأجيال القادمة درساً مهماً في التضحية لتعيش سوريا بأجيالها مرفوعة الرأس.

 

طائفية حمقى أجهزت عليه برفقة 46 آخرين في مجزرة مروعة بحي القابون الدمشقي ثالث أيام العيد يوم الأحد 2182012 قام بها شبيحة النظام السوري الطائفيين.

 

احتضنت برزة ثراها ابنها البار، وصلى أهلها عليه في جامع السلام الشهير حيث كان الشهيد "علي" إماماً فيه لبضعة أيامٍ في رمضان، وفي جامع السلام نفسه كان يرتل القرآن بخشوع ويدعو لحفظ القرآن وتتبع السنة، وله تسجيل مؤثر لإحدى أيام القيام الرمضانية.

 

الشهيد علي مطر يبلغ من العمر 29 وهو من أبناء منطقة برزة البلد، وحيد لوالديه، ويعمل مدرس لمادة الكيمياء ، ويصفه جميع طلابه بالمبدع، الرائع حيث كانت له كلماته المميزة في إعطائهم وطريقته المختلفة في إيصال الفكرة لذهن الطالب.

 

كان الشهيد قارئاً وكاتباً للشعر، محباً لكتب الفقه والدين حيث درسها في جامع الايمان، كما انه كان حريصاً على العلم مقبلاً عليه حيث انهى دراسة الكيمياء التطبيقة في حلب وقرر التسجيل في كلية الشريعة باختصاص اصول الدين ليبقى بالقرب من الكتب والدراسة.

 

أغلب من يعرف "مطر" يعده نبراساً لشباب سوريا المستقبل حيث كان يرى فيهم شعلة الأمل ويصحح المفاهيم التي اختلطت بعقولهم ويقول أحد أصدقائه في ذلك: " كانت أفكاره مزيجاَ من عقود مختلفة, فقد اتخذ القرآن دليلاَ,والكفاح والاستمرار وسيلة ,والتطور والانفتاح سبيلاً، فكان المربي الفاضل قريباً من كل الأجيال , جيل الآباء وجيل الشباب."

 

عرف عن الشهيد علي قوة الشخصية و الجرأة وكان قيادياً ومحبوباً وصاحب نكتة يبعث فيها روح المرح بين رفاقه. وهو أيضاً من النوع الذي تتشاجر معه وتبقى تحبه لأن له قلبا شديد الصفاء والبياض.

 

كما قامت بعض الصفحات المؤيدة بنشر خبر كاذب حولالشهيد أنه إرهابي ويعمل كقناص لذا تم قتله، وينفي جميع أصدقاء الشهيد ذلك ويؤكدون استمرار عمله كمدرس لمادة الكيمياء مناصر للحق والعدل.