رحمك الله السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي -1-

 

حفل تاريخنا الإسلامي بكثير من القادة والأبطال، ممن سجلت ساحات الحرب والفتوحات بطولاتهم ومآثرهم، لكن بطل "معركة حطين"، أبي المظفر يوسف بن أيوب، صلاح الدين الأيوبي رحمه الله يبقى مميزاً، ذي طبيعة خاصة تختلف عن غيره من القادة.

حيث تحوّل الرجل إلى رمزٍ إسلامي من طرازٍ نادر، وأصبحت الفكرة "الصلاحية" البطولية، فكرة ملهمة لمن أتى بعده من الشخصيات التاريخية والقادة الذين كان لهم عظيم الأثر في التاريخ الإسلامي، وظلت هذه النظرة إلى وقتنا الحالي، ليتفرد هذا الرجل عن غيره من القادة والفاتحين بحضور خاص في قلوب المسلمين في كافة أرجاء العالم الإسلامي.

ولكن هناك ممن ينتسب للأمة بلسانه وقد مسخ في باطنه ، يحمل مشروعاً ثقافياً خبيثاً وماكراً يخدم به أعداء الأمة ، ويحاول النيل من قادة الإسلام وتشويه صورتهم والتقليل من الأمجاد العظيمة التي قدموها في خدمة دينهم ، ودفاعاً عن مقدساتهم ، ووقوفاً أمام المد الصليبي الحاقد على الإسلام والمسلمين.

وهؤلاء الممسوخون ينطبق عليهم هذا الدعاء النبوي : عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم لا يدركني زمانٌ لا يُتبع فيه العليم ، ولا يستحيا فيه من الحليم : قلوبهم قلوب الأعاجم والسنتهم ألسنة العرب» رواه أحمد

وهنا ينبغي التنبيه لنقطة في غاية الخطورة وهي : 

أدرك الغرب أنه لا يمكنه هزيمة المسلمين إلا عن طريق التشكيك في تعاليم هذا الدين لأنه المحرك الأساس للمسلمين في الدفاع عن الحرمات والمقدسات، وكذلك النيل من الشخصيات الإسلامية  سواء العلماء أو القادة لأنهم هم الملهمون للشعوب لتنهض من ركامها ، ورفعوا شعار : "لنبدأ حرب الكلمة فهي وحدها القادرة على تمكيننا من هزيمة المسلمين" .

لذلك يسخرون أصحاب الكلمة المأجورة للطعن في رموز الأمة وقادتها .

ونستطيع تصنيف الكارهين للقائد الإسلامي صلاح الدين إلى أربعة أصناف، يأتي في مقدمتهم : اليهود والنصارى والشيعة ثم العلمانيون والليبراليون الذين تربوا على أيدي الغرب، وتشربوا الفكرة الغربية، بكل ما تحمله من عدائية للإسلام وعقائده ومظاهره وقيمه، فالجميع رغم اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم اتفقوا على كره صلاح الدين، وتبني كل فكرة من شأنها الحط من قدره وتاريخه وإنجازاته.

والحلقة القادمة إن شاء الله تعالى ستكون بعنوان :

: «قالوا عن صلاح الدين الأيوبي: شهادات من الشرق والغرب».

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين