متى نتخلص من أسلوب التكفير والتخوين؟

 

منذ أن سقطت الخلافة الإسلامية وتم توزيعنا وفق مخطط جغرافي رسمه لنا سايكس الإنجليزي وبيكو الفرنسي، غيرنا افكارنا وأسلوبنا وقيمنا وفق مخططهم ، وأصبحنا شيعا وأحزابا واكثرية واقلية تحت راية القومية أو الوطنية ولم نكنف بهذا بل ملأنا وعاءنا القومي بفلسفة النازية والفاشستية 

والاشتراكية والليبرالية ونعاملنا  مع بعضنا كأعداء دون مراعاة لحرية الإنسان وكرامته وحقوقه وحقه في الحياة بغض النظر عن جنسه ومذهبه ولونه فأصبحنا أمة ممسوخة ترفع شعارات براقة ليس لها رصيد في الواقع. 

وأخطر أسلوب استخدمته أنظمة سايكس بيكو مع المخالفين لها هو التكفير والتخوين والذي نستخدمه حتى الآن مع بعضنا. 

وأسأل هذا السؤال : هل يوجد عربي واحد حصل على حريته وحقق كرامته ونال حقوقه إلى اليوم ؟ 

وانا استغرب أن يتحدث بعض الناس جهلا أو قصدا عن الوحدة الوطنية في ظل هذه الأنظمة التي سلمت فلسطين لليهود بمعارك وهمية وركعت الشعوب للمخطط الصهيوني والصفيوني ودمرت الوحدة الوطنية وأصبح الوطن مقسما إلى كانتونات شئنا أم أبينا 

ولذلك لا حاجة بأن تدمع عيوننا دموع التماسيح على كيان 

اصبح في خبر كان 

والمطلوب بدلا من أن نكفر ونخون بعضنا أن نغير ثقافتنا وأسلوبنا وعصبيتنا حسب قوله تعالى 

أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم 

وان ننطلق وفق قواعد جديدة وهي: 

1_ الحرية أولا: ( لا إكراه في الدين ) وبالتالي لا إكراه في السياسة. 

2_ الكرامة الإنسانية:( ولقد كرمنا بني آدم ) بغض النظر عن دينه وعرفه ولونه ولغته. 

3_ التعارف والتفاهم والتعاون وفق قوله تعالى: ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ). 

فهل نحن مستعدون للتغيير ام سنبقى  مفلدين وسندخل حجر ضب لو دخلوه؟ 

نحن ثلاث قوميات سنية في المنطقة شئنا أم أبينا وعلينا أن نتفاهم وفق أسس الحقوق والواجبات وليس وفق إلغاء الآخر 

كما هو حاصل اليوم 

لا مجال اليوم للتزوير  وإلغاء الآخر. وكل من يسلك هذا المسلك يكون كالنعامة التي تضع رأسها في التراب .

نحن في عصر إقامة الإمبراطوريات على أسس جديدة وتفاهمات جديدة اما نحن فما زلنا نرضخ لتقسيم سايكس بيكو وثقافته ؟ 

جاء وقت تيار التغيير ولا يمكن لأحد إيقافه بعد هذه الثورات والتضحيات.

 وما على المخدوعين والمتخشبين إلا أن يغيروا ويلتحقوا بالتيار ولن يفيدهم الصراخ والعويل!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين