التأليف المعاصر في علوم الآلة

بدأت الكتابة فيها في العصر الحديث لكي تسهل على طلبة العلم, فلا يجدوا صعوبة في المطولات وأمّات الكتب.

1- علم العربية : كان من يريد أن يدرس علم النحو, سيضطر إلى الاعتماد على أمثال شروح الألفية, وكذلك البلاغة سيدرس أمثال التلخيص للقزويني, التي فيها شئ من الصعوبة.

فأتى التأليف المعاصر ليبسط العبارات ويسهل الألفاظ ..

وكانت البداية من مجموعة من علماء الأزهر :حفني ناصف ، محمود عمر, مصطفى طموم, محمد دياب, سلطان بك محمد ، من خلال كتاب صغير الحجم, أطلقوا عليه اسم ( قواعد اللغة العربية) وذلك عام ( 1890 م ), محتويا على أهم أبواب النحو والصرف والبلاغة.

وكذلك الشيخ أحمد الحملاويّ, ألف ( شذا العرف في فن الصرف ) عام (1894 م ).

ثم تلاهم الشيخ مصطفى الغلاييني , وألف ( جامع الدروس العربية) عام ( 1912 م), وكان صدوره قد أحدث ضجة بين الطلبة والأساتذة على حد سواء, بسبب سهولته وشموليته, حتى قال بعضهم : لقد هتك ستر هذا العلم !

 

أما البلاغة فقد صدر  كتاب ( جواهر البلاغة ) للسيد أحمد الهاشمي, المتوفى عام ( 1943 م )

ثم أصدر بعده كل من : علي الجارم ومصطفى أمين، كتاب "البلاغة الواضحة" عام ( 1939 م ) .

 

 

وكل من جاء بعد هذه التآليف سار على منهجها وخطاها, وكان عالة عليها في التبويب ونوعية المباحث ..

 

2- علم أصول الفقه :

حكى الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته أنه كان يجد صعوبة في قراءة كتب أصول الفقه القديمة.

وهذا طبيعي, لأن التأليف القديم في علم الأصول , اعتمد على : 

- التأصيل الكلي للقواعد الأصولية , ثم ذكر باقي التفاصيل ..

- الرد على المخالفين كالمعتزلة وغيرهم ..

 

لكن التأليف المنهجي الميسر في عصرنا, ابتعد عن هذا, أي ذكر كل التفاصيل والردود, والسبب في ذلك هو الحاجة إلى تدريس موضوعات هذا العلم في الجامعات والمعاهد وخاصة كليات الحقوق, وجل طلبتها غير طلبة علم شرعي, بل فيها غير مسلمين.

فكانت الحاجة ماسة لهذا التأليف الميسر .

حيث رأى المتخصصون في الشريعة ضرورة جمع موضوعات هذا العلم, بحيث تكون مرتبة ومبوبة ومبسطة ليتمكن كل طالب من الإطلاع عليها وفهمها والاستفادة منها .

فكان أول من ألف في علم أصول الفقه المعاصر :

الشيخ محمد الخضري بك //  ( ت :1927م ), وقد بدأ خطة الكتاب كمحاضرات عام ( 1905 م) // والشيخ عبد الوهاب خلاف, طبع كتابه عام (1942 م ) .

وكان كل من أتى بعدهما ليؤلف في هذا العلم ,قد اتبع منهجهما في التبويب والمباحث ..

 

3- علم مصطلح الحديث : 

إن علم مصطلح الحديث مر بأطوار عديدة حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم .

فقد كانت معلومات مباحثه وتعريفات مصطلحاته , متناثرة في بطون الكتب, وغير ممنهجة ..  

إلى أن جاء الحافظ الإمام تقي الدين ابن الصلاح ( ت : 643 هـ ) فألف كتابه المشهور فهذب فنونه وجمع شتاته ..

لهذا كل من يؤلف في هذا العلم, سواء من القدامى أو المعاصرين  يسير على نهج وتبويب ابن الصلاح, رحمه الله، أو نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر.

وقد بدأت التآليف المعاصرة بالشيخ جمال الدين القاسمي ( ت: 1914 م ) والشيخ طاهر الجزائري ( ت: 1920 ) .

هذا مابدا لي, والله تعالى أعلى وأعلم .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين