أسألك الثبات في الأمر وعزيمة في الرشد

 

بيتان من الشعر لأحد العارفين كان كثيراً ما يرددهما الفقيه الورع علامة حماة الشيخ محمد الحامد رحمه الله تؤصل للثبات والوفاء بالعهد ، وترسخ الاستمرار على طريق الحق والتزام المنهج الرباني، وتدعو إلى التزام الجادة المستقيمة مهما كان الصعوبات والمغريات ، فيذكر البيتين وهو في نشوة واعتزاز :

 

#لو تقطَّعتُ بوجدي إرباً *** قدمي عن نهجكم ما زَلَقا

#وذراعي لو  بسيفٍ قُُطعت *** كفُّها بابَ السوى ما طَرَقا

 

نحن الآن أحوج ما يكون لمعاني الثبات في هذا العصر الذي التبس فيه الحق على الكثيرين وللأسف، وصاروا ضحية لشبهات فكرية، وشهوات رخيصة.

##المؤمن يكون على حذر من دعاة على أبواب جهنم يزينون الباطل، ويفسدون فكره بملوثات فكرية، يدعونه إلى ترك الهدي النبوي، ويشككونه بأحاديث نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم باسم النقد والدراسات الحديثة، وهؤلاء المساكين حرموا أنفسهم من تراث محمدي أصيل في بلاغة نبوية رائعة، وابتعدوا عن منهجية تشريعية رائدة، وخسروا منظومة أخلاقية محمدية أصيلة.

#والمؤمن على وعي بما يدور حوله فلا يقع في براثن الذين يطعنون بتعاليم الإسلام وأحكامه، وقيمه ومبادئه: تحت شعارات خبيثة تارة باسم التنوير والتجديد، وتارة باسم محاربة الإرهاب والتطرف.

#والمؤمن لا يكون إمَّـعة في سلوكه ومنهجه يدور مع الآخرين حيث داروا، أو يقلد غيره تقيلداً أعمى فلا تبقى له شخصيته الإسلامية المستقلة في عقيدته وفكره، بل هو في عزة من دينه، وشموخ في إيمانه، وفخر بهويتة الإسلامية، صالح مصلح ، ناصح أمين ، غيور على أمته، حريص على السعي في رفعتها.

فكم نحن نحتاج في كل لحظة لمعاني الثبات : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ).

ومن هنا ندرك أهمية إلحاح النبي صلى الله عليه وسلم على معاني الثبات والعزيمة عندما يدعو قائلاً : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ ، وَأَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُّشْدِ ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا ، وَقَلْبًا سَلِيمًا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين