مناهج المستشرقين

تطلق كلمة الاستشراق ـ في معناها العام ـ على العلم الذي يدرس ما يتعلّق بالشرق عموماً(أقصاه، ووسطه، وأدناه) ( )، أمّا بالمعنى الخاص فهو: العلم الذي يتناول الشرق الإسلامي في جوانبه كافّة(لغته، وتراثه، ومجتمعه) في الماضي والحاضر، والقائم به ـ في المعنيين ـ يسمى "مستشرق"، وهو من تمكّن من تلك الدّراسات، فمفهوم الاستشراق إذاً: "معرفة الشرق ودراسته"، وقد أسهم هذا التيّار في صياغة التصوّرات الغربيّة عن العالم الإسلامي، معبّراً عن الخلفيّة الفكريّة للصّراع بينهما، ومن هنا لا يستطيع أي مستشرق أن يتناول موضوعاً (ما) دون أن يخضع للقوالب الفكريّة المسبقة؛ التي فرضت عليه نتيجة الثقافة التي ربي عليها.

    أما بالنسبة لنشأته، فلم تتفق كلمة مؤرخيه ودارسيه على بداية زمنية محددة لظهوره، فربما رُدّ إلى صدر  الإسلام، أو تزامن مع طلب رهبان النصارى العلم في الأندلس، أو ولد مع الحروب الصليبية، أو في القرن الثاني عشر للميلاد ـ حيث كانت أول ترجمة للقرآن الكريم إلى اللاتينية عام (538هـ/1143 م) ـ ومنهم من يجعل بدايته مع فتح القسطنطينية عام(1453ه)؛ حيث أوقف المد الكنسي وتراجع، فاحتاج الغربيون للوقوف على أسباب قوة المسلمين والرد عليهم.

تحميل الملف