نصوص في الدجال

هذا البحث الواسع المحقق المحرر لأستاذنا العلامة الشيخ عبد الكريم تتان، ردَّ فيه على مقالة كتبها  بعضهم بعنوان  :" الثالوث الأسطوري :المسيح الدجال - نزول عيسى عليه السلام - المهدي". وفنّد فيها دعواه ومشاغبته ، ووضع قواعد حاكمة للتعامل مع الغيبيات والأخبار الصحيحة الثابتة .

وقد اقتصر - حفظه الله - في رده على خروج الدجال ، وخروجه مرتبط بنزول المسيح ابن مريم . اأما الكلام عن المهدي فله بحث آخر بعون الله . وكان موقع الرابطة حذر من مسلك هذا الكاتب وبيَّن أن منهج كتابته يبين أنه متأثر  بجماعة القرآنيين، الذين يشككون بالسنة النبويَّة المطهَّرة على أنها مصدر تشريع، فهم لا يبالون بالحديث الشريف ولو بلغ في الصحة درجة التواتر؛ ويهدفون من وراء ذلك التفرد بتفسير القرآن الكريم، بما يوافق هواهم ومذاهبهم! وترويجًا لبضاعتهم فإنهم يعتمدون أسلوب الضرب على الوتر الحساس - كما يقال - لتميل إليهم النفوس!.

 

وتأكيداً لما ذكرت من إعراضه عن السنة النبوية تأمَّل معي - أيها القارئ - بعض ما ورد في المقالة المردود عليها:

 

أولاً - قوله: (ملتزماً في ذلك حدود ما بيّنه وأكده القرآن الكريم، ومستأنساً بالعقل). اكتفى بذكر القرآن الكريم، والعقل! ولم يذكر السنة النبوية! وأي عقل يستأنس به !!

ثانيًا - قوله: (لتجد طريقها إلى كتب الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، دون أن يلتفت عامة المسلمين - للأسف - إلى خلوّ القرآن الكريم - الكتابِ المحفوظ - من أي إشارة صريحة إلى مثل هذه الشخصية). فأفادت العبارة أن المسيح الدجال ما دام لم يذكر في القرآن الكريم، فلا يلتفت في إثباته إلى السنة النبوية!، كما يفهم من قوله: (الكتاب المحفوظ) أن السنة النبوية غير محفوظة!.

 

ثالثًا - قوله: (وكان من النتائج السلبية للإيمان بفكرة المهدي لدى الشيعة وبعض أهل السنة!). بل أهل السنة مؤمنون بمجيء المهدي من حيث الجملة، إلا من شذّ فهو مغمور في جملتهم. ومن العبث جعل السنة والشيعة في هذه المسالة في مرمى واحد.

 

رابعًا - قوله: (دستور الأمة "القرآن الكريم"، فكل من اتَّخذ من هذا الكتاب دستوراً وشريعة فهو "مهدي"). اكتفى بذكر القرآن الكريم، وأعرض عن السنة المطهرة التي جاءت ببيان القرآن !.

 

خامسًا - قوله: (متمنياً أن تُعيد الأمة النظرَ في بعض تراثها الذي ران عليه كثير من الصدأ، فتجلو صورته المشرقة بآيات القرآن الكريم، وتنفض عنه غبار الدجل والأوهام بإشراقات العقل الرشيد). فالتراث تجلو صورته بالقرآن الكريم والعقل الرشيد فحسب! أما السنة النبوية فلا علاقة لها بالموضوع بزعمه!.

 

وقد ادعى بأنه سيكون ملتزما بالقرآن ولم يذكر آية ترد هذه الأمور، بل فسَّر القرآن برأيه وبقراءات شاذة،  كما قفز على أهل الحديث ونسي أو تناسى أن ما يريد نسفه قد ثبت مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قوله بمتواتر الأحاديث وليس بآحادها.

إن هذه المقالة تذكر القارئ بكتابات محمد أركون والطيب التيزيني وشحرور وتركي الربيع... ومن على شاكلتهم وأضرابهم من المستغربين والماركسيين والعلمانيين والمتنورين؛ إذ محور المقال هو إقناع القارئ بأن الدجال والمسيح والمهدي هي من أساطير أهل الكتاب والخرافات السابقة دخلت على المسلمين بسبب الأحبار الذين أسلموا، ثم المجوس، وانتشرت بأسباب سياسية وتاريخية في عهود الظلام ، وهذه هي أصل فكرة العقلانيين والشيوعيين والمستشرقين والقاديانيين .

 

والخلاصة: 

 

أن الكاتب لم يوفق في العرض ولا المناقشة، وييبدو عليه الضعف العلمي الشديد ، ولا أضيع الوقت بالرد على أباطيله، فهناك عشرات الكتب المؤصلة النافعة والأبحاث المتقنة التي بينت الحق في هذه الموضوعات، ولو كان منصفا لاطلع عليها وأفاد منها، وإن ظهرت له شبهة سأل عنها أهل الذكر، ولكنه أصمَّ أذنه عن هذه الدراسات وأعرض عنها فضلا عن أن يقرأها أو يفهمها اعتمادا على فهمه للقرآن واستناداً لعقله الرشيد !! وبنى رده على شفا جرف هار.

ونشكر لأستاذنا فضيلة الشيخ عبد الكريم تتان لتصديه لهذا الكاتب، ولعله يقرأ هذا البحث ويعود إلى الرشد ، ويتوب مما أشاعه من أباطيل تحت مسمَّى حرية الفكر. 

ومن مصائب هذا الزمان: تسلط بعض الناس  على أسوار العلم دون تأهل أو اختصاص.وإلى الله المشتكى.

انظر بحث فضيلة الشيخ  عبد الكريم تتان المرفق في أعلى الصفحة  من اليمين  بالنقر عليه 

مجد مكي 

تحميل الملف