الرجاء والخوف ـ 7 ـ

 

الشيخ مجد مكي
سَعَة مغفرة الله تعالى
قال تعالى: [إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ] {النَّجم:32}. فمهما اتَّسعت رقعة الذنب فميدان المغفرة أوسع، ولذلك أرشد النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى التوسُّل إلى الله تعالى بسَعَة مغفرته.
روى الحاكم (1994) عن جابر رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: واذنوباه، قال هذا القول مرتين أو ثلاثاً.
 فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل: اللهمَّ مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي) فقالها. ثم قال له صلى الله عليه وسلم: (عد) ـ أي: قلها ـ فعاد، ثم قال له: (عد)، فقالها ثلاثاً. فقال له صلى الله عليه وسلم: (قم فقد غفر الله لك).
فمهما اتَّسعت رقعة الذنب فساحة المغفرة أوسع، ومهما تَغَلَّظت نجاسات المعاصي وأدناس الذنوب فبحر الغفران يُطهِّرها دون أن يتغيَّر ولا يتبدَّل، فعلى المذنبين أن يسارعوا إلى مغفرة الله بالتوبة والاستغفار، قبل أن ينقلوا من هذه الدار إلى دار القرار.
روى مسلم (2687)، عن أبي ذر مرفوعاً: «يقول الله تعالى: من تقرَّب مني شبراً تقرَّبت منه ذراعاً، ومن تقرَّب مني ذراعاً تقرَّبت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقُراب الأرض ـ بملء الأرض ـ خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بقُرابها مغفرة).
***

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين