مسلمات نيوزيلندا يرفعن حجاب الجهل عن الزي الإسلامي

بليندا مكمون

النِّساء المسلمات في نيوزيلندا يُرِدْن رفْعَ حجاب الجهل التي تُحِيط بالطَّريقة التي يرتدين بها ملابِسَهن؛ يَقُلن: إنَّ النساء اللاَّتي اختَرْن أن يُغطِّين وجوههَنَّ يفعلن ذلك باختيارهن، بالإضافة إلى مقارنة بعضهن له بالحجاب الذي ترتديه الرَّاهبات.
 
قرابة ستِّين امرأة اجتمَعْن ليلة الجمعة بجامعة أوكلاند؛ لمناقشة "الحجاب في الغرب"، في مقابلةٍ تَمَّ تنظيمها من قِبَل جمعية الشابَّات المسلمات؛ لِمُناقشة الحجاب والنِّقاب الإسلامي.
 
لقد نُظِّم اللِّقاء النسائي - فقط - قبل الإعلان الأسبوع الماضي عن أنَّ سائق حافلةٍ رفَض السَّماح بدخول امرأة منتَقِبة مايو الماضي؛ حيث تُرِكَت الطالبة السعوديَّة تبكي بالطريق عندما رفَض السائق ركوبها بسبب نِقابها، وفي حادثةٍ أخرى قبيل يومين؛ قام سائقٌ بنفس الشركة "NZ Bus" بِمُطالبة امرأةٍ أخرى بخلع نقابها.
 
وأما "عفيفة شيدة" المنظِمة فقالت: إنَّها ترتدي حجابًا، ولم تتأثَّر أبدًا بالتمييز، وأكَّدت أنها تتفهَّم لماذا يُعتبر النِّقاب نقطةً مثيرة للجدل بالنسبة للغربيِّين، وقالت: إن بعض الأفراد في المُجتمع الإسلامي يجدون صعوبةً ما في التعامل معه، وقالت: "إنَّه مستوى من الراحة، لا يَجِدْنه داخل المجتمع، فلا يستطِعْن في الواقع أن ينتمين له"، وقالت: إنَّه بين ما يقرب من 45 ألف مسلمة بنيوزيلندا يوجد 150 فقط يرتدين النِّقاب.
 وبسبب نَشْر تصريحات السائق دوليًّا أكَّدَت "شيدة" أنَّها تلقَّتْ مُكالمات من أناسٍ بالخارج تقول: "يا لهذا الرجل! لم نظنَّ أبدًا أن نيوزيلندا هكذا".
 وقد أكَّدت"رجينا رشيد" أنه اختيارٌ شخصي أن تَختار المرأة ارتداء النِّقاب، ويجب أن يُحترم هذا، وقالت كوننا في نيوزيلندا: "فنحن دومًا نتكلَّم عن حرية التديُّن، وحرية المُمارسة، والتنوُّع، والتفاهم"، وأضافت: "إنَّ هذه الكلمات التي نُحاول نشْرَها، ومن المُحْزِن أن نجد هذا النَّوع من ردِّ الفعل هنا"، وقالت أيضًا: "هناك كثيرٌ من أنماط الملابس تزعج المسلمين في نيوزيلندا، ولكن لا نتخذ نحو ردِّ الفعل هذا، وكذلك لا نتوقَّع أن يفعل معنا هذه الإساءة".
 وقالت: إنَّ كثيرًا من الناس يَفترضون أن النِّساء لا يخترن ارتداء النِّقاب، وأنَّه مفروضٌ عليهن بالقوَّة، وأضافت: "عندما ننظر إلى الراهبة المَسْتورة كلها، نرى السَّلام والسكينة، ونبذل لها الاحترام، ولكن عندما نرى امرأةً مسلمة مستورة نربط ذلك بالإرهاب والقمع!".
 وقالت: "أختي ترتديه، وترتديه باختيارها تمامًا، فلماذا يجب أن يُحكم عليها أنَّها أُجبِرَت على ارتدائه، بينما الراهبة ليست كذلك؟!".
 وبالرغم من أنَّ "رجينا" لا ترتدي النِّقاب، فإنَّها تؤيِّد اختيار أيِّ امرأة أن تفعل، وتقول: "إنَّه مِن حقِّهن بشدة أن يفعلن في مجتمع غربي".
 وقالت: إنَّها سمعت عن عددٍ من النِّساء تعرَّضن للمضايقات أثناء ارتدائهنَّ النقاب، ولكنها أعربَتْ عن قبولها أنَّ هذا ليس تعامل كافَّة مواطني نيوزيلندا.
 وبالإضافة إلى ذلك قالت: "إنَّ لهذه البلد إيديولوجيَّة إنسانية جدًّا؛ حيث نساعد وندعو اللاجئين والمهاجرين إلى الحضور والإقامة بعيدًا عن القمع والإساءة والحرب، تَعْلمون أنَّنا بلد مُسالِمة خضراء"، وقالت مستنكرة: "ثم يأتون إلى هنا ويتعرَّضون للإساءة!".
 وأما "آن بالا" عضو مجلس أوكلاند لفريق الاستشارات العِرْقيَّة، فأكَّدت أن القضية تتعلَّق بحقوق الإنسان، وحقوق المرأة والأفراد، وقالت: "إنَّ نيوزيلندا التي كانت الأُولى التي منحَت المرأة حقَّ التصويت يجب أن تقول: نعم، نحن نريد ذلك؛ لنعلم عن بعضنا البعض"
المصدر : الألوكة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين