الإسلام في المكسيك

مارسيلا غارسيا

كنت أبحثُ وأقرأ عن تأثير الثقافة الإسلاميَّة في "المكسيك"؛ لكي أنظِّم درسي الرابعَ من البرنامج الدِّراسي الذي أدرِّسه حاليًّا؛ فوجدتُ خبَرًا حول السُّكان المحليِّين من المسلمين في ولاية "شياباس" المكسيكيَّة، كُتب في 8 يونيو 2011.
وهذا الخبر يشرح بشكل عامٍّ المشروعَ الذي تقوم به الباحثتان المكسيكيَّتان "باولينا فيجيغاس"، صحفيَّة، و"مارسيلا زينديخاس" عالِمة السِّياسة؛ حيث إنَّ مشروعهما يهدف إلى بيان حالة المُجتمع المحلِّي في جنوب المكسيك؛ من حيث وجودُ الإسلام ضمن مجموعاتٍ كثيرة أصلها مايا، والأسباب التي تشرح تبنِّي الإسلام وعناصر الثقافة الإسلاميَّة هناك.
ويقدِّم لنا اسمُ مشروع الأستاذتين "باولينا" و"مارسيلا" الفكرةَ الأساسيَّة؛ حيث أسمتَا مشروعَهما "كُن شونيل"، وهو من الفعل العربيِّ كان، والفعل باللُّغة التزوتزيلية "شونيل" بمعنى "آمِن"، فلا بدَّ أن نأخذ في اعتبارنا دائمًا - وفي أيِّ تحليل اجتماعي - العلاقةَ بين الدِّين والمطابقة؛ لأنَّ هذين العنصرين مهمَّان لفَهْمِ الإسلام في "شياباس"، وليس فقط الإسلام في "شياباس"، ولكن لأيَّة حالة مشابهة.
في الحقيقة: إنَّ الإسلام في المكسيك شيءٌ جديد، ولكنه مهم جدًّا؛ لأنه عنصرٌ من العناصر التي تشكِّل الثقافة المكسيكية ككل؛ أيْ: ثقافة فيها تقاليد وأديان، ومجتمعات مختلِفة، فوصل الإسلام ولاية "شياباس"، وخصوصًا أسرة "شيشيب" في عام ١٩٩٤ بعدما قابل شابٌّ اسمه "أناستاسيو" - من أصل تزوتزيل - المسلمَ الإسباني "أوريليانو بيريز" الذي ذهب إلى المكسيك في نفس السَّنة الصعبة؛ ليَنشُر الإسلام في الجنوب، وفي هذه المنطقة تطوَّرَت أديان بأشكال وفيرة؛ ويرجع هذا إلى أنَّ هذه الأديان تقدِّم للسكان خيارات متعدِّدة لكي يُحَسِّنوا مِن حياتهم.
وهؤلاء السُّكان لهم ثقافات مختلفة عن الثقافة الكاثوليكيَّة التي نجدها في العاصمة، وبطبيعة الحال كانت - وما زالت - هذه المجتمعات الأهليَّة تعيش بصورة مختلفة، وغير مستحقَّة؛ فعلى الرغم من أنَّ هؤلاء السكان وهذه المجتمعات تُعتبَر جزءًا مهمًّا في الهوية المكسيكيَّة - وهذا الاعتراف ليس موجودًا فقط في الكلام، ولكن في الفعل أيضًا - فإنَّهم لا يعتبرون أنفسهم كذلك، وفوق هذا لا أحدَ من الحكومة يهتمُّ بِهم.
والإسلام بالنِّسبة لهؤلاء الناس ليس معناه مجموعَ المعتقدات والطُّقُوس الدِّينية فقط، ولكنه أيضًا يعني أنْ يكون جزءًا من الأمَّة؛ لذا أصبحت أسرة "أناستاسيو" مسلمةً، وبدأت دراسة القرآن الكريم وسُنَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفي أيَّامنا هذه نعرف عَبْر عمل الأستاذتين المكسيكيتين أنَّ "أناستاسيو" اختار اسم "خليل الله"، وسافر إلى إسبانيا حيث يدرُس النُّصوص الإسلاميَّة، ويتعاون مع حركة المُرابِطين التي أسَّسها الشيخ "عبدالقادر الصوفي"، والأمير ملك غرناطة بهدفين: انتشار الإسلام في العالَم كلِّه، وتكوين الأمَّة الإسلامية الأهلية في "شياباس".
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
المصدر : شبكة الألوكة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين