كيف تعالجين هجران زوجك؟

 محمد رشيد العويد

 بعد سنوات من زواجنا أصيب زوجي بالضعف الجنسي مما كان له أكبر الأثر في علاقتنا الزوجية التي وصلت إلى حالة من الاستحالة في بعض الأحيان ، فقد بدأ زوجي يفقد الرغبة بي مهما فعلت لإغرائه ، ومع مرور الوقت طبعاً اتضح لي بأنه فاقد الرغبة حتى في العلاقة الحميمة نفسها لعدم قدرته على القيام بذلك بشكل طبيعي ، ولا أعرف لماذا ؟ وانعكس ذلك على حالته النفسية فبدأ يثور ويغضب من أتفه الأسباب ولجأ للهروب من المنزل بالانغماس في العمل والسهر حتى ساعات متأخرة من الليل مع الأصدقاء . تصورت أن تجاهل الأمر لفترة نوع من الحكمة لسد باب المشاكل ، لكن حدث العكس ، وبعدها بدأت نار المشاكل بالفعل تأخذ طريقها إلى عشنا رغم محاولتي في إخمادها ، ووصل به الأمر إلى الغيرة والشك في كل تصرفاتي ، وبدأ مراقبة محادثاتي الهاتفية ومواعيد خروجي من المنزل ، كل ذلك وأنا صابرة وأحاول أن أبدو طبيعية في محاولة للوقوف بجانب زوجي وتعزيز ثقته بنفسه حتى تمر الأزمة بسلام ، لكن مع مرور الأيام ساءت حالة زوجي أكثر وتحول إلى عاجز من الناحية الجسمية والنفسية معاً وتحولت أنا ضحية وأنثى محرومة من إشباع حاجاتها الغريزية واستقرارها النفسي ومع ذلك لم يراعِ مشاعري ، وكان يرفض الحديث والنقاش في الموضوع لأنه يعتبر الحديث إساءة لرجولته ومن الأمور الإباحية التي من العيب الخوض فيها ، فدفعه خجله إلى المعاناة في صمت وكل ذلك زاد من حدة التوتر والفجوة بيننا حتى وصلت معه لدرجة لم تعد فيها أعصابي تقوى على تحمل المزيد ، فحملت حقائبي وعدت لمنزل أهلي وتركت له أبناءه فإما أن يقوم بكسر حاجز الخجل ويتجه لأقرب طبيب وإما الطلاق !
 
هذه الكلمات التي عبرت بها الزوجة عن معاناتها ، شرحت فيها حالها مع زوجها ، الذي فقد الرغبة في معاشرتها ، أو أصبح عاجزاً عنها ، نشرتها مجلة (( سيدتي )) ضمن استطلاع صحفي عن معاناة الزوجات من هجر أزواجهن لفراشهن ، وامتناعهم من معاشرتهن .
 
وهي تعبر عن حال عدد غير قليل من الزوجات ، وخاصة في هذا الزمن الذي قلَّ فيه الغذاء الصحي ، وزادت الأمراض ، وانتشر الإعلام الفاضح الذي صرف الرجال عن زوجاتهم ، وأضعف رغبتهم فيهن .
 
ولقد ألمحتْ كثيرات من الزوجات اللواتي كن يستشرنني في خلافاتهن مع أزواجهن إلى دور هجران أزواجهن لهن في زيادة حدة تلك الخلافات وتعقدها .
 
ويزيد في استمرار المشكلة عدم اعتراف الزوج بها ، وأن المعاشرة الزوجية ليست مهمة ، أو ليست أساسية ، فيرفض ، من ثم ، البحث عن علاج لحاله ، فلا يزور طبيباً ، ولا يتناول دواء .
 
 
وتخجل الزوجة من شكوى حالها إلى أهلها أو أهل زوجها ، فتستمر معاناتها ، ويشتد ضيقها ، وتتضاعف آلامها ، فينعكس هذا كله على تعاملها مع زوجها فتعصي أوامره ، وتتمرد عليه ، فيقابل هذا بالشتم وربما بالضرب ، فتتحطم الأواصر بينهما ، وتختفي المودة من حياتهما ، ويقترب الطلاق ليكون هو الحل .
 
وأوصي الزوجة التي حالها مع زوجها مثل هذه الحال بما يلي :
 
أولاً : احرصي على الحلم على زوجـك ، والصبر على هجرانه لك ، وأحسني إليه ، وتجملي له ، ولا تيأسي من شفائه مما يعانيه ، ولا تهملي الدعاء في ذلك ولا تقطعيه .
 
ثانياً : استحضري ما يأتيك من أجر على صبرك ، وما تنالينه من ثواب على احتسابك ، واحمدي الله تعالى على هذا الابتلاء الذي قد يكون أهون من غيره .
 
ثالثاً : اجعلي في طعامكم ما يقوّي القدرة في زوجك على المعاشرة ، ويزيد في رغبته فيها ، وقد شرحت ذلك وعرضت له مفصلاً في عدد سابق .
 
رابعاً : لا تخجلي من إثارة زوجك وملاطفته وملاعبته ، وتهيئة الأجواء المناسبة ، واستخدام العطر الذي يحبه ، وغير ذلك من الوسائل والأسباب التي أتحرج من شرحها هنا لكنها لا تغيب عنك ولا تخفى عليك .
 
خامساً :
إذا لم ينفع ما سبق فعليك أن تحثيه على مراجعة الطبيب برفق ولين ، وأخبريه أنه لا حرج في هذا ، وأن ضعفه مثل الأمراض الأخرى التي تحتاج إلى تشخيص لمعرفة أسبابها ووصف العلاج المناسب لها .
 
سادساً : إذا لم يستجب لك ، ورفض مراجعة الطبيب ، أو لم يقبل تناول علاج يمكن تناوله دون حاجة إلى وصفة من طبيب ، فصارحيه بأنك لن تستطيعي مواصلة حياتك معه ، وأن هذا حق شرعي لك .
 
سابعاً : كثيرات من الزوجات لا تهمهن المعاشرة الزوجية ، وخاصة بعد أن يكثر أطفالهن ، وتتقدم السن بهن ، فهؤلاء لا مشكلة يعانينها ، ويستطعن مواصلة حياتهن الزوجية في يسر وهناءة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين