الظالم المسيء الممدوح: داء قاتل مركّب!

قال الشاعر:

وأقتَلُ داءٍ رؤيةُ المرء ظالماً=يسيء، ويتلى في المحافل، حمدُهُ!

الظلم أنواع:

ظلم القريب قريبَه: ومنه ظلم الأخ أخاه، أو عمّه، أو خاله! أمّا عقوق الوالدين، فله شأن آخر، أشنع واقسى! وظلمُ الأرحام، عامّة، يقطع الأواصر بينهم! وهذا آثاره مدمّرة للمجتمعات، عامّة، ومهلك للفرد في الآخرة! قال تعالى:( فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم). وأقطع شيء لأواصر الرحم، أكلُ الحقوق!

ظلم الجار جاره: ورد في الحديث الشريف: مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه! وللجار حقوق كثيرة، ذكرت في الأحاديث النبوية، من أهمّها عدم الإساءة إلى الجار! وأنواع الإساءة كثيرة! فضلا عن الإحسان إلى الجار، بأنواع الإحسان المذكورة في الأحاديث الشريفة!

ومن صور الظلم المعروفة:

ظلم الصديق صديقه.. ظلم القويّ الضعيف.. ظلم الغني الفقير.. ظلم الرئيس مرؤوسيه.. ظلم المعلم طلابه..!

ظلم الحاكم مواطنيه:

وأشدّ أنواع الظلم وأقساها، ماهو دارج، اليوم! وقد كان دارجاً على مر العصور، إلاّ أنه اليوم، كثر في بعض البيئات والمناطق، حتى صار هو أساس التعامل، بين الحاكم ومواطنيه!

ومن أنواع هذا الظلم المشاهدة، اليوم:

قتل المواطنين بلا سبب واضح، في الشوارع والبيوت والسجون: قتلهم مباشرة بالرصاص، أو بأدوات القتل الأخرى، ومنها: القتل بالتجويع الطويل في السجون، أو بالحرمان من الأدوية الضرورية، التي يحتاجها السجناء..!

ومن أنواع ظلم الحاكم مواطنيه: التفريق بينهم في الحقوق والواجبات.. حرمان بعضهم من العمل، الذي يساعد الفرد على كسب رزقه.. التهجير من البلاد، عن طرق الحرمان من جنسية البلد، أو التضييق في سبل العيش، حتى يهاجر المواطن مع أسرته، طلباً للعيش الكريم..!

وهذه كلها أمثلة بسيطة، عمّا يمارسه بعض الحكّام في بلادنا، ضدّ مواطنيهم!

والغريب أن بعض هؤلاء الظلمة، يحظون بالتأييد أو بالتصفيق، من بعض المواطنين ؛ بل إن بعض علماء السلاطين، يفتون لحكّامهم أموراً، لا يقرّها شرع حنيف، ولا خلق كريم، ولا قانون بشري، ولا عرف إنساني!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين