يرى المتشائم الصعوبة في كلّ فرصة، أمّا المتفائل فيرى الفرصة في كلّ صعوبة!

في المثل الدارج المعروف: المتفائل ينظر إلى النصف الملأن من الكأس، فيفرح، والمتشائم ينظر إلى النصف الفارغ منها، فيحزن!

إنها سنة الحياة، ففيها المتشائم والمتفائل، ولكلّ منهما: خبرته وتجربته، وفكره ونفسيته!

صعوبات الحياة كثيرة، في مجالات كثيرة:

بعض الصعوبات جرّبها المتشائم، فأورثته تشاؤماً استقرّ في ذهنه، وفي أعماق نفسه! وبعض الصعوبات جرّبها المتفائل، وخرج منها فائزاً أو منتصراً، فأورثته نوعاً من التفكير الواسع، الذي ينظر به إلى الأمور، نظرة شاملة!

فالتشاؤم والتفاؤل حالتان نفسيتان، متشكلتان عبر الزمن، من أمور عدّة، من أهمّها:

علوّ الهمّة أو تدنّيها:

قال الشافعي:

همّتي همّة الملوك، ونفسي=نفس حرّ، ترى المذلّة كفرا!

وقال المتنبّي:

أبداً أقطع البلاد ونجمي=في نُحوس، وهمّتي في سُعود!

وقد روي عن أحد القادة العظام قوله، حين قيل له: إن المدينة الفلانية، دونها جبال شاهقة صعبة العبور.. روي عنه قوله: إذن، يجب أن تزول الجبال!

سعة التفكير أو ضيقه: سعة التفكير لها تأثير كبير، في تفاؤل المتفائل، وفي تشاؤم المتشائم ؛ إذ ينظر المتشائم إلى ماهو ماثل أمامه، دون أن تكون لديه القدرة، على إدراك ماهو محيط به، وما يمكن أن يفعله، فيما لو استشرف المستقبل، ونظر إلى مايستطيع فعله ؛ إذا تعامل معه بطريقة معيّنة، تساعده في تحقيق مايريد!

وقد ذكرنا أن للخبرات الشخصية، تأثيراً كبيراً، في صناعة التشاؤم والتفاؤل، في نفوس البشر!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين